68 خريجًا من الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة يستلمون شهاداتهم

68 خريجًا من الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة يستلمون شهاداتهم

يسر الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تعلن أنه في 13/05/2023، أقيم حفل توزيع الشهادات على خريخي الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة في مقرها في هزلمير في سَرِي. وترأس الحفل إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد.

أقيم هذا العام حفل مشترك للدعاة الذين تخرجوا خلال السنوات الأربع الماضية والذين لم يتمكنوا من الحصول على شهاداتهم في وقت سابق بسبب جائحة كوفيد-19.

حصل 68 من الدعاة الذين تخرجوا بين عامي 2019 و2022 على شرف استلام شهادات درجة الشاهد من حضرة الخليفة، مما يعني أن مجموعه 199 طالبًا قد تخرجوا من هذه الجامعة حتى الآن.

بعد حصول الطلاب على شهاداتهم، ألقى حضرة الخليفة خطابًا ملهمًا للإيمان حيث ذكَّر الدعاة بأهمية المهمة التي تنتظرهم.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“تذكروا دائما أن عليكم السعي كل حين لتحقيق الهدف الذي من أجله التحقتم بالجامعة الأحمدية. قد تخرجتم من الجامعة بعد تلقي شيء من التدريب والتربية في سبيل تحقيق هذه الغاية. لم تحققوا هذه الغاية بعد، وإنما قد تم توجيهكم إلى سبل تحقيقها، وعُلّمتم كيف يجب أن يكون واقف الحياة لله والداعية والمربي. فضعوا هذا الأمر في الاعتبار دوما. قد ازدادت الآن مسؤولياتكم، وستبذلون الجهد بأنفسكم لنيل هذا الهدف.”

ثم أوضح حضرته أن على الدعاة تقييم أدائهم وأنفسهم باستمرار لمعرفة ما إذا كانوا يعملون بنجاح لتحقيق أهدافهم.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“إنما الدعاة والمربون الناجحون مَنْ يسعون لإنجاز هذه الأمور سعيًا متواصلا دائما. لقد ازدادت مسؤولياتكم الآن كثيرا، فعليكم فحص أنفسكم من هذا المنظور باستمرار لتروا أين توقفت أقدامكم، وأين وقعت العراقيل في سبيلكم، وما هو الإصلاح الذي قمتم به، وما هو المجال الذي حاولتم تحسين أوضاعكم فيه.

واعلموا أنكم قدوة للناس، أو أنهم يتوقعون أن دعاتنا قدوة لنا، وعليه فلا بد من إحداث تغييرات طيبة في أنفسكم فهي ضرورية للداعية. عندما تفحصون أنفسكم من هذه المنظور سوف يرفع بكم هذا الفحص إلى مستويات عالية، وسوف تسعون من خلال هذه الأمور لبلوغ هذا المستوى العالي. “

ومضى حضرته في تسليط الضوء على العديد من الصفات التي يجب على الدعاة تبنيها، في ضوء الإرشادات التي قدمها الخليفة الثاني في الجماعة الإسلامية الأحمدية والتي تم تجميعها أيضًا في شكل كتاب.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا عن صفة الشجاعة:

“يجب أن يقدم الداعية وجهة نظر الإسلام دون خوف أو وجل، ولا يسكت من بيان ذلك نظرا إلى مصلحة ما، أو أن يبين بأسلوب لا يبين فيه الموضوع جيدا وهكذا يخلص نفسه. هذا الأسلوب لا يصحّ قط، بل يجب أن يبين وِجهة نظره بشجاعة. من المعلوم أن كثيرا من السيئات منتشرة في العصر الراهن ومن واجب الداعية أن يحذر منها ويحاول إصلاحها بكل شجاعة وبسالة.”

وقال حضرته إنه إذا كان المرء حكيمًا، فيمكنه مشاركة وجهة نظره علانية ولكن بدون إساءة وبطريقة تساعد الناس على الفهم.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد موضحًا صفة أخرى:

“كذلك من الضروري أن يتحلى الداعية بعاطفة المواساة تجاة الأحباب والأغيار على السواء وأن يشعر بآلامهم وأحزانهم. وعندما يرى الناس فيه المواساة على هذا النحو تنشأ علاقتهم الشخصية مع الداعية. وبذلك تسهل مهمة التربية ومهمة تبليغ الدعوة أيضًا”.

