جولة حضرة أمير المؤمنين المباركة في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ماذا كانت انطباعات ضيوف حضرة أمير المؤمنين إزاء زيارته مدن صهيون ودالاس؟
- ما مدى نجاح التغطية الإعلامية للحدث؟
___
خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي بتاريخ 21/10/2022م
في المسجد المبارك، تلفورد – المملكة المتحدة
كما تعرفون كنت في الآونة الأخيرة في زيارة إلى بعض فروع الجماعة في أميركا، وهذه الزيارة بفضل الله انتهت بنجاح وعافية، كما ظلت الأخبار تصلكم عبر القناة الأحمدية ووسائل الإعلام الإلكتروني للجماعة، كما ظلت القنوات الأخرى أيضا تغطيها لحد كبير، فقد لاحظنا نزول أفضال الله من كل النواحي، وكان لهذه الزيارة أثرٌ طيبٌ في الأحمديين وغيرهم أيضا. قال أحد خدام الأحمدية لصديقه: كانت بعض الشبهات تخالج قلبي عن الجماعة والخلافة، وكانت عندي بعض الوساوس، لكنها تلاشت نهائيا تلقائيا بفضل هذه الزيارة. فهناك انطباعات طيبة كثيرة من هذا القبيل، فقائمة الانطباعات العاطفية التي أبداها الأحمديون رجالا ونساء وأولادا بعد لقائهم بي، طويلةٌ. وربما قرأتموها في التقارير.
ثم كان عدد الحضور في المساجد في صهيون ودالاس وفي مسجد بيت الرحمن في ميريلاند جيدا، فكما كان الأحمديون عند قدومي إلى المسجد وعودتي منه يُبدون عواطفهم، كان يترشح منه أنهم يكنُّون في قلوبهم علاقة الحب والإخلاص والوفاء للخلافة، فكان المثقفون والأثرياء والمشغولون ماديا ينتظرون في الطوابير لخمس ساعات أو ست ليجدوا المكان داخل المسجد، فلا تصح الفكرة القائلة بأن الفارغين يأتون المسجد. فهذا التغيير وهذا السلوك يعبر بفضل الله عن حبهم للدين والجماعة، وأن في قلوبهم حبا للخلافة. وكذلك كان الأولاد البالغون من العمر إحدى عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة فقط ينتظرون في الطوابير خمس أو ست ساعات، لأن فحص الكورونا كان يستغرق وقتا وكانوا يتأخرون ومع ذلك لم يمتعض منهم أحد، بل قد لاحظ ذلك أحدُ الضيوف أيضا في صهيون وقال إن الجميع كانوا يسيرون بكل هدوء وفق النظام، حيث كان يتم الفحص وكانوا يتأخرون لكن أحدهم مع ذلك لم يمتعض ولم يشكُ، بل قد أبدوا أروع نماذج الطاعة والإخلاص والولاء. قال لي والدا طفل عمره اثنتا عشرة سنة فقط: منذ حضوركم إلى هنا فإن ابننا هذا يخرج من البيت قبل موعد الصلاة بست ساعات تقريبا وينتظر في الطابور دورَه لدخول المسجد، ولا يبالي بشيء آخر، مع أنه لم يكن يأتي للصلاة بهذا الحماس. على كل حال قد لاحظتُ الفرحة والسعادة تعلو وجوه البنين والبنات. فهذا من فضل الله على الجماعة، فقد حضر الناس للصلاة من كل مكان بعدد أكبر بكثير مما توقعه المسؤولون، وأسأل الله أن يُديم علاقتهم بالمساجد واهتمامهم بالعبادة، وأن تُرى المساجد عامرة دوما وأن أرى دوما مشاهد الإخلاص والوفاء من أبناء الجماعة. فالناس عموما يظنون أن الذين يسكنون في بلد مادي راق كأميركا ينسون الدين، أما أنا فقد رأيت في الغالبية الاهتمامَ بالدين. فالذين هم مقصرون في التضحية بأموالهم هم الآخرون كانوا يطلبون الدعاء بوجه خاص لأنفسهم وأولادهم ليبقَوا متمسكين بالدين والخلافة، أسال الله أن يزيد أبناء الجماعة في أميركا دوما إخلاصا ووفاء. فقد قدمتْ لجنةُ إماء الله وخدامُ الأحمدية وأنصار الله والأولادُ الصغار أعمالا تطوعية كثيرة بكل إخلاص، وسهروا عدة ليال لإنجاز الاستعدادات لهذه الجولة. فقد حضر الأحمديون كما قلت سابقا بالآلاف، أما في بيت الرحمن فكان عدد الحضور أكبر من ضيوف الجلسة السنوية عندهم، مع ذلك قد نظم المسؤولون كل شيء بعناية، وفَّق الله أبناء الجماعة في أميركا للتقدم في الإخلاص والوفاء دوما، وأسـأله تعالى ألا يكون هذا التغيير عابرا بل يدوم.
انطباعات الضيوف
الآن سأتناول انطباعات بعض الضيوف الذين هم ليسوا من الجماعة، فقد خلق الله تأثيرا غير عادي في قلوب الآخرين أيضا، وأسال الله أن يشرح صدورهم أكثر ليعرفوا الحق. على كل حال أرى أن أقدم بعض تلك الانطباعات.
المسجد الذي بُني في مدينة صهيون باسم «الفتح العظيم» قد أقيم بمناسبته احتفالٌ، حضره مائة وواحدٌ وستون ضيفًا من غير الأحمديين وغير المسلمين، من أعضاء وعضوات الكونغرس والدكاترة والبروفيسورات والأساتذة والمحامين والمهندسين وممثلين من مؤسسات الأمن، وأشخاص من شتى مجالات الحياة.
