ينبوع حب الله ينفجر عند حلول المصيبة
التاريخ: 2015-10-02

ينبوع حب الله ينفجر عند حلول المصيبة

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • ما من مصيبة تحل بالمرء إلا تذيقه آلاف اللذات.
  • ينبوع الحب الإلهي يتفجر عند حلول المصائب.
  • لا يستاء من البلاء إلا من كان ليس مؤمنا.
  • تقدم الإنسان يكون بطريقتين داخلية بأعماله وخارجية بدفع من الله تعالى .
  • لله تعالى حكمة عظيمة من استجابة بعض الأدعية وعدم استجابة البعض الآخر.

__

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين (آمين)

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

لقد ذُكرت في هذه الآيات صفات المؤمنين التي يُبدونها عند حلول المصائب والمصاعب بهم. يقول الله تعالى بأن المؤمن يكون مؤمنا حقيقيا عندما يتحلى بهذه الصفات. أحيانا يواجه المؤمنون خسارة بصفتهم الشخصية وأحيانا أخرى يواجهونها من حيث الجماعة، ولكن المؤمن الحقيقي يخرج من كل موقف يواجه فيه الخسارة ناجحا ونائلا رضا الله تعالى، وهكذا يجب أن يكون الأمر دائما. لقد ألقى المسيح الموعود ضوءا بالتفصيل على هذا الموضوع في كتبه وملفوظاته وبيّنه من مختلف الزوايا والنواحي. وسأقدم لكم بعضا من مقتبساته حول هذا الموضوع حيث يقول:

يجب على المرء ألا يستاء من المصائب، والذي يستاء منها ليس مؤمنا. يقول الله تعالى:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ،

وعندما تحل المعاناة نفسها بالرسل تبشرهم بالإنعامات، وعندما تحل بغيرهـم تدمّرهم. فعلى المرء أن يقـول:

إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

عند المصائب طالبا رضا الله تعالى.

أحيانا يواجه المؤمنون خسارة بصفتهم الشخصية وأحيانا أخرى يواجهونها من حيث الجماعة، ولكن المؤمن الحقيقي يخرج من كل موقف يواجه فيه الخسارة ناجحا ونائلا رضا الله تعالى، وهكذا يجب أن يكون الأمر دائما.

لحياة المؤمن جزءان. الحسنة التي يكسبها المؤمن يكون أجرها مقدَّرا له، ولكن الصبر شيء يترتب عليه الثواب والأجر بغير عدٍّ وحساب (أي أن للحسنة ثوابا طبعا ولكن ثواب الصبر أكبر). يقول الله تعالى إنهم هم الصابرون وهم الذين عرفوا الله. الذين يدركون معنى الصبر يجعل الله تعالى حياتهم جزأين. أولا: عندما يدعو الصابر يجيب الله دعاءه كما يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ويقول أيضا: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .

ثانيا: في بعض الأحيان لا يستجيب الله دعاء المؤمن لحكمة ما فينقاد المؤمن لأمره تعالى. يقال على سبيل التنازل بأن الله تعالى يعامل المؤمن معاملة الصديق. فكما إذا كان هناك صديقان فيمتثل أحدُهما للآخر أحيانا ويريد أحيانا أخرى أن يخضع له الآخر. هذا هو مَثل علاقة الله تعالى مع المؤمن فيجيب دعاء المؤمن أحيانا كما في قوله: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ويريد من المؤمن أن يخضع لأوامره أحيانا أخرى فيقول:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ… .

فمن الإيمان أن يدرك المرء هذا الأمر ولا يركِّز على جانب واحد.

يجب على المؤمن ألا يحزن عند حلول المصائب لأنه ليس فوق الأنبياء. الحق أن ينبوع الحب يتفجر عند حلول المصيبة. ما من مصيبة تحل بالمرء إلا ويتذوق بها آلاف اللذات…. المصائب على أحباء الله لا تنـزل بسبب الذنوب… انظروا مثلا كيف أُظهرت أخلاقُ النبي في زمن المعاناة وفي زمن النصرة. لو لم يواجه النبي المصائب ماذا كان بإمكاننا أن نبيّن عن أخلاقه الآن؟ لا شك أن الآخرين يرون مصائب المؤمن كمعاناة ولكن المؤمن لا يراها كذلك.

