يسر الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تعلن أنه يوم 29/04/2019، أقيم حفل تخرجٍ مشترك للدفعة السابعة من طلاب الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة والدفعة الثامنة من طلاب الجامعة الأحمدية في كندا والدفعة الرابعة من طلاب الجامعة الأحمدية في ألمانيا وذلك في مقر الجامعة في هيزلمير في ساري في المملكة المتحدة.وقد ترأس الحفل إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد وألقى الخطاب الرئيس.
وخلال حفل التخرج، تم منح 17 خريجا من الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة و6 خريجين من الجامعة الأحمدية في كندا و18 خريجًا من الجامعة الأحمدية في ألمانيا ’’درجة شاهد‘‘ حيث قام حضرة ميرزا مسرور أحمد بتسليمهم شهادات التخرج ليلحقوا بالتالي بركب دعاة وأئمة الجماعة الإسلامية الأحمدية.
وعقب تسليم شهادات التخرج، ألقى حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابًا ملهِمًا للإيمان ذكّر فيه الأئمة الشباب أن عليهم أن يسعوا باستمرار إلى زيادة وتطوير معارفهم الدينية وفهمهم لدينهم.كما لفت حضرته الانتباه إلى المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق أولئك الذين وقفوا حياتهم لخدمة الإسلام، وإلى ضرورة إدراك الهدف العام لمهمتهم.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’لقد وقفتم حياتكم لتُكملوا مهمة المسيح والمهدي (عليه الصلاة والسلام) الذي بعثه الله تعالى بحسب وعده للنشأة الثانية للإسلام. فهذه مسؤولية كبيرة أخذتموها على عاتقكم.‘‘
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا: ’’لقد وقفتم حياتكم لتكونوا أعوان الخلافة الحقة التي أُقيمت ببعثة المسيح الموعود والمهدي المعهود (عليه الصلاة والسلام) بحسب وعد الله تعالى ونبوءة الرسول (صلى الله عليه وسلم).‘‘
كان الموضوع الأساسي الذي أكد عليه حضرته طوال خطابه، أن على الدعاة الأحمديين أن يخدموا دينهم بروح الإخلاص الحقيقي، وقدم مثالًا النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’لقد أثنى الله تعالى على إبراهيم في القرآن الكريم فقال: ’’إِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى‘‘ لأن إبراهيم حقق ما تعهد به. أنتم أيضا قطعتم عهد الوقف، فمن مقتضى الوفاء أن تحققوا هذا العهد الذي لن يتحقق بمجرد الأقوال بل لا بد -لتحقيق ذلك- من بذل جهدٍ جهيد.وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد إن الجهود الشخصية وحدها لن تؤدي إلى النجاح، بل إن الطاعة والإخلاص وعون الله هي الوسيلة لإحداث التغيير الأفضل في العالم.‘‘
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’فكما أن بذل المساعي لتحقيق أسمى درجات الوفاء ضروري، إلا أنه لا بد من الدعاء أيضا، وإنشاء العلاقة بالله أيضا واجب. فما دمتم لا تدعون الله ولا تنشئون علاقة خاصة بالله تعالى ولا تستعينون به لرفع معايير وفائكم فلن تتمكنوا من إحراز الوفاء بمجرد مساعيكم، لذا فالدعاء مهم جدا إلى جانب العمل‘‘.
ولفت حضرته انتباه الخريجين الجدد نحو أهمية التقييم الذاتي، حيث قال:
’’ثمة حاجة لنفحص أنفسنا، هل نزداد حبا لله تعالى؟ إذ يجب أن لا تصدر منا دعاوى جوفاء فقط، بل يجب أن نفحص هل قلوبنا تنتشي بحب الله وعامرة به، وهل نسعى جاهدين لأداء حقوق الله تعالى، وهل نجتهد لنيل أسمى معايير عبادته؟.‘‘
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
’’آمُل أنكم بفضل الله تعالى ستسعون دوما للانتشاء بحب الله والتطهر من الأدران الدنيوية، إن شاء الله تعالى‘‘.