انطباعات عمدة مدينة صهيون «بلي ميكيني»
قال عمدة مدينة صهيون السيد بلي ميكيني في انطباعاته: من الشرف الكبير لي أن أرحب بالقائد العالمي للجماعة الإسلامية الأحمدية في مدينة صهيون بمناسبة افتتاح مسجد الفتح العظيم. ثم قال إن شعارنا هنا في مدينة صهيون «الماضي التاريخي والمستقبل الديناميكي»، وإن هذا المسجد الجميل في قلب المدينة يمثل أروع مثال له، ثم قال: أدعو وأتمنى أن يؤدي بيت العبادة هذا دور الجسر بين ماضينا ومستقبلنا، حين أرى هذا المسجد عامرا بأفراد جماعة رائعة محافظة على الإيمان، فهذا يولد بصيص أمل في مستقبل مدينة صهيون. حين أشاهد الرسالة التي جاءت بها الجماعةُ الأحمدية في مدينتنا، أفرح. إن عبارة عمدة مدينة صهيون هذه تعبر عما ينتظره منا غيرُنا أيضا. ثم قال إن هذه الجماعة تبجل وتعظم رسول الإسلام محمدا ، الذي أبرم عهدا مع المسيحيين. ثم كتب إني أشكركم من صميم فؤادي على الخدمات الرائعة التي قدمتْها الجماعة الإسلامية الأحمدية في هذه المدينة والأعمال التي أنجزتْها لتقدمها ورفاهيتها، وأقدم مفتاح المدينة لإمام الجماعة الأحمدية، ثم سلَّم إليَّ هذا المفتاح. ثم قال إني أقيم هنا منذ عام 1962، فهذا البرنامج تاريخي لمدينة صهيون والجماعة. ثم قال لي بمنتهى التأثر: لقد جعلتَني عاجزا عن الكلام، وإن الشعور بوجودك معنا لشعور رائع.
انطباعات عضو الجمعية العامة لإيلينوي «جويس ميسون»
قال عضو الجمعية العامة لإيلينوي السيد جويس ميسون في انطباعاته: إن حضوري الحفل التاريخي بمناسبة افتتاح مسجد الفتح العظيم في صهيون، لشرف كبير لي. صهيون تحظى بأهمية تاريخية للجماعة الإسلامية الأحمدية، فاليوم يوم تاريخي لهذه المدينة، والتي أسسها الكسندر دوئي في أوائل القرن الفائت وكان يريد أن يكرِّسها للحكم الديني، ويغلق أبوابها في وجه كل من لا يؤمن به. أما اليوم فهي بيتٌ لأتباع شتى الأديان، وهذا المسجد علامة قبول أدعية المؤمنين ضد المتعصبين. أهنئ الجماعة الإسلامية الأحمدية بهذا الانتصار العظيم. فيبدو من كلام عضو الجمعية العامة لإيلينوي أنْ قد اطلع الأغيار أيضا على تلك المواجهة. ثم تابع قائلا: إن إمام الجماعة الأحمدية قائد مسلم برز دوره في نشر الأمن، ثم قال أيضا أنه قد تكلم مع واضعي القانون وبعض القادة في العالم مركزًا على ضرورة إقامة السلام. ثم كتب: من سعادة مدينة صهيون، أن الجماعة الأحمدية المسالمة وخادمة الإنسانية قررت أن تحلَّ هنا فبنت هذا المسجد الجميل فيها. إن أمنيتي القلبية أن لا يصبح هذا المسجد بصيص أمل لهذه المدينة فحسب، بل لأطراف العالم كله. إنني أقدم مذكرة في الجمعية مهنئًا هذه الجماعة بافتتاح هذا المسجد الجديد.
كان الرئيس رجلا دمث الأخلاق ومتواضعا. على أية حال، يقول مندوب الرئيس: إننا نشيد بخدمات الجماعة مثل توزيع الطعام على الفقراء وجمع الأقمشة للمحتاجين ومساعدة أهل المنطقة في شتى المناسبات . ثم قال: إنه لمن سعد مدينة «ايلن» أن جماعة مسالمة ومليئة بعاطفة خدمة البشرية اختارت هذه المدينة وبنَتْ هذا المسجد الجميل فيها. أتمنى أن يكون هذا المسجد بارقة أمل، لا لهذه المدينة فقط بل للمنطقة كلها.
انطباعات «كاترینا لانتوس» رئیسة مؤسسة لانتوس لحقوق الإنسان والعدالة
ثم تقول الدكتورة كاترینا لانتوس رئیسة مؤسسة لانتوس لحقوق الإنسان والعدالة: أشعر بأنني كلما التقيت بأفراد الجماعة ازددت روحانية! ثم تقول: لما سمعت عن المباهلة التي حصلت هنا في صهيون دهشت كثيرا لما لاقته تلك المباهلة من الدعاية في تلك الأيام التي لم تكن فيها الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر ووسائل الاتصال الأخرى قد وجدت بعد. كانت هناك إحدى النظريات للدكتور جون دوئي التي قامت على الكراهية والتحامل، والنظرية الأخرى كانت لمؤسس الجماعة الأحمدية، مرزا غلام أحمد، التي قامت على الاحترام المتبادل والتسامح، وكانت هذه النظرية لشخص ترك نتيجتها على بركة الله بشكل كامل. ثم نعرف من حقق الفتح في هذه المباهلة. وبالطبع هذا المسجد الذي يتم افتتاحه الآن والذي سمي بمسجد الفتح العظيم، يعني أن انتصارًا عظيمًا كان حليف الجماعة الإسلامية الأحمدية ومؤسس الجماعة الأحمدية في هذه المباهلة. ثم تقول: أعتقد أنه يجب أن نقول إنه لم يكن انتصارًا للجماعة الإسلامية الأحمدية فحسب بل للبشرية أيضا، لأنه قد تحقق مع هذا الانتصار انتصار مبدأ الاحترام المتبادل والحب والتسامح الذي نراه الآن في هذه الجماعة العظيمة.