فباختصار، من الضروري أن ينـزِّل الله تعالى على مقربيه آلاما أكثر من الآخرين. المؤمن يواجه الموت كل يوم. ومن الضروري أن يثبت المرء على توبته الصادقة ويفهم أنه ينال بسببها حياة جديدة. فإن كنتم تريدون أن تجنوا ثمار التوبة فأكملوها بالأعمال. عندما يغرس البستاني شجرة يسقيها ويعتني بها. كذلك الحال فيما يتعلق بشجرة الإيمان فهي تُسقى بالأعمال. لذا هناك حاجة ماسة إلى الأعمال لتكميل الإيمان. لو لم ترافق الأعمالُ الإيمانَ لكانت كأشجار يابسة دون شك وسيكون أصحابها خائبين خاسرين.

ثم يقول : لا تتحرّجوا من الابتلاء وأنتم مؤمنون؛ إذ لن يستاء منه إلا من ليس مؤمنا كاملا. يقول القرآن الكريم:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

أي يقول الله تعالى بأننا سنبتليكم أحيانا بالأموال أو بالأنفس أو بالأولاد أو بالنقص في الزروع وغيرها. والذين يصبرون فيها ويشكرون فبشِّرهم أن أبواب رحمة الله مفتوحة لهم على مصارعها. وستنـزل بركات الله على الذين يقولون عندئذ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أي أننا وكلّ ما يتعلق بنا إنما هو من عند الله تعالى وإليه نعود في نهاية المطاف. فلا يؤلم قلوبهم حزنٌ بل يسكنون في مقام الرضا. أولئك هم الصابرون الذين لهم أجر عند الله بغير حساب. ثم يقول : بعض الناس يتهمون الله أنه لا يجيب دعاءهم أو يطعنون في الأولياء أن دعاءهم كذا وكذا لم يُقبل. الحق أن قليلي الفهم هؤلاء يجهلون قانون الله. إن الذي يواجه هذه المعاملة مع الله تعالى يكون على معرفة تامة بقانون أن الله تعالى جعل نموذجين؛ فإما يجيب دعاء العبد وإما يريد منه أن ينقاد لمشيئته. وإن قبول هذين الأمرين هو الإيمان. فلا تركّزوا على جانب واحد فقط لئلا تخالفوا مشيئة الله وتنقضوا قانونه الجاري.

الحق أن ينبوع الحب يتفجر عند حلول المصيبة. ما من مصيبة تحل بالمرء إلا ويتذوق بها آلاف اللذات…. المصائب على أحباء الله لا تنـزل بسبب الذنوب… انظروا مثلا كيف أُظهرت أخلاقُ النبي في زمن المعاناة وفي زمن النصرة. لو لم يواجه النبي المصائب ماذا كان بإمكاننا أن نبيّن عن أخلاقه الآن؟

هناك سبيلان اثنان لتقدم الإنسان: أولا: يعمل الإنسان من تلقاء نفسه بأحكام الشريعة مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها من التكاليف الشرعية بحسب أوامر الله. ولكن لـمَّا كانت هذه الأمور بيد الإنسان يصدر منه الكسل أحيانا في أدائها، أو يوجِد لنفسه فيها سببا للراحة والسهولة. والطريق الثاني هو ذلك الذي يرِد على الإنسان من الله تعالى مباشرة وهو سبب لتقدم الإنسان بصورة حقيقية. لأن الإنسان يجد في التكاليف الشرعية لنفسه سبيلا للتخلص والراحة. فمثلا لو أُعطي أحد سوطا في يده وطُلب منه أن يضرب به نفسه فلا بد أن يهيج في قلبه الحب لنفسه. من ذا الذي يريد أن يوقع نفسه في المعاناة. لذلك فقد سنّ الله تعالى طريقا آخر لتكميل الإنسان وقال:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

…انظروا كيف يجتهد الحارث ويحرث الأرض ويسوّيها ثم يزرعها ثم يتحمل مصاعب السقي والريّ، ثم حين تصبح المزرعة جاهزة بعد تحمل أنواع المشاكل والمساعي والحماية ينـزل البَرَد أحيانا نتيجة حكمة الله الدقيقة، أو تدمَّر المزرعة بسبب الجدب أحيانا أخرى. فهذا مَثل المشاكل التي تسمَّى تكاليف القضاء والقدر. وكم هو التعليم الطاهر الذي أُعطيه المسلمون في هذه الحالة نموذج ودرس صادق للرضا بقدر الله وقضائه، وهذا نصيب المسلمين فقط”.

