المسلمات الأحمديات في الكبابير يتشرفن بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
في 06/06/2021، ترأس الخليفة الخامس، إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، حضرة ميرزا مسرور أحمد، اجتماعًا افتراضيًا مع عضوات لجنة إماء الله في الكبابير في حيفا.
ترأس حضرته الاجتماع من مكتبه في إسلام أباد في تيلفورد، بينما انضمت عضوات اللجنة من مسجد محمود في الكبابير.
بعد عروضٍ تقديمية قصيرة أتيحت الفرصة للنساء المسلمات الأحمديات القاطنات في الكبابير لطرح مجموعة من الأسئلة على حضرة الخليفة.
سألت إحدى الحاضرات حضرته عن التوترات الاجتماعية والسياسية في الشرق الأوسط.
فيما يتعلق بالعيش في الشرق الأوسط، قال حضرته إن الأمر متروك للمسلمين الأحمديين للعيش فيه مع ما يلزم من الحذر والحكمة. وعلاوة على ذلك، فإن من واجبهم إظهار تعاليم الإسلام النبيلة والسلمية بأمانة من أجل إزالة أي مفاهيم خاطئة أو مخاوف من أذهان غير المسلمين. ثم أشار حضرته إلى أن جميع المجتمعات في جميع أنحاء العالم تواجه الصعاب والتي من أبرزها التزايد المستمر للمادية التي تقود البشرية بعيدًا عن الدين وعن الإيمان بوجود الله.
![](https://www.ahmadiyya-islam.org/altaqwa/wp-content/uploads/sites/19/2021/06/20210606_123012-8A5ACA07.jpg)
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“الخطر الأكبر على عافية العالم هو الانتشار الواسع للفجور والظلم من خلال قوى الدجل التي تنتشر عبر وسائل الإعلام والإنترنت وغيرها من الوسائل. ونتيجة لذلك، يبتعد الشباب في جميع أنحاء العالم عن دينهم على الرغم من أنهم ولدوا في أسر متدينة. كما يتجه الجنس البشري بشكل متزايد نحو تحقيق الرغبات الدنيوية والمادية… لذلك، يجب أن نحاول تجنيب أطفالنا مصيرًا مماثلًا لهذا وذلك من خلال بذل الجهود الحثيثة لتربيتهم بأفضل طريقة. وتلعب الأمهات دورًا أساسيًا في ذلك”.
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“يجب على الأمهات تكوين علاقة وثيقة مع أبنائهن منذ الطفولة وتعليمهم أمور دينهم. ومن واجب الأم المسلمة الأحمدية أن تغرس في أبنائها أن عليهم دائمًا إيثار دينهم على الدنيا وألا تستحوذ أو تسيطر عليهم أضواء الدنيا البراقة وطرقها السطحية”
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“عندما يسعى الإنسان حقًا إلى إعطاء الأولوية لدينه في جميع الأمور ويسعى إلى أداء متطلبات العبادة وإقامة علاقة حبٍ مع الله وتبني أسمى الأخلاق والعمل بموجب تعاليم الإسلام، فمن المؤكد أنه سينال مرضاة الله. علاوة على ذلك، عندما يرضى الله تعالى عنه، فإن حاجاته الدنيوية ستتحقق بشكل طبيعي أيضًا”.
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“فلذلك من واجبكن تربية أبنائكن وبناتكن تربية حسنة منذ الصغر – فهذه هي الطريقة لحماية أجيالكن القادمة وهذا هو التحدي الأكبر في عصرنا. لذا لا تعتبرن قضايا منطقتكن ومشاكلها المحلية هي التحدي الأكبر. بل يكمن التحدي الحقيقي في محاربة التراجع الأخلاقي، والشرور التي تتفشى في العالم”.
