الأحمديون سيواصلون مواجهة الاضطهاد بالصبر والدعاء

الأحمديون سيواصلون مواجهة الاضطهاد بالصبر والدعاء

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يقول إن المسلمين الأحمديين سيواصلون مواجهة الاضطهاد بالصبر والدعاء.

“بقدر ما يتمادى العدو في الشر والثورة، علينا أن ننيب إلى الله تعالى بأكثر من ذلك، ففي ذلك حصرًا يكمن سرُّ نجاحنا” – حضرة ميرزا مسرور أحمد.

نصح إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، المسلمين الأحمديين بمواجهة الاضطهاد الشديد الذي يتعرضون له بالصبر وبالإنابة أكثر فأكثر نحو خالقهم.

ففي حديثه خلال خطبة الجمعة من المسجد المبارك في إسلام أباد في تيلفورد، في 28/04/2023، سلط حضرة ميرزا مسرور أحمد الضوء على التحديات المستمرة التي يواجهها المسلمون الأحمديون في العديد من البلدان حيث يتعرضون للاضطهاد. وسلط الضوء أيضًا على التعاليم الإسلامية الصحيحة التي يلتزم بها المسلمون الأحمديون، وأنهم بموجبها لا يلجأون إلى الانتقام مطلقًا ولا يردون على الكراهية أبدًا.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد خلال خطبة الجمعة:

“لقد نصح المسيح الموعود عليه السلام الجماعة بالصبر والدعاء في عدة مناسبات، وأوضح أن الذين أقدامهم حساسة ولا يستطيعون أن يسلكوا الطرق الشائكة والمتحجرة ولا يقدرون على الصبر فلينفصلوا عني إن شاؤوا. الصبر وحده الميزة التي تميز الجماعة الإسلامية الأحمدية عن غيرها في العالم.”

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

“يسألني أيضا كثير من الساسة والعاملون في وسائل الإعلام هذا السؤال فأجيبهم بأن الذين دخلوا الأحمدية جاؤوا أيضا من هؤلاء الذين يؤذوننا ويظلموننا…. كانت طبائعنا أيضا من قبل مثل طبائعهم، وكنا نستطيع أن نبدي ردة فعل مثلهم ولكننا آمنا بإمام الزمان الذي علّمنا ترسيخ دعائم الأمن والالتزام بالصبر لنيل أفضال الله تعالى.”

وقال حضرة الخليفة إنه أثناء السعي للحصول على حقوقهم، يجب على المسلمين الأحمديين الالتزام بالقوانين. وقال إن تاريخ الجماعة الإسلامية الأحمدية يثبت أن الله قد جاء دائمًا لمساعدة المسلمين الأحمديين.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“إن هذا هو تاريخ الأنبياء، وقد علّمنا المسيح الموعود عليه السلام أن نصبر”.

وبين حضرة ميرزا مسرور أحمد أن “الصبر” لا يعني أننا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي، بل يقتضي منا زيادة عبادتنا والإنابة إلى الله حيث قال:

“ليس معنى الصبر أن نجلس عاطلين واضعين في الحسبان بأننا صابرون جدا بل يجب أن يكون الصبر الحقيقي هو طهارة بواطننا باستمرار. والذين يفعلون ذلك يأتي الله تعالى لنصرتهم من حيث لا يُحتسَب. يريد المعارضون أن نتخلى عن الصبر ونقوم بأعمال تجعلهم ناجحين في مكائدهم. ولكن الله تعالى يأمرنا أن نستخدم العقل والفطنة ونحاسب أنفسنا جيدا، هل ما نقوم به يتطابق مع أوامر الله أم لا، فيجب أن نعمل بأوامره تعالى”

كما أكد حضرة ميرزا مسرور أحمد على أن الصبر يجب أن يكون لوجه الله تعالى فقط، حيث قال:

“من الجدير بالتذكر أن الصبر يجب ألا يكون بسبب أي تقصير ولا لأي خوف دنيوي بل يكون لمحض وجه الله تعالى، وحينها سيكون صبرا حقيقيا يجذب فضل الله تعالى. إذا لزم أحدهم الصمت أمام مسؤول كبير أو سلطان على ظلمه بسبب حكم الله  فإن صبره يكون صبرا حقيقيا، وإذا كان ذلك بسبب الخوف على حياته فهذا ليس صبرا حقيقيا. وإننا حين ننصح الأحمديين بالصبر فذلك بسبب حكم الله.”

وقال حضرته إنه يمكن للمسلمين الأحمديين الرد على الظلم الذي يواجهونه بطريقة من شأنها أن تلقن الظالمين درسًا، لكنهم لن يفعلوا ذلك أبدًا لأن هذا يخالف تعاليم الإسلام.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“نحن المسلمين الأحمديين نكره مثل هذا التصرف لأن ذلك يتنافى مع شيمة جماعات الأنبياء وإننا قد قطعنا عهدًا عند البيعة لحماية جميع بني البشر من كل شر.”

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

“إن من سنة الأنبياء وجماعاتهم أنهم يصبرون ويدعون كما أمر الله ورسوله ﷺ وكما علّمنا المسيح الموعود عليه السلام أيضا. فعلينا أن نتذكر دوما أن علينا تحمل المصائب العارضة والصغيرة من أجل المصالح الشاملة للجماعة”.

وقال حضرته مقتبسًا من كلام المسيح الموعود عليه السلام:

“أقول بكل صراحة ووضوح بأن الذين يعارضونني كأنهم يضعون يدهم أمام نهر عظيم يجري بكل قوته، ويريدونه أن يتوقّف، ولكن يجب أن يعرفوا جيدا أنه لن يتوقف أبدًا.”

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد أيضًا:

“قال المسيح الموعود عليه السلام: إن السلاح لغلبتنا هو الاستغفار والتوبة والاطلاع على العلوم الدينية، (لا أن نردّ على تصرفات المعارضين بمثلها) ومراعاة عظمة الله وإقامة الصلوات الخمس.”

وأضاف حضرة الخليفة قائلًا:

“بقدر ما يتمادى العدو في الشر والثورة، علينا أن ننيب إلى الله تعالى بأكثر من ذلك، ففي ذلك حصرًا يكمن سرُّ نجاحنا، فبهذا قد نصحنا المسيح الموعود عليه السلام مرارا وتكرارا، وليس بإبداء أي نوع من ردود الفعل. إن نجاحنا كما قال عليه السلام مقدَّر في كل حال. إن شاء الله.ويجب أن نتذكر أن علينا أن نواصل أعمالنا بحكمة، فبالحكمة يمكن إنجاز أعمال كثيرة، لذا فإن اتخاذ الحكمة ضروري جدًا. إذا أدرك كل أحمدي مسؤوليته هذه فيمكن أن نحل كثيرا من مسائلنا بتصرفاتنا ودعواتنا. رزقنا الله الصبر ووفقنا للدعاء والعمل بهذه النصائح ابتغاء مرضاته. آمين”.

Share via
تابعونا على الفايس بوك