إن أحباء الله يمرون بالمصائب ولكن الله تعالى لا يبتليهم بها ليصُبّ عليهم معاناة أو ليعاقبهم بل يبشرهم بالإنعامات. وعندما تحل مثل هذه المصائب بأعداء الله ورسله وعلى الأشرار تجيحهم وتهلكهم.

فيجب ألا يخطر ببالنا أبدا لماذا يبتلينا الله بخسائر كبيرة وابتلاءات قاسية، كذلك يجب ألا نقلق على سخرية معارضينا وقولهم بأنه لو كان الله معكم لما تعرضتم للخسارة.

الأمور التي بيّنها المسيح الموعود في هذه المقتبسات أقدم لكم بعض نقاطها مرة أخرى، فقد قال : تذكروا أن المصائب والمصاعب تحلّ برسل الله وأحبائه أيضا وبالنتيجة تحل بجماعات الأنبياء أيضا الذين يتّبعون تعليمهم الصحيح. باختصار، إن أحباء الله يمرون بالمصائب ولكن الله تعالى لا يبتليهم بها ليصُبّ عليهم معاناة أو ليعاقبهم بل يبشرهم بالإنعامات. وعندما تحل مثل هذه المصائب بأعداء الله ورسله وعلى الأشرار تجيحهم وتهلكهم. ثم قال بأن الصابرين على المصائب يرثون أجرا لا نهاية له ولا حساب.

فعلى المؤمن أن يفهم معنى الصبر. ليس المراد من الصبر ألا يُبدي المرء أسفه على خسارة، بل المراد منه ألا يتأثر من الخسارة أو الإيذاء لدرجة يفقد فيها صوابه أو يقنط أو يجلس عاطلا دون استخدام قواه العملية. إن إظهار التأسف على الخسارة إلى حد معقول جائز ومسموح به للإنسان. ولكن إلى جانب ذلك يجب عليه أن يسعى أكثر من ذي قبل ويعقد عزما صميما للتقدم إلى محطات تالية.

ثم لا بد من التذكر أيضا أن الصابر هو الذي يدرك حقيقة الدعاء، فأحيانا يجيب الله دعاءه فورا وفي بعض الأحيان الأخرى لا يقبله لحكمة ما. ولكن يجب على المؤمن أن يكون راضيا برضا الله تعالى في كل الأحوال، وألا يشكو من أيّ فعل من أفعال الله تعالى. هذا هو الصبر الحقيقي، وإذا تحلّى المرء بهذا النوع من الصبر يُنعم الله عليه إنعامات كثيرة. يقول المسيح الموعود بأن عباد الله الحقيقيين يتلذذون في الظروف الصعبة أيضا لأنهم يرون أن وراء هذه المصائب إنعامات الله وأفضاله التي لا تُعَدّ ولا تحصى. إذًا، يقول المسيح الموعود بأن المشاكل والمصائب لا تنـزل على المؤمنين بسبب ذنوبهم بل تأتي امتحانا من الله، ليعرف الناس أن عباد الله يكونون راضين بالله في كل الأحوال. يقول بأن النبي كان أحب إنسان إلى الله تعالى ولكنه مع ذلك واجه مشاكل كثيرة، منها ما كانت تمثل مصائب شخصية ومنها ما أصاب جماعته. والمعلوم أنه لم يواجه أحد من المصائب ما واجهه سيدنا رسول الله . ولكن نموذج الصبر والرضا بمشيئة الله الذي نراه في حياته لا نراه في غيره. وهذه الأخلاق الفاضلة هي الأسوة الحسنة للمسلمين كلهم. يقول المسيح الموعود موجها أنظارنا إلى التوبة الصادقة أن التوبة أيضا ضرورية جدا لنجاحكم وفوزكم في الابتلاءات.