كما سُئل حضرته عن رسالته للمرأة المسلمة الأحمدية العربية. وردًا على ذلك، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“سواءً كنتن من المسلمات الأحمديات العربيات أم من المسلمات الأحمديات غير العربيات، فإن رسالتي هي أن عليكن إرساء أعلى المعايير الأخلاقية والروحية. يجب أن تكون هذه هي سمتكن وطابعكن المميز، ويجب أن يدرك الناس بأن النساء المسلمات الأحمديات هن اللواتي أفعالهن وأخلاقهن وسلوكهن وكلامهن وعلاقاتهن الاجتماعية جميعها من أعلى المستويات ووفقًا لتعاليم الإسلام. ثانيًا والأهم هو أن على المرأة المسلمة الأحمدية التركيز على تربية أبنائها. يجب أن تعلمن أطفالكن دينهم ويجب أن تدعين لهم بحرارة لأن لأدعية الوالدين تأثير ووقع خاص”.
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“ينبغي للإنسان أن يدعو لأبنائه أن يجعلهم الله سبحانه وتعالى متمسكين بالدين دائمًا وأن لا ينحرفوا عن الصراط المستقيم، لذا رددن دائمًا الدعاء القرآني “اهدنا الصراط المستقيم” وادعين الله أن لا يقعوا أبدًا في شرك القوى الشيطانية وألا يساورهم أي شك في دينهم ولا أية أفكار لإثارة القلاقل في المجتمع.”
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد أيضًا:
“هذه هي الطريقة التي يجب على المسلمة الأحمدية أن تربي أطفالها بها، وهي مهمة شاقة جدًا. فإذا قامت المسلمات الأحمديات بهذه المسؤولية، فإنهن سيجسّدن قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:”الجنة تحت أقدام الأمهات”.
وذكرت إحدى السيدات أن النساء المسلمات المحجبات غالبًا ما يُنظر إليهن نظرة ارتياب ويتم الحكم عليهن بقسوة من قبل غير المسلمين في مجتمعهن. فذكر حضرته أن مثل هذه الضغوط الاجتماعية المتعلقة بالحجاب موجودة في العديد من البلدان، وأنه تم سن قوانين تقيد حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب في بعض البلدان الأوروبية.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“في مجتمعكن، قد ينتقدكن بعض الناس ويستهزئوا بكن (لارتدائكن الحجاب)، ولكن هناك دول أخرى تم فيها سن قوانينٍ ضد الحجاب وعلى الرغم من ذلك، فإن اللواتي يتمتعن بإيمان راسخ يواصلن ارتداء الحجاب. لذا، عليكن أن تقررن ما إذا كنتن ترغبن في اتباع أوامر الله وتحمل كل مشقة وسخرية وانتقاد في سبيله تعالى أم أنكن ستخفن وتقبلن ما يقوله الآخرون وتتبعن تيار المجتمع؟ فهذا قرارٌ عليكن أنتن اتخاذه”.
وسألت سيدة أخرى حضرة الخليفة كيف يمكن للمرأة المسلمة الأحمدية التي تعمل بسبب الحاجة المادية أن تضمن عدم إهمالها لواجباتها تجاه أسرتها؟ فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد في إجابة مفصلة:
“إذا كانت الأم المسلمة الأحمدية تعمل بدافع الضرورة للمساعدة في شؤون المنزل المالية، فعليها أن تحاول العثور على وظيفة تنتهي في وقتٍ يمكنها فيه العودة إلى المنزل عند عودة زوجها وعند عودة أطفالها من مدارسهم. وإذا لم يكن ذلك ممكنًا وكانت غير قادرة على استقبال أطفالها عند عودتهم من المدرسة، فيجب أن يعلم الأطفال أن والدتهم قد قامت ببعض التحضيرات لهم بحيث بعد أن يغتسلوا ويغيروا ملابسهم، يجدون الطعام بانتظارهم”.