ثم تقول: اليوم، ونحن جالسون هنا في هذه الأجواء الجميلة والآمنة، لابد أن نتذكر أولئك الأحمديين الذين يجلسون في باكستان ويواجهون اضطهادًا لا يوصف وعنفًا وكراهية كل يوم بسبب معتقدهم، والذين يشعرون بأنهم وحدهم في مواجهة الاضطهاد حتى في وجود الحكومة هناك.
انطباعات مفوض صهيون السابق «أميس مونك»
أعرب مفوض صهيون السابق، السيد أميس مونك، عن آرائه، فقال: أعتقد أن تعاليمكم تحيط بكل شيء ويجب أن يكون العالم أكثر وعيًا بها، أعتقد أن هذا هو أجمل سر في عالمنا اليوم. أستطيع أن أرى منشورات على الطاولة أمامي، وهي تحمل رسائل العدل والإنصاف والصدق والمحبة، وهي تلك الأمور التي يحتاج إليها العالم. إذا تم القضاء على الكراهية، فسيتحول العالم إلى ما يشبه الجنة. أعتقد أن هذه الرسالة يجب أن يسمعها العالم بأسره، لأنها الحل الوحيد لمشاكل العالم.
انطباعات البروفيسور «غريغ كونسيندين»
كان البروفيسور غريغ كونسيندين ألّف كتابًا حول سيرة النبي الكريم ، هو أستاذ ومسيحي متدين، يقول في انطباعاته: لقد تأثَّرت للغاية من أن خليفة الوقت لقيني كصديق قديم. لقد أعجبت كثيرا بخطاب إمام الجماعة، وهذا الخطاب زاد من معرفتي بالإسلام. عندما أحصل على نص هذا الخطاب فسأرجع إليه في كتابي التالي.
ثم يقول: لقد شرح إمام الجماعة هذا الموضوع بأسلوب جميل وبكلمات بسيطة وسهلة بحيث يمكن للجميع فهمها بسهولة. ثم يقول: لقد أعجبت بشكل خاص بلفته الانتباه إلى تبني كل القيم الإنسانية والاحترام المتبادل والتسامح والكرامة واحترام الذات. ثم قال: «إنك في الواقع تدعونا جميعًا إلى الحب المتبادل».
كان البروفيسور قد استمع إلى خطبة الجمعة أيضا وجلس هناك لمدة ساعة كاملة، ثم قال لي بعد ذلك: إنني لم أسمع قط مثل هذه الخطبة سابقًا.
انطباعات ضيوف آخرين
ميلودي هول، ضيف من إلينوي، يعمل مديرا في تطوير الإنتاج، يقول: لقد كان هذا البرنامج ممتعًا للغاية، ولقد استمتعت به كثيرًا. كانت رسالة إمام الجماعة القائلة بأنه «لا مكان لشخص متعصب في المجتمع» رسالة رائعة. إنه شعور رائع وفريد للغاية أن أراه وأنصت لكلماته. لقد استمتعت حقًا وأعجبني قول إمام الجماعة: إن السلاح الذي نملكه هو سلاح الدعاء.
وقال ضيف آخر، يدعى السيد جيف فيندر: إنني محاسب قانوني معتمد وأقوم أيضًا بأعمال عقارية. كانت هذه تجربتي الأولى. أنا منبهر جدا. لقد كان القدوم إلى هنا لافتتاح المسجد فرصة ثمينة في حياتي. ثم قال عن خطابي: لقد أعجبت به كثيرًا، وحصلت على الكثير من المعلومات الجديدة عنكم. ثم قال: إن دعوة المباهلة كانت جديدة بالنسبة لي، وسأقرأ عنها أكثر.
وهكذا تنفتح طرق التبليغ أيضا.
كما حضر البرنامج مدرس ومعلم في المدرسة الثانوية فقال: لقد أعجبت كثيرا برسالة إمام الجماعة كما انبهرت بالأسلوب الجميل الذي كان يبلغ به هذه الرسالة. إن كثيرًا من الناس مثلي يمكنهم بسهولة فهمها. كذلك قد حضرت البرنامج السيدة ماري لوهايل برنديا، من قسم خدمات الطوارئ، فقالت: «لقد تأثرت به كثيرًا، إنّ رسالته تنضح بالصدق، لم يكن هناك أي تصنّع وكان أسلوب إيصال الرسالة صحيحًا وصادقًا من جميع النواحي، مما يتيح للجميع تقييم حياتكم اليومية.
كما شارك الدكتور جيسي رود رينجز في البرنامج وهو المشرف على المدارس في منطقة فينتد، يقول: إن محور خطاب إمام الجماعة كان الوحدة المتبادلة. كانت رسالته رائعة. لقد قال بأن كل الأديان مهمة ويمكننا أن نتحد جميعًا. كان ذلك رائعًا للغاية.
ثم قال زاك ليفينغستون، مدير مدرسة ثانوية محلية: إن كلمات إمام الجماعة تحمل في طياتها جاذبية خاصة، لا سيما إن جهوده التي بذلها من أجل حقوق الإنسان وخدمة الإنسانية مؤثرة للغاية. شعاركم: الحب للجميع ولا كراهية لأحد، يتردد صداه في جميع الأمم وجميع الأديان، والآن في كل مدينة صهيون بوجه خاص. هناك حاجة ماسة إلى مثل هذه الرسالة. لقد لحقت الكثير من الأضرار النفسية والاقتصادية بأسرنا وطلابنا بعد الوباء، ونحن في أمس الحاجة إلى هذه الرسالة للخروج من هذه المشاكل.
كما اشترك في البرنامج ضيف آخر كان قد شارك بوضع لبنة عند تأسيس مسجدنا في صهيون. وهو يقول: كان اليوم يومًا جميلًا. لقد أتيحت لي الفرصة لحضور مناسبة وضع حجر الأساس لهذا المسجد في العام الماضي وكنت سعيدًا جدًا برؤيته مكتملاً. إن مسجدكم مصدر أمل وذريعة للتصادق مع مجتمعنا.