فمن واجب المؤمن أن يلتفت إلى التوبة أيضا مع العمل، أي يجب أن يعترف بتقصيراته في كل مشكلة وامتحان منيبا إلى الله ثم يستمر في إصلاحه بالأعمال الحسنة، يقول حضرته كما أن البستاني يسقي الشجرة بعد زرعها ويعتني بها ويهتم بها كذلك يجب على المؤمن أن يسقي شجرة الإيمان بماء الأعمال الحسنة، وإن فعلتم ذلك فيصبح ذلك حصرا وسيلة لنجاح المؤمن، فقال : لا داعي للقلق من أقوال الناس، فكثير من الناس يتكلمون، فالناس ظلوا يعترضون على أولياء الله أيضا أن دعاءهم الفلاني لم يُتَقَبَّل والعلاني لم يُستجب، فقال حضرته إن هؤلاء المعترضين في الحقيقة يجهلون سنة الله، أما المؤمن فيعرف أن الله أحيانا يستجيب للعبد وأحيانا يفرض عليه مشيئته، فقد نصحنا قائلا لا تكونوا من الذين ينقضون هذه السنة. فقد أخبرني أحد الأحمديين أن صديقه غير الأحمدي قال له أثناء الحريق هنا في بيت الفتوح: إن كانت أدعيتكم الكثيرة تُقبل فلماذا شب الحريق عندكم ولماذا تعرضتم لهذه المشكلة، فقال له الأحمدي: ألم تُصِب المشاكلُ النبيَّ أو ألا يتعرض المؤمنون للمشاكل؟ لكن المعترضين يثيرون الاعتراضات في كل حال، فيقول حضرته لا تكونوا من الذين ينقضون السنة، فقال لا تدوم المصائب والمشاكل على المؤمنين، فهي تصيب وتنقضي، فاجذبوا أفضال الله بالصبر والدعاء وأعمالكم الصالحة، فكلما واجهتم المشاكل وتعرضتم للمسائل فكونوا من الذين يقولون إنا لله وإنا إليه راجعون، فإنه يبشِّر هؤلاء، فحين نقول “إنا لله” عند مواجهة المصائب أو الخسائر فمعناه أنه ما دمنا لله فلن يضيِّعنا أبدًا، إذا كانت قد أصابتنا أي مصيبة فلعل الله يريد أن يجهزنا لتلقي إنعام أكبر من ذي قبل، ثم نقول “وإنا إليه راجعون” منيبين إليه سائلين إياه أن لا يحدث أي عائق في تلقي إنعام أكبر في المستقبل بسبب تقصيرنا، لذا نسألك هذا الإنعام منيبين إليك، ونسألك أفضالك دومًا، فوفقنا للصبر وتحسين أعمالنا أيضا في المستقبل، والإنابة إليك دوما. فعندما نحقق هذه الحالة فسوف نحرز الرقي والتقدم أيضا إن شاء الله، ويظهر لنا ازدهار الجماعة أكثر بكثير من ذي قبل، فليس بإمكان العدو بعدائه وسخريته أن يلحق بنا أي ضرر، إذا كانت لنا علاقة حقيقية بالله .

في الأسبوع الماضي وقعت أضرار بالغة كما أخبرتكم بسبب الحريق في القاعتين المتصلتين بالمسجد، كانت النار مخيفة جدا، فحين نشرت القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى هذا الخبر أبدى بعض المتمادين في البغض والحقد فرحة كبيرة، كما ذكرتُ لكم مثالا من قبل أيضا، وقالوا حسن جدا أن المسجد يحترق بل هم يقولون إنه ليس مسجدا بل معبدهم يحترق لأن الأحمديين ليسوا مسلمين، لكنهم لاحقا حين عرفوا أن المسجد لم يحترق أبدوا الأسى أنه لماذا لم يحترق المسجد لماذا احترقت قاعتان فقط، فهذا حال بعض المسلمين في العصر الراهن لكنهم ليسوا كلهم سواء، فقد قدم المسلمون في بعض المناطق مواساة لنا، أنهم آسفون على أن جزءا من مسجدكم قد احترق أو قد احترقت قاعتان، وقالوا أنه قبل بضعة أشهر نشب الحريق في مسجدهم أيضا وكان المسجد مغلقا من عدة أشهر، والآن قبل بضعة أيام فُتح من جديد، وقد قال بعض الإنجليز المحليين غير المطلعين (على معتقدات الجماعة وأعمالها) أنه حصل جيدا، وذلك لأن هناك نفورا ضد المسلمين في بعض المناطق، لكن جيراننا والذين هم يعرفون الجماعة قد ردُّوا على غير المسلمين وغير الأحمديين أيضا وقالوا يجب أن تخجلوا، إنها جماعة تعمل بتعليم الإسلام الصحيح، كما نبّههم إلى هذا الأمر قنوات ووسائل الإعلام الأخرى أيضا في العالم. نُشر هذا الخبر في قنوات أوروبية وذكرت أن حريقا نشب في أكبر مسجد في أوروبا، وظلت التعليقات والأسئلة تُطرح، بما فيها: ما هذه الجماعة ومن هم هؤلاء الناس؟ فهذا الحادث أدّى إلى تعريف الجماعة على نطاق واسع في العالم. صحيح أننا متأسفون على ذلك وصبرنا على الحادث وقرأنا إنا لله وإنا إليه راجعون أيضا، ولكن الله تعالى أقام الناس في تأييد الجماعة في وقت هذا الابتلاء والخسارة التي تكبَّدتها الجماعة، وبذلك كشف للناس أنه مع هذه الجماعة.

