إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يعقد لقاء تاريخيًا مع المسلمين الأحمديين من الضفة الغربية

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يعقد لقاء تاريخيًا مع المسلمين الأحمديين من الضفة الغربية

في 12/06/2021، عقد وللمرة الأولى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد اجتماعًا افتراضيًا عبر الإنترنت مع أكثر من 70 فردا من أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية في الضفة الغربية في فلسطين.

ترأس حضرته الاجتماع من مكتبه في إسلام أباد في تيلفورد، فيما انضم المسلمون الأحمديون من مسجد دار الأمان في الضفة الغربية.

بعد عروضٍ موجزة، أتيحت الفرصة لأبناء الجماعة من الرجال والنساء لطرح مجموعة من الأسئلة على حضرته.

سُئل حضرته عما إذا كان يجوز للمسلم الأحمدي أن يكتم إيمانه خوفًا من اضطهاد أقاربه من غير الأحمديين أو من أفراد المجتمع ككل.

وردًا على ذلك، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“إذا كان الإنسان يؤمن قلبيا بصدق الأحمدية ولكنه يخاف ولا يستطيع حماية نفسه فله أن يكتم  إيمانه في قلبه ولا يجهر به علانية ولا ضرر في هذا. فعلى سبيل المثال، قد يكون من الصعب على بعض النساء تحمل المعارضة. ولكن من كانت لديه القوة والشجاعة لتحمل العداء ومواجهته، فعليه الجهر بإيمانه علانية”.

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

“إذا نظرنا إلى تاريخ صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نجد أن بعضًا ممن أسلموا في الأيام الأولى، نالوا حماية زعيم قبيلة ما أو رجل ثري. إلا أنهم قالوا له نرد عليك ذمتك لأننا نرغب في تحمل نفس الظلم والقسوة التي يتحملها إخواننا المسلمون الآخرون. وفي الوقت نفسه، من المعروف أيضًا من التاريخ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض الناس بكتمان إيمانهم في قلوبهم إذا لم يستطيعوا تحمل المعارضة. ففي بعض الأحيان يكون هذا الطريق هو الأسلم والأمثل”.

وسأل أحد الحاضرين عما إذا كان بإمكان المسلم الأحمدي الانضمام إلى الأحزاب السياسية في بلاده؟ فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“المسلم الأحمدي مواطن في بلده، وبالتالي يمكنه أن يكون عضوًا في الأحزاب السياسية في ذلك البلد. في الواقع، عندما ينخرط في حزب سياسي، فإن صوته سيصل إلى الأشخاص المؤثرين، الذين لم يكن بإمكانه الوصول إليهم لولا ذلك. علاوة على ذلك، إذا كان له دور في صنع السياسة، فسيكون قادرًا على وضع سياسات تفيد البلاد، حيث سيكون في وضع يسمح له بتقديم مشورته الصادقة والعمل وفقًا لأمر الله تعالى في أي وقت يُطلب منه إبداء رأيه بصدق ونزاهة. لذلك لا ضرر من الانضمام إلى الأحزاب السياسية، فكثير من المسلمين الأحمديين يفعلون ذلك في جميع أنحاء العالم”.

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

“قبل تقسيم الهند وباكستان، كان بعض أبناء الجماعة القاطنين هناك أعضاء في الأحزاب السياسية وتم انتخابهم لشغل مناصب سياسية مختلفة. ثم بعد التقسيم، وحتى وقت إعلان الحكومة بأن المسلمين الأحمديين غير مسلمين، تم انتخاب المسلمين الأحمديين كأعضاء في البرلمانات الوطنية والإقليمية. وفي أفريقيا، لدينا العديد من الأعضاء الذين يشاركون في السياسة وبعضهم انتخبوا أعضاء في البرلمانات الوطنية وتم تعيينهم كوزراء دولة. إنهم جميعًا يسعون جاهدين للعمل من أجل تحسين أمتهم. وبالمثل في أوروبا وأماكن أخرى لدينا أعضاء يسعون إلى مناصب سياسية. لذلك لا يوجد سبب يمنعنا من الدخول في السياسة من أجل خدمة بلداننا”.

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

“عندما نكون مواطنين في بلد ما، فعلينا أن نلعب دورًا في تشكيل حكومة وإدارة ذلك البلد. في الواقع، يجب أن نلعب دورًا ممتازًا حتى يتمكن الآخرون من مشاهدة مدى قدرتنا على خدمة الوطن والأمة بطريقة مخلصة وجديرة بالثقة. يجب أن يروا، أن المسلمين الأحمديين، بصفتهم مواطنين، مخلصون لبلدهم ويسعون لبذل قصارى جهدهم لإحراز التقدم”.