يقول رئيس شرطة صهيون السيد إريك: إنه كان برنامجًا جيدًا للغاية. كان رائعا أن أرى الحب والإخلاص من الجميع. الرسالة التي تقول: «لا يهم من أنت، ما يهم هو أنك من الذين يهتم بعضهم ببعض»، يا لها من رسالة جميلة ورائعة!
وتقول ضيفة تُدعى السيدة جينيفر: إذا تكلمنا عن مبادئ جماعتكم، فهي في منتهى الروعة. حال دخولكم إلى مدينة صهيون يظهر على المبنى القديم شعار: الحب للجميع ولا كراهية لأحد، ويبقى صدى هذا الشعار معك. يصحبك هذا الصوت وهو الروح الحقيقية لمدينة صهيون.
ثم قال ضيف آخر يدعى السيد تشيري نيل المشرف على بلدة صهيون: لقد انبهرت جدًا بالترتيبات. وأنا سعيد جدًا لأنكم نجحتم في تحقيق هدفكم. ثم قال ضيف آخر: إنه لأمر رائع أن نعرف أن بيننا قائدًا مثله وهو يمثّل ملايين من الناس ويربطهم معًا. ويتحدث حول موضوع أننا جميعًا متحدون وكل دين مهم. هذه الرسالة جيدة جدا ومؤثرة. وتقول ضيفة تدعى السيدة غلوريا: كان ما ذكرتموه عن تاريخ صهيون مفيدًا جدًّا. فعلى الرغم من أنني أعيش هنا ولكن كان هناك الكثير من الأمور التي لم أكن أعرفها. ثم قال ضيف آخر: لقد استمتعت كثيرا بالحدث، وقد أثرت فيّ الرسالة تأثيرا كبيرا. كنت أسمع بشعاركم «الحب للجميع ولا كراهية لأحد»، لكن رؤيتكم جعلتني أصدق ذلك أكثر. هذا، وهناك أشياء كثيرة أثّرت في نفسي. أما قول إمام الجماعة الأحمدية أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يحمي الأديان كلها فهذا شيء جديد تعلمتُه ولم أكن أعلم به من قبل!
كانت هناك أستاذة هندية اسمها «شبانه شنكر» جاءت للقائي، وهي أستاذة في جامعة نيويورك، وأجرت بحوثا في «مركز عبد السلام» في إيطاليا أيضا، ومكثت في غانا أيضا لبعض الوقت. قالت لي في أثناء الحديث: إنك مكثتَ في أفريقيا وإن أعمالك لا تزال حية هناك. وقالت أنها تحدثت إلى أكثر من أستاذة ممن درسن في مدارس الجماعة للبنات في بلاد أفريقيا. ومدارس الجماعة هي أفضل المدراس للبنات. وهذه الأستاذة تريد أن تُبرز خدمات الجماعة في أفريقيا وتاريخها في مجال التعليم، وتنوي أن تؤلف كتابا أيضا حول الأحمديين الأفارقة. وقالت أيضا إنها بحاجة إلى مساعدة المترجمين في الجماعة في مجال الترجمة بلغتهم المحلية والأردية. فقلت لها: لا بأس، سوف نساعدك بإذن الله حيثما احتجت إلى مساعدتنا، وقلت لها أيضا: إن عليك أن تغطي بلادا أخرى أيضا غير غانا في مجال عملك هذا.
وقد ورد في هذا المقال أن معجزة مقدسة حصلت قبل مائة وخمسة عشر عاما في مدينة صهيون، ويؤمنون بها ملايين المسلمين الأحمديين. ويولي الأحمديون أهميةً مقدسة كبيرة لهذه المدينة الصغيرة الواقعة على شاطئ بحيرة متشيغن على مسافة أربعين ميلا من مدينة شيكاغو. لقد بدأ اهتمام الجماعة الأحمدية بهذه المدينة قبل أكثر من قرن نتيجة مباهلة ونبوءة.
افتتاح مسجد «بيت الإكرام» في دالاس
ثم تم افتتاح مسجد «بيت الإكرام» في دالاس، واشترك في حفل الافتتاح مائة وأربعون ضيفا بمن فيهم غير المسلمين وغير الأحمديين. وكان من بينهم رجال السياسة، والدكاترة، والأساتذة، والمحامون وممثلو فرع الأمن والمنتمون إلى دوائر مختلفة. قال السيد كارل بليمنشك وهو عضو في بلدية مدينة «ايلن» وهو الذي قدّم لي مفتاح المدينة أيضا، قال معربا عن تأثره: إن اشتراكي اليوم في حفل تاريخي لافتتاح المسجد شرف كبير لي. وأهنئ الجماعة الأحمدية باسم بلدية مدينة «ايلن» وباسم رئيسها على هذا الإنجاز العظيم. علما أن رئيس البلدية كان قد جاء للقائي قبل يومين من الحفل المذكور وقدم اعتذاره على عدم تمكنه من الاشتراك في الحفل لأنه كان مسافرا إلى خارج البلاد وقال أنه سيُرسل مندوبه. كان الرئيس رجلا دمث الأخلاق ومتواضعا. على أية حال، يقول مندوب الرئيس: إننا نشيد بخدمات الجماعة مثل توزيع الطعام على الفقراء وجمع الأقمشة للمحتاجين ومساعدة أهل المنطقة في شتى المناسبات . ثم قال: إنه لمن سعد مدينة «ايلن» أن جماعة مسالمة ومليئة بعاطفة خدمة البشرية اختارت هذه المدينة وبنَتْ هذا المسجد الجميل فيها. أتمنى أن يكون هذا المسجد بارقة أمل، لا لهذه المدينة فقط بل للمنطقة كلها.
إن مدينة ايلن متصلة بمدينة دلاس بل أصبحت جزءا منها تقريبا. قدم إليَّ المندوب مفتاح المدينة من نيابة عن بلدية المدينة ورئيسها.