ماذا كان السبب وراء نشوب الحريق؟ هذا ليس واضحا على الشرطة إلى الآن، ولم يخبرونا بشيء، ولكن الاحتمال الأكبر هو أن الحريق بدأ من المخزن، حيث كانت بعض الأشياء البلاستيكية وبعض الأشياء الأخرى، مما أدّى إلى اشتعال النار وانتشارها سريعا، وظلت تنتشر أكثر فأكثر بواسطة خشب السقف وبواسطة الأسلاك الكهربائية. أيا كان السبب، فإنه يشير إلى ضعف تدبير العاملين والمسئولين والمشرفين على إدارة شئون المسجد، وعليهم أن يستغفروا الله كثيرا. إن أسلوب نشوب النار وانتشارها يوحي بأنه كان من الممكن أن يؤدي إلى خسائر أكبر بكثير. وقال فريق الإطفاء أيضا بأن الله أنقذكم من خسارة كبيرة لأن درجة الحرارة كانت قد بلغت المئات بل إلى الألوف وكان بالإمكان أن تؤدي إلى خسارة أكبر مقارنة بالخسارة الفعلية.

كنت أذكر كيف أنشأ الله تعالى انطباعا جيدا عن الجماعة بواسطة الآخرين. من المعلوم أن وسائل الإعلام تكون معتادة على نشر الأخبار المبالَغ فيها فأصحابها يبحثون عن أخبار لينشروا بواسطتها الرعب والضجة والحساسية المفرطة. عندما كانت النار مشتعلة جاء ممثل إحدى وسائل الإعلام وبدأ بإجراء مقابلة مع سكرتير النشر والصحافة في جماعتنا واقفا في الخارج لأنه لم يكن مسموحا لأحد أن يقترب إلى مكان الحريق، فسأله: ما طبيعة علاقاتكم مع الجيران وما انطباعاتهم؟ كان هذا الممثل في طور طرح السؤال إذا بسيارة تقف بجنبهما وخرجت منها سيدة إنجليزية وقالت: أنا جارتكم وأسكن قرب المسجد، ثم عرضت خدماتها. كذلك جاء أناس آخرون أيضا بكثرة بمن فيهم مندوبو الكنيسة. فحين سمع ممثل الصحافة انطباعاتهم مباشرة قال: لقد وجدتُ جوابا على سؤالي ولا حاجة لي لأسألكم شيئا.

المشاكل والمصائب لا تنـزل على المؤمنين بسبب ذنوبهم بل تأتي امتحانا من الله، ليعرف الناس أن عباد الله يكونون راضين بالله في كل الأحوال. يقول بأن النبي كان أحب إنسان إلى الله تعالى ولكنه مع ذلك واجه مشاكل كثيرة، منها ما كانت تمثل مصائب شخصية ومنها ما أصاب جماعته. والمعلوم أنه لم يواجه أحد من المصائب ما واجهه سيدنا رسول الله .

من ناحية هذا هو موقف الأكثرية التي هي ليست مسلمة، ومن ناحية أخرى موقف بعض المسلمين الذين يفرحون ويردّدون “سبحان الله”، وإذا كانوا يقولون “سبحان الله” استهزاء ليثيروا بذلك غيرة الله فليقولوا، ولكننا بفضل الله تعالى سنبني مبنى أحسن وأجمل من ذي قبل وسنقول كلمة” سبحان الله” و”ما شاء الله” بمعناها الحقيقي.

كما قلتُ أن الابتلاء من سنة الله ، وحتى الآن لا نعرف السبب كيف حدث هذا الحادث كله، إذا كان مؤامرة وفتنة فلا يمكن إيقاف رقي الجماعة بمثل هذه الأشياء، إلا أنه يجب أن يكون هذا الحادث باعثا لتنظر إدارتُنا إلى تقصيراتها وتتمعن فيها وتنتبه لها. وكما كنت قلتُ في خطبة العيد إن كان الهدف من إلحاق الضرر بالجماعة وإشعال النار ضدها هو القضاء عليها أو على الغاية التي من أجلها أرسل رسوله، فإنهم لن ينجحوا في ذلك أبدا، وإذا كان أحد يحمل نية سيئة فقد ينجح في إلحاق ضرر بسيط، وإنْ أصاب ضرر بسيط فإن الله تعالى يعطي الصابرين بشارات أيضا. قد بدأت سلسلة المؤامرات وإشعال النيران ضد المسيح الموعود منذ بداية دعواه، ولكن ما هي النتيجة؟ نرى رقي الجماعة في كل مكان.

