في 05/12/2020 ترأس حضرة ميرزا مسرور أحمد، إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية درسًا تعليميًا عبر الإنترنت استمر لخمس وسبعين دقيقة، مع 185 طالبًا من الجامعة الأحمدية الدولية في غانا.
كانت هذه أول مرة يترأس فيها حضرته درسًا تعليميًا مع الجامعة الأحمدية بهذه الطريقة، وكان الطلاب الدعاة من دولٍ مختلفة بما فيها غانا ونيجيريا والسنغال وتنزانيا والأردن وكازخستان، وقد حظوا بفرصة مقابلة إمامهم وطلب الإرشاد والدعاء منه.
وقد ترأَّس حضرته الاجتماع من مكتبه في إسلام أباد، في تيلفورد بينما تجمع الطلاب والأساتذة في مبنى الجامعة الأحمدية الدولية في مانكسيم في الإقليم المركزي لغانا.
وقد بدأ الحدث بتلاوةٍ من القرآن الكريم وترجمتها، ثم قصيدة واقتباس من أقوال المسيح الموعود عليه السلام.
وخلال اللقاء، طُلب من حضرته أن يشارك الحاضرين بعضًا من ذكرياته الخاصة المتعلقة بالوقت الذي أمضاه في غانا خلال السبعينات والثمانينات.
وردًا على ذلك، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“أثناء الفترة التي أمضيتها في غانا، زار الخليفة الثالث، حضرة ميرزا ناصر أحمد (رحمه الله) البلاد وأتذكر أنه في اليوم الأول من الجولة، تجمع الناس في أكرا لتحيته. وقد خرج الخليفة الثالث لمقابلتهم وألقى خطابًا موجزًا. وفي أثناء ذلك، بدأ المطر ينهمر بغزارة لدرجة أنه وعلى الرغم من وجود مظلة تظل الخليفة إلا أن ملابسه قد تبللت تمامًا. وعلى الرغم من غزارة المطر، لم يتحرك الغانيون نساءً ورجالًا وأطفالًا قيد أنملة بل واصلوا الاستماع إلى خطابه بتركيزٍ كامل. لقد تأثر الخليفة الثالث جدًا من صبرهم وجلدهم وذكر لاحقًا كيف أنهم أصغوا إلى كلمات خليفة المسيح بانتباه خلال العاصفة المطرية ولم يتحركوا من أماكنهم.”
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلاً:
“وعلى نفس المنوال، أتذكر عندما زرت تنزانيا عام 2005 كيف هبت عدة عواصف مطرية في تلك الأيام. وعندما خطبت في النساء في الجلسة السنوية، فتحت السماء أبوابها فجأة، ولم يتمكن الغطاء المسقوف فوق السيدات من الصمود، فتدفقت مياه المطر إلى حيث كن جالسات، ومع ذلك لم تتحرك واحدة منهن من مكانها بل واصلن الجلوس في مكانهن والاستماع إلى خطابي بصبر وتركيز.”
وقال حضرته إن الصبر والانضباط في وجه المهن هما من السمات المميزة للأمم الناجحة، وإن الشعوب الإفريقية نموذجًا للآخرين في هذا الصدد.
قال حضرة ميرزا مسرو أحمد:
“بشكلٍ عام، يتمتع الشعب الإفريقي بدرجة عالية من الصبر والتسامح وهم أناس منضبطون بالفطرة. ومن المهم المحافظة على هذه الخصال وتطويرها. لذلك، عليكم جميعًا أن تتأكدوا كونكم ستصبحون دعاة في المستقبل، أنه إضافة إلى تعليم الأمور الدينية للأجيال القادمة، أن تعلموهم أن الإسلام يؤكد على أهمية الانضباط، وبالتأكيد، فإن الأمم التي تتحلى بهذه الخصال هي التي تتقدم وتزدهر. وكما قلت فإن الأفارقة أناس منضبطون بالفطرة، وكل ما يتطلبه الأمر منهم هو استخدام هذه الخصلة بطريقة مثمرة. إذا تمكنت بلدانكم من تحقيق ذلك فعندها ستقود إفريقيا بمشيئة الله تعالى العالم. ولذلك عليكم كدعاة أن تؤدوا دوركم في هذا.”