كذلك اشترك في الحفل الأستاذ روبرت هنت الذي يعمل مديرا في فرع اللاهوت العالمي في الجامعة الميثودية الجنوبية ((Southern Methodist University, School of Theology
فقال: أريد أن أشكر الجماعة الأحمدية على دعوتكم إياي وأصحابي من الجامعة الميثودية للاشتراك في هذا الحفل التاريخي. وهذا شرف كبير لنا. معلوم أن إمام الجماعة كرّس نفسه لإشاعة أمرين اثنين، أولهما هو الحرية الدينية والثاني: الحوار والنقاش بين الأديان. وهناك علاقة قوية بين كلا الأمرين، لأنه لولا التفاهم والاحترام المتبادل بين الأديان لتقوّتْ ظاهرة النفور والكراهية. وأقول ذلك على أساس أنني قضيت نصف عمري بعد بلوغ سنّ الرشد في بلاد كنت فيها ضمن أقلية الدينية. التاريخ شاهد على أن الجماعة الأحمدية جُعلت عرضة للظلم والاضطهاد لذلك تقف الجماعة في الصف الأول في مجال السعي للحرية الدينية. وما لم نعامل بعضنا بعضا بالاحترام المتبادل والعقل المفتوح لا يمكننا السيطرة على الفُرقة ولا يمكننا أن نقضي على الأفكار السلبية في المجتمع.
وعضو الكونغرس الجمهوري، السيد مايكل ميكال الذي يعمل رئيسا للجنة المعنية بالجماعة الأحمدية في الكونغرس الأميركي، أي أنه رئيس اللجنة التي ترفع صوتها بحق الجماعة في العالم، قال في بيان انطباعاته: هناك ثلاثة أديان في العالم يصل تاريخها إلى سيدنا إبراهيم وهي: اليهودية والنصرانية والإسلام. وقال لي: إنكم تعتقدون أن هذه الأديان الثلاثة المرتبطة بإبراهيم قادرة على التعايش بسلام. وما من أحد يمكن أن يقوم بهذا الأمر أكثر من الجماعة الأحمدية! ثم قال: لقد سنحت لي الفرصة للحديث مع إمام الجماعة حول عيسى وتعليم الجماعة وعن العهد القديم والجديد. كان عنده كتاب «المسيح الناصري في الهند» وقال أنه قرأ نصفه إلى الآن وسيكمل قراءته لأنه كتاب ممتع جدا، وقال سأقوم بمزيد من البحث والتحقيق حول هذا الموضوع. لقد اطلع على عدة أمور جديدة عن عيسى من خلال هذا الكتاب. (هو رجل مثقف جدا ولديه رغبة في الأمور الدينية. فأضاف وقال: لقد سنحت لي الفرصة للحديث عن العهد الجديد والأناجيل، ولا شك أننا نستطيع أن نتعلم من الجماعة الأحمدية كثيرا عن الأمن والمواساة والحب. لقد تربّيت في بيئة كاثوليكية، والآن أعمل رئيسا للجنة المعنية بالجماعة الأحمدية في الكونغرس الأميركي. أنا أشيد بوجه خاص بمساعيكم في مجال نشر الأمن في العالم وخلق الوحدة بين الأقوام، وعدم العنف والقضاء على التطرف والفقر، وفي مجال الاقتصاد العالمي وإرساء دعائم المساواة العالمية وحقوق البشر والحرية الدينية على المستوى العالمي. لقد جُعل عديد من الأحمديين دريئة للقتل، وعلى الرغم من هذا الظلم والاضطهاد الجاري ضد الجماعة قام إمامها بعمل عظيم بمنعه ممارسة العنف على الآخرين انتقاما منهم. لقد نصح إمام الجماعة زعماء العالم مرارا وتكرارا بتوخي العدل كضرورة لإقامة الأمن الحقيقي والدائم، ورفع صوته بحق الشعوب المضطهدة.
إذن، فقد تكلم طويلا وأبدى أفكاره الكثيرة من هذا النوع.
قال ضيف آخر اسمه «توم بيري»: أود أن أشكر إمام الجماعة. كانت الضيافة ورسالة الإمام والتعامل مع الآخرين، بل كل شيء كان موجودا على أحسن وجه. مما لا شك فيه أنها نعمة أن يعمل الإنسان لخير الآخرين أكثر فأكثر بغض النظر عن الدين والمذهب، وأن يحب المرء البشرية والقيم الإنسانية ويحترم الناس ويحبهم. وهذا يبين أن مجتمعا من هذا النوع ليس حكرا على شخص أو مؤسسة بل يجب أن يعمل الجميع بتعاون متبادل. هذه كانت رسالة الخليفة، وهذه الرسالة جديرة باسترجاعها قبل النوم كل ليلة وبعد النهوض كل صباح، ويجب أن تُنشر هذه الرسالة على نطاق واسع ويجب أن نعلّمها أولادنا ليواصلوا العمل بمقتضاها بعدنا. أعبر عن شكري لكم مرة أخرى.
كان هناك ضيف مسلم اسمه السيد سلطان شودهري، قال: إن رسالة الأمن التي وجهها إمام الجماعة إلى العالم كله، إنها أفضل رسالة بحسب رأيي. وأرى ضروريا جدا أن يُزال الخوف من أن المسلمين سيسيطرون على هذا المنطقة. لقد وضّح أنه ما دام ليس هناك من يتآمر أو يسعى للقضاء على المسلمين لذا لا مبرر لدى المسلمين أيضا أن يقوموا بما من شأنه أن يشعل فتيل الحرب.
جاء ضيف من الكنيسة الجنوبية برسبتيرين، عفوا هي ضيفة اسمها السيدة ديودلي ميكاد، قالت: قد ارتحت كثيرا برؤية الخليفة وسماع كلامه، ولم أر أحدا ساعيا لإقامة الأمن العالمي بهذا الشكل، وهذا شعور رائع. إذا تخلّى الناس عن أنانيتهم وسمعوا هذه الرسالة بدلا من سياستهم للسيطرة على جيرانهم أو احتلال أراضي الآخرين أو ظلمهم فيمكن أن يسود العالم الأمن. ليتنا نسمع مزيدا من مثل هذه الخطابات التي تنشر الأمن، ونذكّر الناس أن يسعوا ويعملوا من أجل إرساء الأمن.