كما تم طرح سؤال حول الحركات والمنظمات المقاومة التي تعمل خارج سيطرة الحكومة وما إذا كان ينبغي على المسلمين الأحمديين التعامل مع هذه الجماعات.

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“فيما يتعلق بحركات المقاومة، يجب على المسلمين الأحمديين تجنب أي منظمة تسبب الاضطراب والفوضى والعنف والدمار. إذا كانت هناك حكومة قائمة ونظمت احتجاجًا (ضد الظلم)، فيجب على المسلمين الأحمديين المشاركة لأن هذا إجراء حكومي. وهذا يشمل عندما تقرر الحكومة ضرورة القيام بعمل عسكري وتطلب من مواطنيها المشاركة فيه. لقد انضم بعض المسلمون الأحمديون في العديد من البلدان إلى القوات المسلحة لبلادهم وقاموا بدورهم كجنود لبلدهم”.

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

“ومع ذلك، لا ينبغي للمسلمين الأحمديين الانضمام أو دعم أية جماعات مسلحة أو منظمات مقاومة غير مفوضة من قبل الحكومة، والتي تتعارض سياساتها مع سياسة حكومتهم، حيث تسعى مثل هذه الجماعات إلى تحقيق أجنداتها الخاصة باسم “الحرية” فقط. ومن ناحية أخرى، إذا قررت الحكومة أن الوقت قد حان لمواطنيها للخدمة والتضحية من أجل قضية الأمة، فعندئذ، في ظل هذه الظروف، يجب على المسلمين الأحمديين بكل تأكيد الخدمة في جيش بلادهم. ولكن  الانضمام إلى الجهات الناشطة والجماعات من غير الدول لن يؤدي إلا إلى زيادة الفوضى وتصعيد النزاع”.

واستفسرت إحدى السيدات عن الروحانيات والتطور الديني على الصعيد الشخصي، وسألت حضرة الخليفة كيف يمكن للمرء أن يتأكد بأنه تقدم في الدرجات الروحانية؟

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد شارحًا ذلك:

“مهمة المؤمن هي السعي الدؤوب نحو التقوى، فلا ينبغي أن يركز على ما هي مرتبته الروحانية الحالية أو ما هي المرتبة التالية. فالله تعالى أعلم من أين تبدأ نهاية المرتبة وأين تبدأ الثانية. لذلك ببساطة بالنسبة للمؤمن عليه الاستمرار في الانخراط أكثر فأكثر في أداء الأعمال الصالحة والاستمرار في السعي في هذا الصدد، والانخراط في هذا الجهاد من أجل تطهير نفسه باستمرار … فبمجرد أن يفكر المرء أنه قد وصل إلى هذا الحد وإلى هذه المرتبة الروحانية، تبدأ الغطرسة بالتسلل إلى عقله، والغطرسة أمر خطير للغاية… لذلك يجب على الإنسان الاجتهاد دائمًا، وأن يعرف أن هدفه الوحيد هو العمل بأوامر الله، وبالتالي نيل مرضاة الله عز وجل.”

وقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد في شرح مفصل لمفهوم طاعة أوامر الله المبينة في القرآن الكريم:

“هناك حوالي 700 وصية في القرآن الكريم، وفي بعض المواضع قال المسيح الموعود (عليه السلام) أن هناك 1200 وصية. فهل نفذتم كل هذه الوصايا والأوامر؟ هل بحثتم عنها حقًا؟ عندما تجدون هذه الوصايا وتتصرفون بموجبها، عندها فقط يمكنكم التحدث عن الخطوة التالية. لذلك من واجب المؤمن أن يبحث باستمرار وبتواضع كبير عن محبة الله تعالى “.

وفي لحظة مؤثرة جدًا، عندما سُئل حضرته عما يمكن تعلمه من أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية الأفارقة الذين يبدو أنهم مصدر سعادة كبيرة لحضرته كلما التقى بهم.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد بحب وحنان كبيرين:

“الحقيقة هي أنني أبتسم لكل أحمدي مخلص كلما قابلتهم أو رأيتهم. أنا أيضًا أبتسم عند رؤيتكم جميعًا! بالتأكيد، لدي نفس مشاعر الحب تجاهكم كما هي تجاه الأفارقة وهي نفس المشاعر التي أشعر بها تجاه الأوروبيين. فكل الأحمديين المخلصين، سواء كانوا أوروبيين أو أفارقة أو آسيويين، أو عربًا، أو من أمريكا الجنوبية أو من أي مكان – كلهم ​​متساوون في نظري. وتعبيرات الحب المنبعثة من وجوههم تجبرني على أن أحبهم بنفس الطريقة وأن أعبر عن نفس الحب والمودة التي يظهرونها. فلا يوجد فرق هنا. لستم أقل من الأفارقة، ولا الأفارقة أقل منكم، ولا الباكستانيون أفضل منكم، ولا الأفارقة أكثر أو أقل من أي شعب آخر ولا الأوروبيون. فأبتسم لكل من هو أحمدي مخلص وله علاقة خاصة مع الخلافة  كلما التقيت بهم أو رأيتهم”.