وفي معرض حديثه عن حاجة الدعاة الشباب إلى تحسين روحانياتهم، أكد حضرته أيضًا على ضرورة إنشائهم تعاطف حقيقي مع الإنسانية، وقال إن التعاطف الحقيقي مع الآخرين سيمكن الدعاة من إقامة روابط قوية مع الأعضاء الأصغر سنًا في الجماعة الإسلامية الأحمدية والمجتمع الأوسع على السواء.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’يجب أن تكون فيكم عاطفة مواساة الخلق أكثر من غيركم. وإن عاطفة مواساة الخلق ستؤدي إلى توسيع دائرة علاقاتكم داخل الجماعة، والعاطفة نفسها ستقرّب الجيل الناشئ والأولاد الصغار إليكم وستقدرون على تربيتهم على ما يرام. وكذلك إذا أبديتم عواطف المواساة في المجتمع فسيتقرب الناس إليكم ويسمعون دعوتكم أيضا.‘‘
وقال حضرته إنه عندما يتعلق الأمر بمسألة الإيمان، يجب أن يكون المرء خاليًا من النفاق وألا يقدم أبدًا أي تنازلات، ونصح حضرته الدعاة أن يكون سلوكهم في جعْل الناس يعملون بأحكام الشريعة كصخرة قوية لا يقدر أحد على كسرها أو تجاوزها.وألقى حضرته كذلك الضوء على الحالة الروحية والأخلاقية في العالم وقال إن البشرية بحاجة ماسة إلى التوجيه، وأن على الدعاة الشباب أن يلعبوا دورهم في توجيه الناس نحو الأخلاق.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’لقد وقعت أغلبية العالم اليوم فريسةً للمادية، ونستْ ربَّها وغرقتْ في الظلمة روحانيا، فمِن واجبكم، والحال هذه، أن تكونوا بمنـزلة القطب للأحباب والأغيار. إنها مسؤولية الذين قد نذروا حياتهم من أجل هذه الغاية.‘‘
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
’’لقد جعلكم الله اليوم قادة العالم، واختاركم لهديهم وإرشادهم. لقد أقامكم الله تعالى لتكونوا المحور الذي يجتمع الناس حوله لكي يتلقوا علم الدين، ولكي يزدادوا روحاني.‘‘
ومذكّرًا الدعاة الشباب بأهدافهم، قال حضرته إن عليهم أن لا يرشدوا أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية فقط نحو تحسين طاعتهم لتعاليم الإسلام، وإنما عليهم أيضًا إعلام الآخرين بالتعاليم الإسلامية المحبة للسلام.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’لا تتّبعوا الدنيا أبدًا، بل تحلَّوا بالثقة الكاملة بالنفس، وازدادوا في هذه الثقةً باستمرار، وانشروا أحكام الإسلام بثقة كاملة. اجعلوا العالَم يتّبعكم على ضوء تعاليم الإسلام، وليس أن تتّبعوه.‘‘
وتابع حضرته قائلًا:
’’وتنتشر في العالم أنواعُ الخلاعة باسم الحرية. أنتم تعيشون في عالم الغرب هذا، وترعرعتم هنا، بل أكثركم قد وُلدوا هنا وتعلّموا هنا، فأنتم مطلعون على كل ما يوجد هنا من لغو ولهو وخلاعة وإباحية بحكم عيشكم في هذا المجتمع، ومكافحة كل هذه المساوئ مسؤوليتكم أنتم . إن هؤلاء القوم الذين يسمّون أنفسهم مثقفين ومتحضرين أو يزعمون هكذا، من واجبكم تعليمهم التحضر. إن التقدم المادي جهل إذا لم يكن مقرونًا بأفضال الله تعالى.‘‘
وقال حضرته إن التحضر الحقيقي هو ما يكون مصحوبًا بالعمل بتعاليم الله تعالى التي أُرسلت لنا بواسطة رسله تعالى ومن خلال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الذي شهدت الإنسانية بواسطته ما لم تشهده من قبل حيث تحول الناس الهمجيين بفضله إلى أناسٍ متحضرين، بل وصلوا إلى قمة الحضارة والأخلاق.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’نحن قوم نريد إكمال مهمة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد عهدنا وعقدنا العزم على تبليغ دعوة الإسلام إلى أقصى أطراف الأرض، لذا فإننا بأمس الحاجة للعمل بهذه التعاليم قبل الآخرين. من واجبكم أن تعلّموا بدون أي خوف ولا تردّد هؤلاء المثقفين أو حملة الحضارة المزعومين تعليمًا وتحضرًا حقيقيين‘‘.
واختتم حضرته خطابه بالدعاء للدعاة الجدد قائلًا:
’’أدعو الله أن تزداودا حبًا وعشقًا للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأن تحظوا بحب الله تعالى، وأن توسّعوا دائمًا نطاق العمل الذي بدأه أحمد الثاني بـتأييد الله ونصرته لنشر تعاليم أحمد الأول (صلى الله عليه وسلم) في العالم، وليكُنْ كلُّ واحدٍ منكم سلطانًا نصيرا للخلافة، لكي تُرفرِفَ رايةَ محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في العالم ثانية، ونقيم وحدانية الله وملكوته في الدنيا مرة أخرى‘‘.