وجاء السيد ليرائي من قسم الشرطة في محافظة «كولن»، وقال: كانت هذه الرسالة جميلة وتعلمت منها كثيرا، لقد قامت الجماعة الأحمدية المسلمة بعمل عظيم حقيقةً. ثم قال ضيف مسلم وهو الدكتور حليم الرحمن: كان هذا لا يُصدق، لقد أُعجبت كثيرا بهذا البرنامج والإعدادات والضيافة، ولا أرى نفسي جديرا بهذا الاحترام الذي لاقيته هنا. دمعت عيناي برؤية هذا الجو وهذا التكريم، وأشعر أنني وجدتُ فرصة قضاء بعض الوقت بين أطيب الناس الذين يعملون بتعاليم الإسلام الحقيقية.
إنه صرّح بذلك هنا ولكن إذا ذهب إلى باكستان لما تركه المشايخ يعيش.
قالت ضيفة وهي السيدة إيبك كركندل: لقد رأيتُ جماعة دينية طريقة عبادتها تختلف عنا، ولكن قيمهم مثلنا، كانت هذه تجربة رائعة وإنه شرف لي أنني سمعت إمام الجماعة -وهو قائد ديني- يتحدث عن هذه القيم التي يجب أن تتحلى بها جميع الجماعات. ثم قالت: لقد شعرت هنا بوجود الله، وبغض النظر عن المعتقدات حيث تشعرون بوجود الله تجدون هناك الأمن والسكينة، وهذا ما يجده الجميع هنا بدون تمييز الدين والشعب والملة. وهذا ما تحتاج إليه كل الجماعات.
ثم قالت السيدة فيكتوريا: أبرز ما لاحظته هنا هو خطاب إمام الجماعة الذي بين فيه أننا مرتبطون ببعضنا البعض بالرغم من الاختلاف الديني والفكري، وبرأيي هذا ما يفتقده اليوم الحوار بين الأديان، وسعدتُ برؤية أحد يتكلم عن هذا الموضوع بهذه الحكمة، مشيرا إلى أن جميع بني البشر مرتبطون ببعضهم بالرغم من الاختلاف في عقائدهم الدينية، و مبيِّناكيف ينبغي أن نعيش معا بالأمن والسلام مراعين بعضنا البعض!
ثم كانت هناك ضيفة وهي السيدة «ماريا ميكدالمد» وهي جارة لمسجد الجماعة في «دالاس»، وتملك قطعة أرض واسعة قدمتها لتكون مواقف للسيارات، وقالت: لم أشعر بهذه السعادة من قبل والتي شعرت بها عند تقديم أرضي المُتربة لهذا البرنامج. إنها إنسانة طيبة للغاية وذات أخلاق حسنة. ولم تكتف بتقديم أرضها فحسب بل نظفتها ومهّدتها قبل تقديمها.
ثم قالت سيدة أخرى بيورلي ميكارد: أحب أن أسمع القادة الدينيين دوما الذين يدعون الناس باستمرار إلى إقامة الأمن ودرء الخلافات وإنشاء علاقات الحب فيما بينهم. وأشعر بسعادة حين أسمع مثل هذه الرسالة. وأنا شخصيا لا أشعر بأي خوف من هذه الجماعة ولا أفهم لماذا يخاف منها الآخرون؛ لأن هذه الجماعة إنما تحب وتهتم بالآخرين وتخدم الخلق. وإذا كان لدى أحد أي خوف فهو يزول فورا برؤية خدمة الجماعة لخلق الله وأعمالها الخيرية.
ثم قال ضيف آخر يدعى السيد جوشوا: دُعيتُ اليوم أنا وبعض القساوسة الآخرين إلى حضور هذه المناسبة لافتتاح المسجد ولنسعد بفرصة الحديث مع الناس. وإنني أقدّر هذا الشيء جدا حيث تم الحديث بغاية الحكمة حول الأمن والوحدة والعدالة، وعلمتُ بوجود أناس ينتمون إلى حضارات وشعوب متنوعة ولكنهم يبشرون بوجود الله في حياتنا وبالمواساة بين بني البشر. ولأن أعمالنا تؤثر في بعضنا البعض لذا من الضروري جدا أن نلتقي هكذا مع بعضنا ونتناول الطعام ونتبادل الحديث. قال: كنتُ أقول لزوجتي الضيافة هنا رائعة وحين وصلنا هنا وجدنا كل شيء مرتّبا للغاية.
تَوْسِعَاتُ الجماعة
كذلك اشترت الجماعة مكانا جديدا للمسجد الصغير، قطعة أرض من ثلاثة فدادين وبها بناية كبيرة ولكنها لم تُبْنَ كمسجد بل اشتُريت كبناء. هناك مكان اسمه «فورت ورث» وهو يبعد عن «دالاس» قرابة 55 ميلا. ذهبتُ هناك أيضا. مساحة الأرض تساوي ثلاثة فدادين ونصف أي ثلاثة عشر ألف متر مربع. وفيها بناية تشمل قاعة كبيرة ومكاتب وبهو. وهناك مخطط لإنشاء قبة ومنارتين لإضفاء مظهر المسجد. هذا مكان جيد، ويصلي فيه أبناء الجماعة، وسنحت لي أيضا الفرصة أن أصلي بهم هناك صلاتي المغرب والعشاء.
وهناك ضيف اسمه السيد «ايبك أركس» يقيم في «فورت ورث»، وكان حضر بمناسبة افتتاح المسجد في دالاس قال: قد بلّغ إمام الجماعة بأحسن وجه رسالةَ العيش مع بعضنا البعض وفق مرضاة الله. إن لرسالة إرساء الأمن واجتناب الحرب النووية أهمية خاصة عندي، كانت رسالة إمام الجماعة عظيمة جدا، حيث أن كل من يكون جزءا من هذه الحرب سيقع في هوة الهلاك.