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“على الأم العاملة العمل بجهد مضاعف، حيث سيتعين عليها الوفاء بالتزاماتها في مكان عملها وسيتعين عليها أيضًا إعطاء الوقت الكافي لأطفالها. ينبغي أن تتحدث معهم، وترشدهم أخلاقيًا، وتذكرهم بأداء صلواتهم. ومهما كانت الظروف، يجب الحفاظ على بيئة عائلية إيجابية داخل المنزل …”
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد أيضًا:
“راقبن أطفالكن أيضًا كي لا يشاهدوا أي محتوى ضار أو غير لائق على الإنترنت. وبالمثل يجب أن تقضي الأم أكبر وقت ممكن مع أطفالها في عطلة نهاية الأسبوع. وبالطبع، تقع على عاتق الآباء مسؤولية مساعدة الأمهات داخل المنزل. يجب إنشاء بيئة أسرية قوية حيث يجلس الآباء والأطفال معًا ويناقشوا أفكارهم ووجهات نظرهم بصراحة مع بعضهم بعضًا. سيؤدي هذا إلى خلق الوحدة وإلى تعلق الأطفال بأسرهم إلى الأبد، وسيؤدي ذلك أيضًا إلى تطوير وتقوية ارتباطهم بالجماعة الإسلامية الأحمدية”.
وطُرح سؤال آخر يتعلق بكيفية جذب الشباب إلى برامج الجماعة الإسلامية الأحمدية في وقت يبتعد فيه الناس عن الإيمان بالله. فنصح حضرة الخليفة بضرورة أن تلعب الأمهات المسلمات الأحمديات دورًا في ضمان مشاركة أطفالهن منذ صغرهم في أنشطة الجماعة الإسلامية الأحمدية.
وقال أيضًا إنه ينبغي تنظيم برامج اللجنة وناصرات الأحمدية بطريقة تجذب الفتيات والنساء وأنها يجب أن تكون برامج تفاعلية. كما قال حضرته إنه يجب تنظيم الأنشطة الترفيهية والفعاليات الرياضية للأطفال ويجب منحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وأن يشعروا بالقوة والتمكين، بدلاً من مطالبتهم بالاستماع إلى الخطب فقط.
وسئل حضرة الخليفة عما إذا كانت الآية القرآنية التي تقول إن “الرجال قوامون على النساء” تعني أنه يجب أن تكون لآراء وقرارات الرجال الأسبقية على آراء وقرارات النساء؟ وردًا على ذلك، قال حضرته بشكل قاطع إن الآية المذكورة لا تعني ذلك أبدًا.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“لا على الإطلاق! هذه الآية لا تعني أن رأي الرجل مرجحٌ على رأي المرأة. فالنساء يعطين أيضًا أحكامًا صائبة جدًا وبعض قرارات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كانت بناءً على مشورة النساء. فعلى سبيل المثال، عند صلح الحديبية، تصرف النبي صلى الله عليه وسلم بموجب نصيحة زوجته حضرة أم سلمة (رضي الله عنها)”.
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“كل ما تعنيه الآية هو أن الرجل هو المسؤول عن المنزل وبموجب هذه الأهلية فهو المسؤول عن إدارة الشؤون المالية للمنزل والتأكد من إدارة المنزل بما يتوافق مع تعاليم الإسلام. ولهذا السبب فإن تعليم الإسلام يقول إنه إذا كانت الزوجة تعمل فلا يحق لزوجها مطالبتها بالنفقة على البيت حتى يخفف العبء عنه. فإذا كانت لا ترغب في ذلك على الرغم من استطاعتها، فإن الرجل يظل المسؤول عن تلبية احتياجات الأسرة ماليًا، كما أنه المسؤول عن التأكد من إدارة المنزل بطريقة إسلامية”.
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“وفيما يتعلق بالأمور المنزلية أو الزوجية، فكثيرًا ما أقول للرجال المسلمين الأحمديين إن آية “الرجال قوامون على النساء” تتطلب أيضًا من الرجال أن يتحلوا بالصبر وألا يتشاجروا مع زوجاتهم دون داع. فيجب على جميع الرجال التحلي بالصبر والاستماع إلى زوجاتهم فيما يتعلق بالأمور اليومية حتى تظل بيئة المنزل هادئة. وهذا معنى كلمة “قوام” أي أن على الرجل أن يحافظ على بيئة المنزل هادئة وآمنة من أجل تربية الأبناء الأخلاقية. فلم يُجعل الرجل قوامًا كي يسيطر على أسرته، بل جُعل قوامًا للوفاء بحقوق زوجته وأولاده”.