كما سئل حضرته عن أفضل طريقة لإقناع الملاحدة بوجود الله تعالى، وردًا على ذلك، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“إن أقوى دليل على وجود الله عند الإنسان المتدين هو تجربته الخاصة. لو أنكر الملحد وجود الله تعالى، فيجب أن نُخبره أننا رأينا وشهدنا في حياتنا وجود الله تعالى. فكل واحدٍ منا اختبر عندما دعا الله تعالى أنه يستجيب الأدعية. وهكذا، عندما يواجه أحدكم ملحدا فعليكم إخباره بأنكم رأيتم الله تعالى وشعرتم به وأنه يستحيل عليكم أن تنكروا وجوده، وأخبروهم أنهم إن سعوا بإخلاص وعقل منفتح فإنهم سيجدون الله تعالى أيضًا.”
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“كثير من الذين ينكرون وجود الله تعالى متعنتون جدًا في معتقداتهم ولا يريدون حتى الاستماع أو النظر في أي دليل يخالف فكرهم. قبل بضع سنوات، كتب ملحد معروف كتابًا شهيرًا ينكر فيه وجود الله، وردًا على ذلك، أرسلت له التفسير الوسيط للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية وكتاب المسيح الموعود عليه السلام “فلسفة تعاليم الإسلام” وطلبت منه قراءة هذه الكتب حتى يفهم عقيدتنا والأدلة على وجود الله تعالى. إلا أنه ردَّ بالقول إنه لا يرغب بقراءتها. وهكذا قد طلب منا قراءة كتابه ولكنه لم يرغب في قراءة كتبنا. ومع ذلك، هناك ملحدون آخرون أكثر انفتاحًا ويرغبون بالاستماع إلى الآخرين ويجب أن تتعرفوا على أمثال هؤلاء شخصيًا وأن تسعوا لتقريبهم من الله تعالى.”
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“في الماضي، جاء عدد من الناس للقائي واعترفوا فيما بعد أنهم وعلى الرغم من عدم إيمانهم بالله إلا أنه إن كان عليهم تغيير معتقداتهم فإن هذا سيكون بسبب الخليفة، حيث أنه قد شرح لهم وجود الله تعالى بطريقة منطقية جدًا. وكذلك عليكم أن تتذكروا أنه من أجل تليين وتغيير قلوب الآخرين يجب أن تستعملوا قوة الدعاء اللامحدودة وأن تقدموا أسوتكم الحسنة للآخرين ليستفيدوا ويتعلموا منها.”
وعندما شارف الاجتماع على النهاية، سئل حضرته ما هو المجال أو المهنة التي رغب في متابعتها عندما كان طالبًا.
وردًا على ذلك قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“لم أستطيع تحقيق ما رغبت به، وانتهى بي المطاف في هذا المكان الذي لم يكن لدي أية رغبة شخصية فيه”
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“بداية، كنت مهتمًا بالعلوم وفكرت في دراسة الطب. ثم درست الاقتصاد الزراعي ودعوت الله وعاهدته في قلبي أنني إن حصلت على علامات جيدة في امتحانات الماجستير سوف أقف حياتي لخدمة الجماعة الإسلامية الأحمدية. وقد وفقني الله تعالى من تحصيل درجاتٍ جيدة ونيل أعلى مرتبة دون جهدٍ يذكر من جانبي، وعندها أوفيت بعهدي في الخدمة كواقف للحياة.”
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“عُينت بدايةً في إفريقيا، ومنذ تلك اللحظة والله تعالى ممسكٌ بيدي ويتقدم بي من مكان إلى آخر دون أي تحكمٍ مني. وهكذا يجب أن نسعى دائمًا للإمساك بيد الله تعالى بقوة وأن نطلب عونه في كل أمر. فإن فعلنا ذلك بإخلاص، فإن الله تعالى سيهدينا ويعتني بنا شخصيًا. على دعاتنا بشكلٍ خاص أن يمسكوا بيد الله ويدعوه تعالى أن يأخذ بيدهم حيث يشاء وحيثما يراه خيرًا لهم وأن يغرس فيهم الخصال التي يرضاها. وهذا هو فقط طريق المنعمين.”