ثم جاءت من «فورت ورث» نفسها عضوة للكنيسة الميثودية المتحدة الأولى إلى «دالاس»، وقالت: كانت الرسالة رائعة، ويجب على كل واحد أن يسمع بالضرورة رسالة الخليفة الواضحة، وكان أسلوب خطاب الخليفة أيضا رائعا، وقد استمتعت جدا بسماع الخطاب، وأحب أن أسمعه مجددا.
ثم قالت أستاذة في وزارة المدارس الثانوية: أثَّر فيّ شيئان من خطاب الخليفة، الأول أنه اعترف بأن هناك مخاوف من الإسلام في المجتمع، وإنني لكوني أستاذة ألاحظ هذه الأشياء في طلابي بين حين وآخر، والشيء الثاني الذي أقدره جدا هو تحذير الخليفة الناسَ من استخدام الأسلحة النووية، وفي هذه الأيام من الجيد أن أسمع مثل هذه الرسالة الحكيمة.
كان هناك ضيف مسلم اسمه السيد سلطان شودهري، قال: إن رسالة الأمن التي وجهها إمام الجماعة إلى العالم كله، إنها أفضل رسالة بحسب رأيي. وأرى ضروريا جدا أن يُزال الخوف من أن المسلمين سيسيطرون على هذا المنطقة. لقد وضّح أنه ما دام ليس هناك من يتآمر أو يسعى للقضاء على المسلمين لذا لا مبرر لدى المسلمين أيضا أن يقوموا بما من شأنه أن يشعل فتيل الحرب.
نشاطات على هامش برنامج الزيارة
والآن أبين لكم بعض المعلومات ذات العلاقة. وهناك في مسجد مدينة صهيون عقد معرض -لعلكم شاهدتموه على أيم تي ايه أيضا- عن مباهلة المسيح الموعود مع دوئي، وعرضت فيه قصاصات من الجرائد التي نشرت هذه المباهلة. وقد كتب المسيح الموعود في المجلد الثالث من مجموعة الإعلانات أسماء اثنتين وثلاثين جريدة وقال هذا فقط ما وصل إلينا من الجرائد ويتبين من هذا العدد الكبير أن مئات الجرائد تكون قد ذكرت هذه المباهلة. فقامت الجماعة في أمريكا بمزيد من البحث والتحقيق ووجدت جرائد أخرى.
إضافة إلى هذه الجرائد الاثنتين وثلاثين التي قد ذكرها سيدنا المسيح الموعود ، قد عثروا على مائة وثمانية وعشرين جريدة إضافية التي تحدثت عن دعوة المباهلة الموجهة إلى دوئي، وهكذا صار العدد الإجمالي لهذه الجرائد مائةً وستين جريدة، وهي كلها معروضة بصورة ديجيتل في المعرض المقام في مسجد الفتح العظيم، وقد زاره الناس ليروا هذه الجرائد بأم أعينهم.
التغطية الإعلامية للأحداث
قامت شتى وسائل الإعلام بتغطية أخبار افتتاح مسجدنا في مدينة صهيون. فقد نشرت جريدة أميريكان نيوز أيجينسي ايسوس يونايتد بريس مقالاً بشأن جولتي وافتتاح مسجد الفتح العظيم، بعنوان: ( Two prophets’ century old prayer … inspire Zion mosque). دعاء المباهلة بين نبيين قبل قرن من الزمان هو الأساس لمسجد صهيون.
وبحسب موقع أوت ليتس الإعلامي، فإن عدد قرائها يبلغ نصف سكان العالم. وقد نُشر هذا المقال في أربعمائة واثني عشر قناة إعلامية في ثلاثة عشر بلدًا من بلدان العالم، وكذلك في الجرائد الشهيرة بما فيها واشنطون بوست، ا ب سي نيوز، تورنتو ستار، دي هيل وغيرها. وكان هذا المقال من بين أفضل عشرة مقالات المنشورة في ايسوس يونايتد بريس. مما يعني أنه لقي إقبالا كبيرا من الناس، ليصير بين أفضل العشرة مقالات.
وقد ورد في هذا المقال أن معجزة مقدسة حصلت قبل مائة وخمسة عشر عاما في مدينة صهيون، ويؤمنون بها ملايين المسلمين الأحمديين. ويولي الأحمديون أهميةً مقدسة كبيرة لهذه المدينة الصغيرة الواقعة على شاطئ بحيرة متشيغن على مسافة أربعين ميلا من مدينة شيكاغو. لقد بدأ اهتمام الجماعة الأحمدية بهذه المدينة قبل أكثر من قرن نتيجة مباهلة ونبوءة.
أُسست مدينة صهيون على يد مسيحي ثيوكريسي اسمه جون اليكسندر دوئي في عام 1900، الذي كان أحد المبشرين المسيحييين الإينجلست، وأول مبشري بينتي كوستل. ويعتقد الأحمديون أن مؤسس جماعتهم حضرة مرزا غلام أحمد دافع عن الإسلام ضد بذاءة دوئي وهجماته على الإسلام، وقد هزمه الأولُ في هذه الحرب المقدسة بسلاح الدعاء فحسب. إن سكان مدينة صهيون الحاليين كلهم تقريبا لا يعلمون شيئا عن هذه الحرب المقدسة التي وقعت في الماضي، ولكنها ذات أهمية بالغة بحيث جعلت اهتمامهم بمدينة صهيون اهتماما أبديا. فقد اجتمع آلاف المسلمين الأحمديين من كل أنحاء العالم في هذه المدينة لإنعاش ذكرياتِ هذه المعجزة التي عمرُها قرن من الزمان وتاريخِ مدينة صهيون ولافتتاح أهمِّ معالمهم الدينية، أعني أول مسجد أحمدي في هذه المدينة.
