إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يحث الفتيات والنساء المسلمات الأحمديات على ضرورة الدفاع عن الإسلام
“يجب أن تطردن أي ترددٍ أو مخاوف تساوركن وأن تقفن بثقةٍ واقتناعٍ بصدقِ دينكن وأن تردّن على أولئك الذين يسعون إلى تشويه تعاليمه الأصيلة.” – حضرة ميرزا مسرور أحمد
في 06/04/2019 ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، خليفة المسيح الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابا في الجلسة الختامية للاجتماع الوطني للواقفات ناو في المملكة المتحدة، وهن اللواتي نذرن حياتهن من أجل الخدمة السلمية للإسلام. عُقد هذا الحدث في مسجد بيت الفتوح في لندن وحضره أكثر من 1100 امرأة وفتاة. أوضح حضرته في خطابه أنه في مجتمع اليوم، تكثر الهجمات والمزاعم والانتقادات الخاطئة ضد الإسلام، وفي ضوء ذلك، ذكّر حضرته النساء المسلمات الأحمديات بأن عليهن ألا يشعرن أبدًا بأي حرج أو دونية فيما يتعلق بدينهن، وحثهن على الوقوف بثقة واقتناع للرد على أولئك الذين يسعون لتشويه سمعة الإسلام. كما وجه حضرته النساء المسلمات الأحمديات إلى الالتزام بممارسة تعاليم الإسلام بحيث تظل قيمه راسخة في الأجيال المقبلة. وحذر الأحمديين الذين لا يواظبون على الالتزام بتعاليم دينهم، بأن حياتهم ستبُدد وستضيع أجيالهم المستقبلية في العالم المادي. بدأ حضرته خطابه بتذكير الحاضرات بأنه وعلى الرغم من أنهن قد ترعرعن في المجتمع الغربي، إلا أنهن متميزات عن نظرائهن لأن أباءهن وأمهاتهن قد أوقفوا قبل ولادتهن حياتهن المستقبلية لخدمة دينهن، وبالتالي عليهن السعي دائمًا للتعلم والتصرف بموجب تعاليم الإسلام.
وفي حديثه عن أهمية الصلوات الخمس، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد: “عليكن المواظبة الدائمة على أداء الصلوات الخمس يوميًا، كما يجب أداءها بإخلاص وخشوعٍ كامل لله تعالى، وليس بطريقة سريعة بحيث تدعين أنكن أديتن ما عليكن من التزام… بالتأكيد، يجب أن يكون الطموح الأسمى لأي عضو في مشروع الوقف ناو، ولأي مسلم حقيقي أو أي شخص نذر حياته لخدمة الإسلام هو نيل قرب الله تعالى”. ثم أوضح حضرته أن القرآن الكريم يحتوي على تعاليم شاملة وتوفر الإجابة على كل تهمة أو اعتراض موجه ضد الإسلام، وهكذا على المرأة المسلمة الأحمدية قراءة وفهم التعاليم المثالية التي حبانا بها الله تعالى في القرآن الكريم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد: ” كما كان القرآن الكريم مناسبًا وجديرا بالاتباع قبل 1400 عام فإنه كذلك اليوم أيضًا. لذلك، على جميع الواقفات ناو أن يزلن من عقولهن تماما بأن الإسلام دين قديم أو رجعي إلى حدٍ ما. إنه في الواقع ليس دينًا للماضي فقط وإنما لليوم للغد، وسيبقى حتى آخر الزمان بمشيئة الله”. ثم وجه حضرته عضوات مخطط الوقف ناو لقراءة كتب المسيح الموعود (عليه الصلاة السلام) لفهم معاني القرآن الكريم والدفاع عن الإسلام.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد: “في هذا العصر لا يمكننا إلا من خلال قراءة كتب المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) وخلفائه فهم ديننا والرد على من يوجهون الاتهامات الكاذبة ضد الإسلام… عليكن أن تتخذن عادة تخصيص وقتٍ يومي لقراءة كتب أو كتابات المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) لأنها ستزودكن بالوسائل اللازمة للدفاع عن دينكن”
قال حضرته إن على الفتيات المسلمات الأحمديات أن يفخرن بدينهن دائمًا وألا يقعن فريسة للاعتقاد بأن الإسلام بعيد عن عالم اليوم الحديث.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد: “لا تفكرن أبدًا في أن دينكن متخلف أو بعيد عن عالم اليوم الحديث. على العكس من ذلك، كلما زاد اعتزازكن بدينكن وكلما أمضيتن حياتكن وفقًا لتعاليم الإسلام، كلما احترمكن الآخرون. وبهذه الطريقة ستترسخ عزتكن وكرامتكن في العالم”.
ثم نصح حضرته النساء المسلمات الأحمديات أن لا يشعرن “بأي شكل من أشكال الدونية” حول دينهن. قال حضرة ميرزا مسرور أحمد مشجعًا النساء المسلمات الأحمديات على الوقوف بحزم وثقة في إيمانهن: “لا يوجد أي تعليم في الإسلام من شأنه أن يتسبب بظهور أي عقدة أو تخوف في عقولكن. لا تقلقن ولا لثانية واحدة من أن الآخرين قد يسخرون منكن أو يعتبرونكن أضحوكة بسبب معتقداتكن الدينية. إذا سخروا فليفعلوا!”. ثم قال حضرته إن بعض الشباب الأحمديين، وخاصة المراهقين يشعرون بالدونية أو الإهانة وبأنهم منبوذون بسبب مثل هذه السخرية..
