إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يختتم الاجتماع الحادي والأربعين للجنة إماء الله في المملكة المتحدة بخطابٍ ملهٍم

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يختتم الاجتماع الحادي والأربعين للجنة إماء الله في المملكة المتحدة بخطابٍ ملهٍم

في 15/09/2019، ألقى حضرة ميرزا مسرور أحمد، إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، خليفة المسيح الخامس، خطابًا ملهمًا للإيمان في اختتام الاجتماع الوطني الحادي والأربعين للجنة إماء الله (المنظمة المساعدة لسيدات الجماعة الإسلامية الأحمدية) في المملكة المتحدة.

عُقد هذا الاجتماع في سوق البلد في كينغسلي في هامبشاير، وهي المرة الأولى التي ينظم فيها على مدار ثلاثة أيام.وفي خطابه، ذكّر حضرة الخليفة عضوات لجنة إماء الله بالقيمة الكبيرة للثبات على الإيمان وبأهمية الالتزام بتعاليم الإسلام، حيث قال:

“بينما نتحرك نحو النجاح والازدهار، من الضروري أن نكثف جهودنا لحماية قيمنا الإسلامية الحقيقية والحفاظ على هويتنا الأساسية كمسلمين.وحتى نحقق ذلك فإن الطريق الوحيد بالنسبة لنا هو أن نسعى أكثر من أي وقت مضى للعمل بموجب تعاليم الإسلام.”

ثم أجاب حضرته عن سؤال يتعلق بفعالية تعاليم الإسلام السلمية في مجتمع اليوم.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“سوف يجادل بعض الناس بالقول إن الإسلام قد انتشر بالفعل على مستوى العالم وسيتساءل بماذا نفع العالم؟ في النهاية، يقال إن هناك حوالي 1.8 مليار مسلم في العالم ومنهم آلاف العلماء المسلمين الذين يزعمون أنهم ينشرون تعاليمه، لكن هذا لم يؤد إلى سلامٍ حقيقي وازدهار داخل الأمة الإسلامية ناهيك عن العالم الأوسع”.

وتابع حضرته قائلًا:

“السبب البسيط والواضح وراء ذلك هو أنه ما عدا أولئك الذين تشرفوا بقبول المسيح الموعود (عليه السلام)، المسلمون في جميع أنحاء العالم ممزقون بالانقسام والانحطاط، وهم يفسرون تعاليم الإسلام بطريقة خالية من المنطق وغالبًا ما تكون مستحيلة التطبيق.”

كما تحدث حضرة الخليفة عن أهمية وسائل الاتصال الحديثة والتسهيلات التي توفرها لنقل رسالة الإسلام الحقيقية والسلمية. وفي هذا الصدد قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“في عالم اليوم، يعد التلفاز والإذاعة والإنترنت ووسائل الإعلام المطبوعة ووسائل التواصل الاجتماعي مجرد غيضٍ من فيض من الوسائل التي تطورت من خلالها الاتصالات إلى الحد الذي أصبح الاتصال العالمي فيه فوريًا، وتستخدم جماعتنا جميع هذه التقنيات لنشر تعاليم الإسلام”

وبينما يمكن استخدام أدوات الاتصال الحديثة والتقنيات الجديدة من أجل الخير، أوضح حضرته أن مما يؤسف له أن:

“الكثير من البرامج التي يتم بثها في العالم اليوم لا تؤدي إلا إلى إضعاف النسيج الأخلاقي والروحي للمجتمع وإلى إبعاد الناس عما هو جيد ولائق”.

ووجه حضرة ميرزا مسرور أحمد المسلمين الأحمديين إلى الاضطلاع بمهمة قلب التدهور الأخلاقي في المجتمع حيث قال:

“إن مهمة الرجال والنساء والشباب الأحمديين كأفراد في جماعة المسيح الموعود (عليه السلام) هي استخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة تأثير القوى غير الدينية وغير الأخلاقية وإظهار أن التمسك بالقيم الدينية في العالم المعاصر ليس ممكنًا فقط، وإنما هو أمرٌ حيوي جدًا.”

ثم تحدث حضرة الخليفة عن أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في بنية المجتمع والمسؤوليات المتزايدة التي تقع على عاتقها.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“مما لا شك فيه، تلعب النساء دورًا لا غنى عنه في المجتمع لأن الأجيال المقبلة تكبر في أحضانهن وتنمو تحت رعايتهن.هذه الحقيقة وحدها تزيد بشكل كبير من المسؤولية الملقاة على عاتق النساء الأحمديات في التأكد من أنهن يشاهدن تلك البرامج أو يقرأن الكتب التي تعزز النسيج الأخلاقي، والتي تساعدهن على تحقيق الغرض من كونهن جزءًا من الجماعة التي أسسها الموعود (عليه السلام)”.

ثم ذكّر حضرة الخليفة الحاضرات بأن عليهن تحسين أنفسهن باستمرار ويجب أن لا يقعن فريسة لهدر الوقت أو التسلية غير الأخلاقية.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“أنقذن أنفسكن من تلك الطرقات الـمُغرقة والخالية من الروحانية والأخلاق لأنها لن تؤذيكن فحسب بل ستدمر الأجيال القادمة أيضًا.”

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد شارحًا أن الابتعاد عن الأنشطة المهدرة للوقت وغير الأخلاقية لا يعيق المسلمين الأحمديين عن الاندماج في المجتمع:

“هذا لا يعني أنه لا يمكنكن الاندماج أو المساهمة في المجتمع الذي تعشن فيه، فقد نشأ كثير من الأحمديين هنا أو عاشوا هنا لعقود وأصبحوا الآن منسجمين تمامًا مع العادات والقيم البريطانية وهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع. لا يوجد خطأ في ذلك؛ على العكس، يجب على كل شخص، سواء كان مولودًا هنا أو مهاجرًا، أن يسعى جاهدًا للاندماج ولأداء واجباته كعضو في المجتمع وأن يكون مواطنًا مخلصًا للبلد. يتطلب ديننا من المسلمين الاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم بما فيه صالح الأمة التي يعيشون فيها والعمل من أجل تقدمها وتطورها”.

وأوضح حضرته أن بعض الممارسات مثل استهلاك الكحول وغيرها من الأنشطة غير الأخلاقية تسمى “بالحريات” ولكنها في الواقع تبعد الإنسان عن الله.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“هناك العديد من الأشياء الضارة السائدة في هذا المجتمع، والتي يحاول الأشخاص الدنيويون تبريرها باسم حرية الاختيار أو التقدم، ولكن الله سبحانه وتعالى ورسولهﷺ أعلنا أنها فواحش تُبعد البشرية عن خالقها”.

وتابع حضرته قائلًا:

“وعلى الرغم من أنه يتم الدفاع عن هذه الأشياء باعتبارها أمثلة على المجتمع الحر والحديث، إلا أن الواقع هو أن مثل هذه البذاءة لا تؤدي إلا إلى تحطيم الأسس التي يقوم عليها المجتمع المزدهر والشفوق بحق”.

ثم ألقى حضرته الضوء على مسألة خلق مجتمع مسالم على المستوى الفردي والمستوى الأوسع وذلك على ضوء الآية 29 من سورة الرعد من القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب”، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“ذكر الله عز وجل أن راحة البال الحقيقية لا يمكن تحقيقها من خلال الحرية الدنيوية أو من خلال الانخراط بمفاتن العالم التي لا معنى لها.بل، لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال نيل قرب الله تعالى وإبقائه في قلبك وعقلك في جميع الأوقات”.

وفي ختام خطابه، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“في كل جانب، يجب أن نتبع تعاليم القرآن الكريم ونعتبرها دليلنا..يجب أن نلتزم بمعايير العبادة المنصوص عليها في القرآن الكريم.ويجب أن نتصرف وفقًا لطرق ذكر الله المبينة في القرآن الكريم، ويجب أن نتبنى كافة التعاليم القرآنية بأفضل ما لدينا من قدرات، وعندها سننال الثواب وقرب الله تعالى، وسوف نوفي بالتزاماتنا تجاه بيعة المسيح الموعود (عليه السلام)”
Share via
تابعونا على الفايس بوك