ثم بعد ذلك ذكر صاحب المقال ما لا بأس به من تاريخ دوئي القديم، ثم قال: إن الأحمديين يؤمنون أن مؤسسهم مرزا غلام أحمد -وهو من مواليد 1835- كان ذلك المصلح الذي بشر به مؤسس الإسلام، وأنه جاء مثيلا لسيدنا المسيح، ومجيئه بمنزلة المجيء الثاني للمسيح. كما تمت في كندا تغطية جولتي لمدينة صهيون وافتتاحي لمسجد الفتح العظيم على نطاق واسع. بفضل الله تعالى قد غطت تسع جرائد كبرى وستًّا من دور النشر على الموقع الالكتروني ومحطة إذاعة جولتي لمدينة صهيون، وهكذا بُلِّغَتْ رسالتنا إلى ثمانمائة وسبعة وخمسين ألف شخص في كندا. علاوة على الولايات المتحدة وكندا، فقد قامت بتغطية هذا الحدث الجرائدُ أون لاين في اليونان، وتايوان، والهند، وهونغ كونغ، بيرو، الفلبين، جنوب أفريقيا، تنزانيا، وفيتنام. والمقال الذي نشر في وكالات الأنباء الأمريكية ايسوس يونايتد بريس والذي أشرت إليه آنفا، قد نُشر أيضا في مائتي جريدة أمريكية، وفي مائة وست وسبعين من الجرائد الإلكترونية.
كما أن القناة ايم تي اي أفريقيا أيضا قامت ببث حي لفعاليات هذه المناسبة. وقام التلفاز الوطني في كل من غامبيا وسيراليون والسنغال ببث حي للحدث، وهكذا قد شاهده ملايين الناس.
ويقول صاحب التقرير: قبْل افتتاح مسجد الفتح العظيم في مدينة صهيون بدأت استوديوهاتنا البث المباشر بنصف ساعة تقريبا، حيث بيّنّا باللغة المحلية خلفيةَ نبوءة المسيح الموعود عن الكسندر دوئي. في أفريقيا كلها، تمت التغطية عبر التقارير الإخبارية، والتلفاز والإذاعة والجرائد. وقد أشيعت هذه التقارير الإخبارية في خمس قنوات في أوغندا، وفي التلفاز في غانا، نيجيريا، سيراليون ورواندا. وكتب أمير الجماعة في سيراليون: هناك صديق قديم لنا منذ عشرين سنة، وقد بايع في الجلسة السنوية بالمملكة المتحدة، فهو عندما شاهد فعاليات الحدث في مدينة صهيون قال لي: لقد تأسفت جدا في ليلة هذا الحدث على تأخري في البيعة كل هذا التأخير. أقول والحق أقول: عندما شاهدت برنامج مسجدنا في مدينة صهيون قلت في نفسي لو أن السيد الأمير حكى لي واقعة الكسندر دوئي من قبل فلربما بايعت قبل عشرين سنة.
فإني لم أقتنع بأي واقعة دينية قط كاقتناعي بهذه النبوءة بشأن مدينة صهيون. لقد شاهدت فيها أكبر مباهلة في هذا العصر، والأكبر من ذلك أن هذه الواقعة قد حدثت في عصرنا وتحت رقابة وفحص كاملينِ من قبل وسائل الإعلام الغربي. لقد تنبأ حضرة الإمام المهدي عن المستقبل وكأنه كان موجودا في مكان صدور القرارات.
ثم قال: وأرى أن علينا تقديم هذه النبوءة المتعلقة بصهيون كما نبلغ الدعوة لمن هم ليسوا من جماعتنا، لأنها نبوءة قوية ودليل عظيم. في الليلة التي بايعت فيها شعرتُ بأني قد اتخذت قرارا صائبا، أما اليوم فبعد معرفة النبوءة المتعلقة بصهيون فقد تنفست الصعداء وأيقنت أن بحثي عن الحق لعشرين عاما لم يذهب سدى، وأنني كنت مصيبا في اتخاذ هذ القرار.
اللقاءات بالسفراء والمبايعين الجدد
وكان من بين أنشطتي الأخرى هنالك في واشنطن وفي مسجد ميريلاند لقائي بسفراء غانا وسيراليون، حيث تحدثنا عن أحوال بلادهما. كان اللقاء معهما لقاء جيدا. ثم كان لقاء مع المبايعين الجدد حيث حضره حوالي خمسةوأربعون منهم. وكنت أمرت الجماعة بالبحث عن الأحمديين القدامى، فبحثوا عن بعض منهم. كان بعض هؤلاء المبايعين الجدد تعرضوا للمعارضة ولكنهم ظلوا ثابتين. وقد أخبر أحد المبايعين الجدد أن عائلته لما علمت بأنه صار أحمديا خالفتْه بشدة، وتخلت عنه وتركته.
وقال أحد الأحمديين المبايعين من بنغلاديش: لقد بذل الداعية المحترم وقتا كثيرا في شرح الأمر لي بمنتهى الصبر والمثابرة، وقد فهمت الأمر جيدا الآن. ثم خاطب هذا الأخ المبايعين الجدد الآخرين وقال بكل حماس: الآن قد استوعبت الأحمديةَ، وها إني أخبركم أنها هي الإسلام الصحيح، فلا تتركوها أبدا. وكان بين المبايعين الجدد أحدُ الأمريكان الذي اسمه كرستوفر وكان مسيحيا قبْل أن يصير مسلما أحمديا، فطلب مني أن يبايع على يدي أيضا، فتمت البيعة التي كان لها تأثير طيب على الأحمدين القدامى والجدد، المقيمين هنالك من قبل وكذلك الذين جاءوا مؤخرا من باكستان لاجئين. فكلهم وجدوا الفرصة للبيعة وكانت كيفيتهم عاطفية جدا.
باختصار، قد منَّ الله تعالى علينا في هذه الجولة بأفضال كثيرة من كل النواحي، ونسأل الله تعالى أن يمن علينا بها في المستقبل أيضا على الدوام.