ووجه الشباب للحفاظ على “رؤوسهم مرفوعة” في مثل هذه الحالات حيث قال: “إذا استهزىء بكن بسبب قيامكن بما يمليه عليكن دينكن، فلا تعتبرن ذلك إهانة شخصية أبدًا، بل يجب أن تعتبرن هذا وسام شرف، وأن تشعرن بالفخر من أنكن قد بقيتن ثابتاتٍ على الإيمان في مواجهة الشدائد. إن إظهار الصبر والحفاظ على رؤوسكن مرفوعة في مثل هذه الظروف هو الوسيلة الحقيقية لإثبات عزتكن واحترامكن لذاتكن في العالم”
ومن خلال تحليله لحالة المجتمع الغربي، أكد حضرته أن معظم الناس قد فقدوا هويتهم الدينية الحقيقية وحتى الذين لا يزالون يعتبرون أنفسهم مسيحيين، لا يتبعون تعاليم المسيحية. قال حضرة ميرزا مسرور أحمد: “باسم ما يسمى بالحرية، يعتبر مجتمع اليوم نفسه متقدمًا ومتطورًا جدًا ويعتقد أنه قد وصل إلى ذروة الحضارة. لكن في الواقع، وحيث ابتعد المجتمع عن الدين، فإن المعايير الأخلاقية بالمقابل قد تراجعت. وفيما يتعلق بالأخلاق والفضيلة، فإن المجتمعات المتقدمة والحديثة تعاني من تدهورٍ كبير. وبسبب الابتعاد عن الله تعالى، فإن الإنسانية تبتعد بسرعة عن المعايير الأساسية للحشمة العامة”. وكمثال على الانحلال الأخلاقي المرتبط بالابتعاد عن الله، أشار حضرته إلى انهيار نظام الأسرة. قال حضرته إنه قد أصبح من الطبيعي أن لا يحترم الأطفال والديهم، كل ذلك باسم “الحرية” و”الاستقلال” مما يهدد وحدة الأسرة. وقال أيضًا إنه يتم على نحوٍ متزايد نقل الأطفال إلى دور الرعاية أو للسلطات المحلية ويتم بكثرة استدعاء الشرطة لحل القضايا الداخلية. قال حضرة ميرزا مسرور أحمد: “هل هذا هو التقدم؟ وهل هذا هو التطور؟ هل هذا هو إنجاز عصرنا العظيم؟ لقد بدأ المجتمع متأخرًا الآن بفهم العواقب الضارة للحرية المطلقة”. وتحدث حضرة ميرزا مسرور أحمد أيضًا عن أهمية الحفاظ على وحدة العائلة وسلامها حيث قال: “تذكرن دائمًا أن سلام المجتمع يرتبط مباشرة بالسلام داخل أُسر هذا المجتمع. يعتمد السلام في المنزل على الأخلاق الحميدة والاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة وبين الوالدين وأطفالهما”. ثم ذكّر حضرته عضوات الواقفات ناو بأن عليهن إظهار الأخلاق العالية في جميع الأوقات وأداء حقوق آبائهن وأفراد أسرهن والسعي لجعل منازلهن “مرآة لتعاليم الإسلام”. وقام حضرة مرزا مسرور أحمد أيضًا بتذكير أولياء أمور أطفال الوقف ناو بمسؤولياتهم وقال: “أود أيضًا تذكير أهالي أطفال الوقف ناو بأن عليهم أن يفكروا باستمرار في حقيقة أنهم نذروا أطفالهم في سبيل خدمة الإسلام فإذا لم يقدموا نموذجًا صالحًا لأطفالهم، سيعدون فاشلين في الوفاء بواجباتهم”
قال حضرته أيضًا إن العديد من النساء العضوات في مخطط الوقف ناو قد أصبحن الآن أمهات، لذا يتعين عليهن أن يقدمن مثالًا شخصيًا للتقوى ليتبعه أطفالهن ويتعلموا منه. قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“إن مكانة المرأة المرموقة في الإسلام هي لدرجة أنه من خلال جهودها النبيلة فقط، سيبقى الجيل القادم مرتبطًا بالدين. فإذا قامت الأمهات بأدوارهن الحاسمة، عندها فقط يمكن أن تظل القيم العظيمة لديننا راسخة في أجيالنا المقبلة وإلا سنواجه المصير الذي وصلت إليه الجماعات الدينية الأخرى التي فقدت تقاليدها وقيمها مع مرور الوقت.” وقال حضرته إنه إذا لم تلعب الأمهات دورهن الحيوي، فإن المساجد أيضًا “ستصبح فارغة وخاوية” تمامًا مثل أماكن عبادة الديانات الأخرى، وأضاف إن هذا لن يكون هو الحال مع مساجد الجماعة الإسلامية الأحمدية لأن الله سبحانه وتعالى قد وعد أن الإسلام سيبقى دينًا حيًا حتى يوم القيامة وأنه لهذا الغرض تم تأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية على يد المسيح الموعود عليه السلام لإحياء رسالة الإسلام السلمية الحقيقية. وأكد حضرته على ضرورة التزام أعضاء الوقف ناو بالمبادئ الإسلامية بأفضل طريقة وقال: “تذكرن دائمًا أن من الضروري للمؤمنين والمؤمنات على السواء أن يضعوا التقوى في صدارة عقولهم، بمعنى أن عليهم السعي نحو تحقيق كافة أشكال الصلاح والفضيلة وبالتالي، حاولن أن تكن أصدق الصادقات، وأكثرهن اجتهادًا وأخلص خادماتٍ للإسلام.” وفي ختام خطابه دعا حضرته الله قائلًا: “أدعو الله أن تتمكنّ بحسب أوامره تعالى، من تربية الأجيال التي في أحضانكن بطريقة تضمن استمرار معايير الجماعة الروحية والأخلاقية والفكرية وعدم خروج أي طفل أحمدي عن تعاليم الإسلام حتى لا تضيع حياته” وانتهى الحدث بالدعاء الصامت الذي أمّه حضرته.