هناك نار مادية، وهناك نار الحسد والحقد والبغض التي تشتعل في داخل الإنسان، صحيح أن الجزء الملاصق لمسجدنا قد أصيب بحريق في الظاهر، ولكن –كما قلت- سيتم تدارك خسارتنا بفضل الله تعالى وسنكون ممن ينالون نصيبهم من بشارات الله ، وصبْرنا هذا وأدعيتنا ستأخذنا في حضن الله تعالى وفي ظله الدافئ، ولكن بسبب هذه النار الظاهرية قد اشتعلت نار الحسد في قلوب معاندي الجماعة. وكما قلتُ إن كثيرا من الناس فرحون بهذا الحريق ولكنهم مع ذلك يأسفون أيضا على أنه لماذا لم يحترق مسجدهم ولماذا حصلت خسائر بسيطة وكان يجب أن تكون الخسائر أكثر بكثير. وكأن ما أشعلوه من نار ضدنا هي في الحقيقة تحرق معارضي المسيح الموعود في صورة حسدهم وحقدهم وبغضهم.

كان هذا الممثل في طور طرح السؤال إذا بسيارة تقف بجنبهما وخرجت منها سيدة إنجليزية وقالت: أنا جارتكم وأسكن قرب المسجد، ثم عرضت خدماتها. كذلك جاء أناس آخرون أيضا بكثرة بمن فيهم مندوبو الكنيسة. فحين سمع ممثل الصحافة انطباعاتهم مباشرة قال: لقد وجدتُ جوابا على سؤالي ولا حاجة لي لأسألكم شيئا.

لم تتوقف أعمال الجماعة الأحمدية حتى أثناء حدوث هذا الحريق. لا أتحدث عن خارج لندن أو خارج بريطانيا بل كنا في داخل لندن أيضا مستمرين في أعمالنا. لا شك أن عُمالنا كانوا قلقين ولكن كما أخبرتُ بأن الإنسان يشعر بالأسف لخسارة وهذا أمر طبيعي ولكن لا ينبغي أن يستولي الأسف عليه.

جزء من أيم تي أيه أيضًا موجود هنا بل الجزء الأكبر هو هنا، وكان سيُبث في ذلك اليوم برنامج “راهِ هدى” حيًّا فرأى مُعِدُّو البرنامج أنهم لا يستطيعون الوصول إلى إستديو أيم تي إيه ولا يعرفون ماذا يجري هناك ولا يستطيعون دخوله فقرّروا ألاّ يبثوا هذا البرنامج حيًّا في ذلك اليوم بل سيبثون برنامجا مسجلا. وعندما علِمتُ بذلك قلت سيكون البرنامج حيًّا من مسجد الفضل ولا مانع في ذلك. ولا ينبغي لهم أن يتخذوا مثل هذه القرارات بأنفسهم من دون الرجوع إلي، كان يجب أن يسألوني فورا عما يجب فعله بالنسبة لهذا البرنامج الحيّ. إنهم أرادوا إلغاءه أو قنطوا أو لم يستطيعوا اتخاذ القرار على الفور، فلو لم يكن بثّ هذا البرنامج لذهبت إلى الأحمديين وإلى العالم كله رسالةٌ أن نظامنا كله قد اختل مع أنه لم يكن قد اختل حقيقة. فبُثّ برنامج “راه هدى” حيًّا من استديو مسجد الفضل فورا وجاءت مكالمات وتم الرد عليها مما طمأن الناسَ وأراحهم. فلا ينبغي أن نجلس قانطين على خسارة أو نذهب هناك لمجرد أن نتفرج واقفين، كان هناك كثير من الناس مجتمعين مع أنه كان يجب عليهم أن يذهبوا إلى أعمالهم، بل يجب أن يُسعى فورا لبديل قدر الإمكان ويُترك الباقي على الله تعالى.