كما نصح حضرة الخليفة بضرورة أن يكون لدى الدعاة فهم جيد للأخبار والشؤون الجارية حتى يتمكنوا من توصيل رسالتهم بطريقة أكثر فاعلية.

وقال أيضًا إن على الدعاة أن يعتادوا على الاستيقاظ لصلاة التهجد قبل الفجر، ويجب أن يكونوا منتظمين في أداء صلواتهم اليومية الخمس جماعة في المساجد أو مراكز الصلاة.

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد، مشددًا على أهمية الإنابة إلى الله تعالى عند كل حاجة:

ينبغي أن يظل هذا الشعور غالبًا دومًا بأننا لا نستطيع أن نحقق شيئًا بدون الدعاء والعبادة، ولا تتم أعمالنا إلا بالدعاء، وهو وحده ذريعة لرقي الجماعة، ووسيلة للتربية والتبليغ. لا يمكننا فعل أي شيء دون جذب أفضال الله تعالى، ولابد من العبادة لجذب فضل الله تعالى، كما لا بد من الاهتمام بالدعاء، والتركيز على ذكر الله، بل ينبغي الاهتمام بكل هذه الأمور.”

 وتحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد عن ضرورة أن يسعى الدعاة لزيادة معرفتهم، حيث نصحهم قائلًا:

“ينبغي أن تسعوا جاهدين لتحسين حالتكم المعرفية والعلمية، ولا يخطرن ببالكم أبدًا أنكم تحوزون على الكثير من المعرفة الدينية وبناء عليه يمكنكم الإجابة على كل شيء. فحاولوا زيادة معرفتكم الدنيوية وفي الوقت نفسه السعي لزيادة معرفتكم الدينية أيضا. ليس هناك حد لاكتساب المعرفة الدينية. وقد ورد في الحديث الشريف عن العلم أنه ينبغي أن يطلبه الإنسان حتى بلوغه اللحد. لذلك ينبغي أن يسعى المرء دائمًا لزيادة المعرفة”.

وقال حضرته إن هذه المعرفة ضرورية للرد بشكل فعال على الاعتراضات التي يثيرها غير المسلمين ضد الإسلام وعلى الادعاءات الكاذبة الموجهة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية.

ومن الصفات التي ذكر حضرة الخليفة أن على الدعاة تبنيها “التضحية من أجل الآخرين”.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“ثم اعلموا أن الداعية يجب أن يتحلى بروح عالية للتضحية من أجل الآخرين، وهذا سيقرِّب الآخرين إليكم ويخلق قوة التأثير في كلامكم، لأنهم يعلمون أن الداعية يكن لنا مواساة في قلبه ويشعر بألم من أجلنا، ولذلك لا بد من التضحية أيضا”.

وقال حضرته أيضًا إنه يجب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات المبتكرة لإيصال رسالة الإسلام.

واختتم خطابه مركزًا مرة أخرى على أهمية الدعاء مقرونًا بالعمل الجاد والجهد المخلص .

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

عليكم أن تعكفوا على الدعاء بوجه خاص. فإذا كنتم تستخدمون جميع الوسائل المتاحة وتبذلون كل ما بوسعكم بحسب علمكم ثم تدعون الله تعالى منيبين إليه للنتائج الحسنة فسوف يبارك الله تعالى في أعمالكم إذا دعوتم الله تعالى بهذا الطريق.”

ثم دعا حضرة ميرزا مسرورأحمد قائلًا:

“أدعو الله تعالى أن يبارك في جميع أعمالكم ويكتب لكم النجاحات في ميدان عملكم أيضا، ويوفقكم لخدمة الدين بأحسن وجه حيثما عُيِّنتم، ويجعل كل واحد منكم “سلطانا نصيرا” للخلافة، وأن تكونوا في الحقيقة مثل ما يريد الله تعالى أن يكون واقف الحياة، ومثل ما تمناه المسيح الموعود عليه السلام وأن تكونوا من الذين يصبحون أسوة حسنة ويحدثون انقلابا في الدنيا”.

Share via
تابعونا على الفايس بوك