القرآن الكريم منذ بدء نزوله المبارك كان معنيًّا بإظهار الانسجام الجامع بين الوحي الإلهي من جانب والعلوم التجريبية من جانب آخر، وذلك بتأصيله لمبادئ التي تسير عليها مناهج العلم الحديث.
لا شك أن العلم الحديث أتاح حلولا لمشكلات إنسانية قديمة، ولكن هل خلَّص الإنسانية حقا من كافة مشكلاتها؟! أم أنه يا ترى كان سببا في ظهور مشكلات جديدة أشد وطأة؟!
أمور كثيرة تدعونا إلى الزعم بفكرة أن الإسلام كان بوابة العالم إلى عصر العلم الحديث، هذا العصر الذي تميز في رأي مؤرخي العلم قاطبة بإجراء التوثيق العلمي وتحقيق نسبة النصوص إلى أصحابها، والقراءة النقدية للمصادر والمتون، ستغمرنا الدهشة إذا ما عرفنا أن أول من سلك مسلك التوثيق العلمي كان واحدا من صحابة نبي الإسلام (ص).