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

“أيا كان من ألتقي به، سواء كان طفلًا أفريقيًا أو أوروبيًا أو أمريكيًا جنوبيًا أو باكستانيًا، وسواء كان صغيرًا أو ذكرًا أو أنثى، فيسعدني أن أرى كل أحمدي مخلص وليس لدي سوى مشاعر وعواطف الحب لهم. وأنا أبتسم دائمًا! فيمتلئ قلبي بمشاعر كبيرة من الحب والحنان لكل مسلم أحمدي مخلص”.

وسأل أحد الحاضرين عما إذا كان بإمكان المسلم الأحمدي مواصلة صداقة شخص ترك الجماعة ولكنه لا يقوم بمعارضتها؟

فأجاب حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“نعم لا ضير في ذلك – فالإيمان مسألة شخصية تتعلق بالقلب و”لا إكره في الدين”. لذلك إذا اعتقد شخص ما أن الجماعة الإسلامية الأحمدية ليست على حق وغادرها بعد فترة زمنية معينة، لكنه لم ينخرط في معارضتها، ولم يتكلم بسوء عن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، أو يستخدم كلمات بذيئة ضده، فيمكن بالتأكيد الحفاظ على علاقة معه. فقد تكون هذه العلاقة وسيلة في المستقبل لتغييره إيجابيا وقد يعود إلى حظيرة الجماعة الإسلامية الأحمدية. بينما إذا رفضت صداقته، فسيشعر بمرارة وبُعد أكبر. إن واجب والتزامات الصداقة يحتم أن تحافظ على علاقات ودية معه وربما يؤدي ذلك في يوم من الأيام إلى إصلاح ذلك الشخص”.

وسألت إحدى السيدات حضرته كيف يمكن للوالدين منع الأطفال من التعلق بالإلكترونيات بشكل مفرط، مثل استخدام الهواتف أو الأجهزة اللوحية.

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“حتى العلماء والأطباء يقولون الآن إن لقضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة تأثير سلبي على بصر الطفل وتفكيره، ولهذا السبب يجب على الأطفال عدم استخدام الإنترنت أو ممارسة الألعاب أو مشاهدة التلفاز لأكثر من ساعة خلال الـ 24 ساعة. بالطبع في الوقت الحاضر، نظرًا لإغلاق المدارس بسب وباء كورونا، يتم التعليم غالبًا عبر الإنترنت. ومع ذلك، تعد الألعاب عبر الإنترنت مضيعة للوقت وللمال أيضًا. فأنت تدفع لشراء اللعبة وكما يدمن الإنسان أشياء معينة، كذلك يصبح الأطفال أيضًا مدمنين على ممارسة الألعاب. علاوة على ذلك، خلال هذه الألعاب عبر الإنترنت، يتم تشغيل إعلانات مفسدة وغير مسؤولة ويمكن أن تؤثر بشكل خطير على عقول الأطفال”.

وقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، مسلطًا الضوء على مسؤوليات الوالدين وتقديم المشورة العملية حول كيفية التعامل مع هذه المسألة:

“يجب على الآباء الانتباه بشكل خاص إلى الألعاب التي يلعبها الطفل أو البرنامج الذي يشاهدونه على التلفاز أو عبر الإنترنت والإشراف على ذلك. علاوة على ذلك، وضحوا للطفل أن لديه وقتًا معينًا ليقضيه على الشاشة ولا يمكنه ذلك خارج هذا الوقت المحدد”.

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

“تحدثوا إلى أطفالكم واشرحوا لهم أن قضاء الكثير من الوقت على الشاشة سيضر ببصرهم وسيؤثر على تفكيرهم ولهذا السبب من الأفضل لهم قراءة الكتب بدلاً من ذلك، والتي تعد أفضل وسيلة لنمو الدماغ. قوموا أيضًا بترتيب أنشطة مختلفة لهم، والتحدث معهم ومجالستهم، وإجراء مناقشات معهم، وإذا استمروا في الإصرار على ذلك، فحاولوا أن تعرضوا لهم برامج عبر الإنترنت أو على التلفاز والتي من شأنها أن تفيدهم أكاديميًا وروحانيًا وتمكنهم أيضًا من اكتساب الحكمة”.

ثم اختتم حضرته الاجتماع بالدعاء الصامت.

Share via
تابعونا على الفايس بوك