كان السيد مير محمود أحمد موجودا هنا في تلك الأيام وهو أخبر بأنه عندما تمت الهجرة إلى ربوة وبدأ عمرانها فكانت حالة الجماعةِ الماديةُ ضعيفةً للغاية وكان هناك تحدٍّ لبناء مدينة جديدة وكانت ستُشيَّد مكاتب الجماعة وتُبنى المساجد، وكانت ستُعمَّر مدينة جديدة في قفر، وكان سيُشيّد كل شيء من أوله. فحين جُهِّزَ في ذلك الوقت سقف المسجد المبارك اشتُهر أن سقف المسجد لم يُبْنَ بشكل صحيح، وغالبا كان يُعتقد أنه لم تُستخدم مواد جيدة في بناء السقف وأنه سوف ينهار. جاء المصلح الموعود للصلاة ووقَف في داخل المسجد ونظر نظرة ثم قال: يقال بأن هذا السقف يمكن أن يسقط وسنُضطر لبنائه مجددا؛ فليكن لأنه حيث توجد كثير من ابتلاءات أخرى فليكن هذا واحدا آخر. في ذلك الزمن بعد انقسام الهند والباكستان كانت هناك ابتلاءات كثيرة ولا يقدر على فهم هذا الأمر إلا الذين يستطيعون أن يقدّروا حالة الجماعة المادية آنذاك، لأن الظروف اليوم تختلف كثيرا عن ظروف ذلك الزمن.

على كل لم نقلق لهذه الأمور ولا ينبغي أن نقلق. إن كان هذا الحادث ابتلاءً فعَلينا أن نتعهد ونثبتَ بعملنا أننا سنمرّ بهذا الابتلاء خاضعين لله تعالى وعاكفين على الدعاء، إن فضلَ الله تعالى على الجماعة من الناحية المادية كبير، وسيتم تدارك هذه الخسارة بوجه أحسن إن شاء الله. أيا كان السبب وراء هذه الخسارة وأيا كان المسبِّب لها فإنها إما نتجتْ عن تقصيرنا أو عدم احتياطنا أو هو حادث طارئ، مهما كان السبب فإننا سنعيد بناءه بشكل جميل مرة أخرى بفضل الله تعالى.

لا داعي لأي مشروع خاص بهذا ولا حاجة لأدعو الجماعة إلى ذلك ولكن الناس تلقائيا بدؤوا يرسلون الأموال بأنفسهم، والأطفال خصوصا بدؤوا يتبرعون لهذا ويقدّمون بأنفسهم حصّالاتهم بل أرسلوا حصّالاتهم كاملة وأعطوا كل ما جمعوه من نقود. فقد قالت ابنةُ سبعِ أو ثماني سنوات لوالدها: إننا كنا نذهب إلى تلك القاعات ونأكل ونلعب ونحضر مناسبات لذلك يجب أن نسهم في بنائها من جديد، هذه هي عواطف بنت صغيرة وقالت: لذلك أقدّم ما جمعتُه من نقود، وجاءت بحصّالتها. فإذا كان أولاد قوم أيضا يتحلون بمثل هذا العزم فمن يستطيع أن يجعلهم قانطين، وما قيمة هذه الخسارة البسيطة؟!

وهناك جيراننا فهم أيضا يحاولون أن يؤدّوا حقهم. أخبر أمير الجماعة بأن مدير المدرسة هنا أرسل رسالة تفيد بأن طلاب هذه المدرسة يريدون أن يجمعوا تبرعا ويعطوه لبناء هذا المبنى من جديد. هذه هي الأخلاق العالية التي يجب أن يظهرها المسلمون ولكن يظهرها غير المسلمين. بغض النظر عن أننا نأخذ منهم شيئا أو لا نأخذ فإنهم أبدوا عواطفهم، ولا بد أن نقدّر عواطفهم.

إن كان الهدف من إلحاق الضرر بالجماعة وإشعال النار ضدها هو القضاء عليها أو على الغاية التي من أجلها أرسل رسوله، فإنهم لن ينجحوا في ذلك أبدا، وإذا كان أحد يحمل نية سيئة فقد ينجح في إلحاق ضرر بسيط، وإنْ أصاب ضرر بسيط فإن الله تعالى يعطي الصابرين بشارات أيضا.

وكما قلتُ كانت النار شديدة حتى الْتَوَتْ بعض العوارض الحديدية والقناطر مثلما يُلوى القش ولكن مع ذلك حُفظت بعض المكاتب وسجلاتها أيضا مثل مكتب الوصية ومكتب القضاء وبعض المكاتب الأخرى أيضًا، ومكتب قناتنا أيم تي أيه كله كان محفوظا وكانت فيه أغراض ثمينة جدا.

