إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي خطبة الجمعة من مسجد بيت الرحمن في ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي خطبة الجمعة من مسجد بيت الرحمن في ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية

في 02/11/2018، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، خطبة الجمعة من مسجد بيت الرحمن بولاية ميريلاند، وهو المقر الوطني الرئيسي للجماعة الإسلامية الأحمدية في الولايات المتحدة.في خطبة إيمانية ملهِمة، ذكّر حضرته المسلمين الأحمديين بواجبهم في الالتزام بأعلى معايير الأخلاق في جميع الأوقات وحث المسلمين الأحمديين في جميع أنحاء العالم على بذل قصارى جهودهم للعمل بحسب التعاليم الأخلاقية والروحية التي سعى المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) لرؤيتها في أتباعه

ال حضرة ميرزا مسرور أحمد:”إن تبديل المعتقدات فقط لا يكفي ليكون المرء أحمديا، كما لا يكفيه القول إن أبويه كانا أحمديين أو هو يؤمن بدعاوى المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) لذا فهو أيضا أحمدي. لا شك أن هذا الأمر يُدخله في زُمرة الأحمديين من حيث المعتقد، ولكن ليكون المرء أحمديا عمليا لا بد له من العمل بكل قواه وقدراته ومواهبه، كما توقّع المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) من كل أحمدي”.

ثم تحدث حضرته عن العديد من المبادئ الإسلامية في ضوء تعاليم المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) والتي على المسلمين الأحمديين تبنيها كالتواضع والطاعة وتجنب كافة أشكال الشرك بالله عز وجل.وقال أيضًا إن على المسلمين الأحمديين أن يفكروا بحالتهم الروحية والأخلاقية وأن يجروا تحليلاً ذاتيًا ثابتًا للتأكد مما إذا كان هناك انسجام بين ادعاءاتهم اللفظية وأفعالهم، كما أدان النفاق باعتباره خطيئة تقود المرء دائما للابتعاد عن الله سبحانه وتعالى.

وقال حضرة الخليفة أيضًا إن هناك أشكالًا عديدة للشرك، كأن يركض أحدهم وراء أمانيه الدنيوية نابذًا أحكام الدين وراء ظهره فهو بهذا يرتكب الشرك.وفي إشارة إلى حياة صحابة رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، قال حضرته إن الصحابة كانوا يخشون دائما ارتكاب حتى أدنى أشكال الشرك.

وروى حضرة الخليفة مثالا عن أحد صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي كان يبكي ذات مرة، وعندما سأله أحدهم عن سبب بكائه قال:”لقد تذكرتُ قول رسول الله: “إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ … وَشَهْوَةً خَفِيَّةً”

وتعليقًا على ذلك قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:”هذه كانت سيرة الصحابة (رضوان الله عليهم) في خشية الله تعالى واجتناب الشرك. كانوا قلقين أيضا من أن يكون في الأمة أناس يرتكبون شركا خفيا، إذًا، خطرت هذه الفكرة ببال الصحابي المذكور يوما فارتعدت أوصاله من شدة القلق وبدأ يبكي. هذه هي الحال التي نتيجتها يمكن للإنسان أن يصبح موحدا حقيقيا وعابدا لله تعالى”.

وقال حضرته إن الزور شرٌ آخر يجب تجنبه بأي ثمن وأن الإسلام يتطلب الالتزام الصارم بقول الحقيقة في جميع الأوقات.كذلك قال الخليفة إنه عندما يسعى الشخص إلى قول الكذب، فإن ذلك يكون نتيجة عدم ثقته بالله سبحانه وتعالى.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:”يلجأ البعض إلى التكلم بخلاف الواقع حول أتفه الأمور، وهو أمر لا يليق بالمؤمن البتة. لا تظنوا أن الكلام خلاف الواقع لا يعدّ كذبًا، كلا، بل هو الكذب بعينه ويُبعد عن التوحيد”وقال حضرته إن الإسلام يأمر المسلمين بتجنب كافة أنواع الفاحشة والزنى.

.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“في العصر الراهن تُعرض على التلفاز والإنترنيت أفلام يتم فيها التحريض على الزنا بشكل علني، فعلى كل أحمدي اجتناب هذه الأمور. إن مثل هذه الأمور أحدثت خصومات في بيوت كثيرة، وأدت إلى تفكك الأسر الكثيرة… هذا ما اعتبره المجتمع المتطور المزعوم حريةً ورقيًا.. لقد أصبح هؤلاء الناس أيضا يقولون الآن بأن أضرار هذه الأفلام كثيرة. وإن تقصيتم الحقائق عن الأفلام الإباحية فستجدون أنها تؤدي إلى الزنا والعنف المنـزلي، وإنشاء العلاقات غير المشروعة، وإلى حدوث حالات اغتصاب الأطفال”.

كما حذر حضرته من الغطرسة والشعور بالتفوق وندد بجميع أشكال العنصرية.وقد أشار إلى الخطبة التاريخية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي ألقاها في حجة الوداع والتي قال فيها بوضوح:”جميع البشر سواسية من أي قوم كانوا وفي أية منصب كانوا، ولا فضل لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر ولا لعربيّ على أعجميّ ولا لأعجميّ على عربيّ”.وحيث أن هذه هي تعاليم الإسلام، نبه حضرته إلى أن العنصرية وعقدة التفوق قد اخترقت المجتمع، وقال إن هناك قادة يعتبرون أن البيض لديهم قدرات فكرية أكبر من أعراق أخرى وأدان حضرته بشدة كافة أشكال العنصرية وقال إن هذا “نتيجة لغطرستهم”.وفي ختام الخطبة، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:”وفقنا الله تعالى جميعا لأن نفهم تعاليم الإسلام الحقة ونعمل بها، وندعوه تعالى أن يوفقنا لنكون من الذين يفون بحق بيعة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، وأن نظل متمسكين بالخلافة دائما بطاعة كاملة، وأن نعمل بكافة قرارت الخليفة المعروفة بصدق القلب وبطاعة كاملة. آمين.”وبعد الخطبة وصلاة الجمعة، أمّ حضرة الخليفة مراسم حفل البيعة والتي شارك فيها حوالي 8000 شخص.

Share via
تابعونا على الفايس بوك