وقد بدأ العمل أيضا من اليوم بفضل الله تعالى. هذا الجزء كان متصلا تماما بالقاعتين المذكورتين. عندما علمت بذلك قلقت بطبيعة الحال، وبدأت بالدعاء بعدما علمت عن الموضوع. لأنه لو وصل الحريق إلى ذلك المكان كان معنى ذلك أنه يمكن أن تصل النار إلى المسجد. على أية حال، قد أنقذه الله بفضله. صحيح أن أرشيف إيم.تي.ايه قد تضرر كثيرا ولكننا كنا قد نقلنا سبعين بالمئة من المادة المخزونة فيها إلى مكان آخر. كذلك الجزء المتعلق بقسم البث المحفوظ في المكتبة فقد سلم بإذن الله. أرى أن الأشرطة التي ضاعت كانت تفاصيل الجولات وما شابه ذلك مسجلة فيها وتلك الخسارة ليست بالتي يمكن أن يقال عنها بأنها أدت إلى ضياع تاريخنا لأن الأجزاء المختارة منها محفوظة. إن حماية ايم تي ايه أيضا معجزة بحد ذاتها لأن النار تراجعت بعد أن أحرقت سقف البناء الملتصق به، أو وفق الله تعالى فريق الإطفاء للسيطرة عليها. كذلك قاعة “طاهر” والمسجد محفوظان تماما بفضل الله تعالى كما ترون. كذلك أنقذ الله تعالى الجماعة من أية خسارة في الأرواح.

كان أحد العاملين يعمل في المكتبة ولم يدرك ما يجري في الخارج إذا كان منهمكا في عمله، فيقول عندما فتحت الباب وخرجت منه دخل الغرفة كثير من الدخان الأسود وقلقت بشدة وحاولت أن أهرب إلى الخارج ولكن كان الدخان الأسود منتشرا في كل مكان ولم أعد قادرا على رؤية شيء وشعرت بضيق النفس. ويقول بأنني بدأت أتحسس الجدران ولمست جدارا يؤدي إلى الخارج وبدأت أمشي لامسا الجدار. وكنت أدعو أيضا لأن همتي كادت تهبط وكنت أشعر بضيق النفس أكثر من ذي قبل. قلت في نفسي بأن الله تعالى قال للمسيح الموعود بأن النار خادمة لك بل هي خادمة خدامك، وأنا أحد خدام المسيح الموعود فأنقذني يا ربي. لقد أوشكت على السقوط ثلاث مرات. أقول: لو سقط للحظة واحدة كانت الحرارة العالية سوف تشويه تماما. ولكنه تمالك نفسه وهمته وظل يمشي من خلال الدخان الأسود السائد ولم ير النور إلا عندما وصل إلى الباب الخارجي. ثم يقول: عندما نظفت وجهي ومضمضتُ بالماء خرج من داخل الفم ماء أسود اللون إذ كان الفم مليئا بالسواد. هذه كانت حالته، ولكن الله تعالى أنقذ حياته بصورة معجزة. لا شك أنها كانت معجزة عظيمة بالنسبة له. على أية حال، حماه الله بفضله ورحمته. لا شك أن الحاسدين سوف يزدادون حسدا لذا يجب عليكم أن تركزوا على الأدعية مثل:

“رب كل شيء خادمك رب فاحفظني وانصرني وارحمني”.

و

“اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم”.

وكذلك يجب أن ترددوا الدعاء:

“ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.

إذا كان السبب وراء هذا الحادث هو خطأ العاملين هناك أو تقصيرهم فلا بد من الإكثار في الاستغفار، ليوفّقنا الله تعالى لأداء مسؤوليتنا على أحسن وجه ويبعد تقصيراتنا، وإن كان هذا ابتلاء فوفَّقنا الله تعالى لنمرَّ به بنجاح وأكرمَنا بإنعاماته أكثر من ذي قبل وعَدَّنا من أولئك الصابرين الذين هو يبشّرهم ونرى الازدهار أكثر من ذي قبل.

ادعوا الله تعالى أن يصلح الأوضاع في سورية، ويلهم جميع المسلمين العقل والصواب، ويوفقهم ليكونوا مسلمين حقيقيين متراحمين وليؤمنوا بإمام هذا الزمان بدلاً من أن يضرب بعضهم رقاب بعض. آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك