أحداثٌ كِبارٌ في العامِ الثاني الهجري

أحداثٌ كِبارٌ في العامِ الثاني الهجري

حضرة مرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

حضرة مرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام

المسيح الموعود والإمام المهدي (عليه السلام)
  • مسائل فقهية مستنبطة من قصة إسلام أبي العاص بن الربيع
  • أول عيد أضحى في تاريخ الإسلام

____

مسائل فقهية مستنبطة من قصة

 إسلام أبي العاص بن الربيع

 خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد

 أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u

بتاريخ 20/10/2023م

في المسجد المبارك بإسلام آباد في بريطانيا

اليوم أيضا سأذكر من خلال السيرة النبوية الشريفة بعض الأحداث التي وقعت بعد بدر مباشرة، فمن بين تلك الأحداث قصة إسلام أبي العاص صهر النبي محمد . فقد رُوِي أن النبي أرسل زيد بن حارثة إلى موضع يسمى «العيص» في جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة. وهو موضع على مسافة أربع ليال من المدينة، ومسافة ليلة تعني بحسب المؤرخين اثني عشر ميلا، فهكذا مسافة أربع ليالٍ تكون ثمانية وأربعين ميلا. وتفصيل إرسال هذه السرية أن النبي أرسل زيد بن حارثة مع سبعين صحابيا في جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة. وورد عن سبب إرسال هذه السرية أن رسول الله علم أن عيرا لقريش قد أقبلت من الشام فبعث هذه البعثة. وكان العائد من تجارة هذه العير مُستخدم في تمويل الحرب على المسلمين. فأخذوها وما فيها، وأسروا أناسا ممن كانوا في العير ومنهم أبو العاص.

كتب حضرة مرزا ​​بشير أحمد في سيرة خاتم النبيين أن من الأسرى الذين أسروا في سرية العيص أبو العاص بن الربيع، وهو صهر النبي ومن أقرباء خديجة رضي الله عنها. وقبل ذلك، كان قد أُسر أيضًا في غزوة بدر، ولكن في ذلك الوقت أطلق النبي الكريم سراحه على شرط أن يصل إلى مكة ويرسل ابنته زينب رضي الله عنها إلى المدينة. قد وفى أبو العاص بهذا الوعد، لكنه كان لا يزال على الشرك. عندما حبسه زيد بن حارثة وجاء به إلى المدينة، كان ذلك وقت الليل، ولكن بطريقة ما أرسل أبو العاص إلى زينب بنت النبي أن خُذي لي أماناً من أبيك، فخرجتْ فأطلَّتْ برأسِها من بابِ حُجرتِها ورسولُ الله في الصُّبح يُصلِّي بالناس، فقالت: يا أيها الناس أنا زينب بنت رسول الله ، وإني قد أَجَرْتُ أبا العاص، فلما فرغ رسول الله من الصلاة قال: يا أيها الناسُ إني لم أعلمْ بهذا حتى سمعتُموه(1). لكن جماعة المؤمنين لها حكم روح واحدة. وإذا أجار أحدهم كافرا وجب احترامه. ثم التفت النبي إلى زينب وقال لمن آويته نؤويه، والمال الذي أُخِذ من أبي العاص في هذه الغزوة رجع إليه. ثم عاد إلى البيت فقال لابنته زينب: أي بنية أكرمي مثواه، ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له. وبعد الإقامة في المدينة بضعة أيام، عاد أبو العاص إلى مكة، لكن ذهابه الآن إلى مكة لم يكن بغرض الإقامة هناك، لأنه سرعان ما تخلص من عمله وغادر إلى المدينة ناطقا بالشهادتين وجاء إلى النبي وأسلم. فأرجعه النبي إلى زينب من دون عقد قران جديد. وورد في بعض الروايات أن زينب وأبا العاص تزوجا مرة أخرى في ذلك الوقت، ولكن الرواية الأولى القائلة بأنه لم تكن هناك حاجة إلى عقد قران جديد هي الأقوى والأجدر بالاعتبار.

من هنا نستنبط أنه إذا انفصلت المرأة عن زوجها بسبب كفره ثم أسلم الرجل فلا داعي لعقد القران مرة أخرى.

وفاة زينب بنت النبي

لم تعش زينب طويلاً بعد إسلام زوجها. وتوفيت سنة 8 للهجرة. فغسلتها أم أيمن، وسودة، وأم سلمة، وأم عطية وفق تعليمات النبي .

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ : اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا وَاجْعَلْنَ فِي الْخَامِسَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا غَسَلْتُنَّهَا فَأَعْلِمْنَنِي. قَالَتْ: فَأَعْلَمْنَاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ وَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاه(2).

والحقو قماش يُربط على الخصر ويلتصق بالجسم. ثم صلى النبي عليها ودفنها.

تركت زينب طفلين، هما عليٌّ وأُمامة. وفي رواية أن عليًّا مات صغيرًا، وفي رواية أخرى أنه بلغ سن الرشد. وقد روى ابن عساكر أنه استشهد في معركة اليرموك. وكان ردف النبي في فتح مكة. وقيل عن أمامة أن حضرة علي تزوجها بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها.

وكانت تجارة أبي العاص في مكة، فلم يستطع البقاء في المدينة، وبعد إسلامه استأذن النبي ثم رجع إلى مكة. وبسبب إقامته في مكة لم يستطع أن يشترك في الغزوات. ولم يشارك إلا في سرية واحدة أُرسلت عام 10 للهجرة بقيادة علي . وولّاه علي على اليمن عند عودته من اليمن. وبعد وفاة زينب لم يعش أبو العاص طويلا وتوفي سنة 12 للهجرة.

وقد كتب حضرة مرزا ​​بشير أحمد مبينا رِضَى النبي عن أبي العاص في كتابه سيرة خاتم النبيين: كان أبو العاص بن الربيع صهر النبي من أقارب المرحومة خديجة رضي الله عنها، فهو ابن شقيقها، ومع كونه مشركا كان يُحسن معاملة زوجته، وحتى بعد إسلامه ظلت العلاقة بين الزوج والزوجة وطيدة. ولذلك كان النبي يمدح أبا العاص كثيرا من هذه الناحية لأنه أحسن إلى ابنته. توفي أبو العاص سنة 12 للهجرة في عهد أبي بكر ، لكن زوجته توفيت في حياة النبي .

يتبين من رواية سالفة عن سيدنا علي أنه جعل  أبا العاص واليا أولا، ولكنها مشكوك فيها. إن ابنته «أمامة» التي كانت محبّبة إلى النبي كثيرا نكحها سيدنا علي بعد وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها، ولكنها لم تُنجب.

وقد كتب أيضا مؤلف «سيرة خاتم النبيين»: لقد سُميت غزوة السويق بهذا الاسم لأنه عندما عاد أبو سفيان وأصحابه إلى مكة جعلوا يتخففون للهرب فيلقون في الطريق جرب السويق وهي عامة أزوادهم(5).

غزوة السويق

وقعت غزوة السويق في ذي الحجة في العام الثاني من الهجرة، ولها قصة، ذلك أن أبا سُفيانَ حين رجع إلى مكَّةَ مِن بدرٍ كان قد نذَر أن لا يَمَسَّ رأسَهُ ماءٌ مِن جَنابَةٍ، حتَّى يغزو محمَّدًا، فخرج في مِائتي راكبٍ مِن قُريشٍ لِتَبرَّ يَمينَه فسلك النَّجْدِيَّةَ حتَّى نزل بصَدرِ قناةٍ إلى جبلٍ يُقالُ له نَيْبٌ مِنَ المدينةِ على بَريدٍ أو نحوهِ، (وهذا الجبل يقع على بُعد 12 ميلا من المدينة تقريبا، والقناة أحد الوديان الثلاثة المعروفة بين المدينة وأُحد)، ثمَّ خرج أبو سفيان من اللَّيلِ حتَّى أتى بني النَّضيرِ تحت اللَّيلِ فأتى حُيَيَّ بنَ أَخْطَبَ فضرَب عليه بابَهُ، فأبى أن يفتحَ له وخافَهُ، فانصرف عنه إلى سَلَّامِ بنِ مِشْكَمٍ، وكان سَيِّدَ بني النَّضيرِ في زمانِه، فاستأَذن عليه فأَذِنَ له، فَقَراهُ وسَقاهُ، وبَطَنَ له مِن خبرِ النَّاسِ، (أي أطلعه على شيء من خبر النبي ، من مِثل أنه ماذا كان يقوم به كل يوم، وأين يكون وفي أي وقت) ثمَّ خرج في عَقِبِ ليلتِه حتَّى أتى أصحابَه فبعث رِجالًا مِن قُريشٍ فأتَوْا ناحيةً منها يُقالُ لها: العُرَيْضُ فحَرقوا في أَصْوارٍ مِن نَخلٍ بها، ووجدوا رجلًا مِنَ الأنصارِ وحليفًا له في حَرْثٍ لهما فقَتلوهُما وانصَرفوا راجِعين، وقد ورد في رواية أن اسم هذا الأنصاري هو معبد بن عمرو، فنَذَرَ بِهم النَّاسُ، فاستعمل رسولُ الله على المدينة بشير بن عبد المنذر، وخرج في طَلَبِهم يوم الأحد الخامس من ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا في مائتين من المهاجرين والأنصار حتى بلغ قَرْقَرَةَ الكُدْرِ (وهو موضع بناحية معدن بني سليم قريب من الأرحضية، وبين المعدن وبين المدينة 96 ميلا، وقيل إنه ماء بني سليم)، ثمَّ انصرف راجعًا وقد فاتَهُ أبو سُفيانَ وأصحابُه، ووجد أصحابُ رسولِ الله أَزوادًا كثيرةً قد أَلقاها المشركون يتَخفَّفون منها، وعامتُها سَوِيقٌ، فسُمِّيتْ غَزوةَ السَّوِيقِ(3). وانصرف رسول الله راجعا إلى المدينة، وكان قد غاب خمسة أيام، وقال المسلمون لرسول الله حين رجع بهم: يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة؟ قال: نعم(4).

إذن، هذه غزوة على أية حال، سواء أنشبت الحرب أم لا.

لقد أورد حضرة مرزا بشير أحمد هذه الواقعة في سيرة خاتم النبيين بما تفصيله: بعد غزوة بدر أقسم أبو سفيان على أنه لن يتقرب من زوجته ولن يدهن شعره ما لم يثأر لقتلى بدر. فخرج من مكة بعد شهرين أو ثلاثة أشهر بعد بدر مع مائتَي فارس مدججين بالسلاح ووصل إلى المدينة مرورا بنجد. وأنزل جيشه على مقربة من المدينة، وخرج بنفسه في جنح الليل ووصل إلى بيت حُيَي بن أخطب، سيد قبيلة بني نضير اليهودية واستعان به. ولكن لما كانت بعض ذكريات الميثاق حية في ذهنه فأنكر حيي بن أخطب ذلك وقال: بيننا ميثاق فلا أستطيع أن أبوح به لك ولا أستطيع أن أجيرك. ثم ذهب أبو سفيان متخفيا إلى سيد بني نضير الثاني واسمه سلام بن مشكم واستعان به ضد المسلمين. فرمی هذا الزعيم الشقي العهود والمواثيق كلها عُرض الحائط بكل جسارة ورحب بأبي سفيان أيما ترحيب وأقامه عنده ليلا وأخبره بأحوال المسلمين. خرج أبو سفيان من عنده قبيل انفلاق الصباح ووصل إلى جيشه وأرسل كتيبة من قريش للهجوم غيلة على وادي العريض قرب المدينة. في تلك الأيام كانت مواشي المسلمين ترعى في هذا الوادي وكان يقع على بُعد ثلاثة أميال فقط من المدينة. ولعل أبا سفيان علم ذلك من سلام بن مشكم. لما وصلت كتيبة قريش إلى هنالك مواشي المسلمين لحسن الحظ موجودة فيه، إلا أن مسلما من الأنصار مع صاحبه كان موجودا. فبطش بهما جيش قريش وقتلوهما غدرا. ثم أحرق جيش قريش النخل والبيوت وعادوا إلى مقر أبي سفيان. رأى أبو سفيان هذا النجاح وفاء بنذره فأمر الجيش بالعودة. ومن ناحية أخرى لما علم النبي بهجوم أبي سفيان خرج مع جماعة من الصحابة لملاحقته ولكن أبا سفيان ما كان يريد أن يجعل وفاءه بنذره محل شك فهرب مذعورا حتى إن المسلمين لم يقدروا على ملاحقة جيشه. فرجع النبي بعد بضعة أيام.

وقد كتب أيضا مؤلف «سيرة خاتم النبيين»: لقد سُميت غزوة السويق بهذا الاسم لأنه عندما عاد أبو سفيان وأصحابه إلى مكة جعلوا يتخففون للهرب فيلقون في الطريق جرب السويق وهي عامة أزوادهم(5).

لقد ورد أن غزوة باسم السويق وقعت في العام الرابع من الهجرة بعد غزوة أُحد أيضا. فقد ذُكرت غزوتان باسم غزوة السويق، إحداهما وقعت بعد غزوة بدر التي ذُكرت تفاصيلها آنفا. والثانية بعد غزوة أُحد.

أما في كتب السيرة الأخرى مثل السيرة النبوية لابن هشام وسبل الهدى وغيرهما فقد ذُكرتْ هذه الغزوة باسم غزوة بدر الموعد(6). وأعرض هنا لجانب من أحداثها أيضا بإيجاز.

لما أراد أبو سفيان الرجوع يوم أُحد نادى وخاطب رسول الله قائلاً: بيننا وبينكم وعد بدر الصفراء بعد عام وسوف نتقاتل هناك. (بدر الصفراء كان مكانا لاجتماع العرب وسوقهم) فقال رسول الله لعمر أن يقول نعم، إن شاء الله. فتفرق الناس على هذا الوعد.

فلما كان العام المقبل خرج رسول الله إلى بدر، حسب الوعد مع أبي سفيان. ولما وصل إلى هناك أقام ثماني ليال ينتظر أبا سفيان. أما أبو سفيان فأقام مع أهل مكة في المجنة بضواحي مر الظهران. (والمجنة أيضا مدينة في مر الظهران بالقرب من جبل الأصفر على بُعد بضعة أميال من مكة) وبعد ذلك رجع مع أصحابه بحجة الجدب. فسمى أهل مكة ذلك الجيش «جيش السويق»، ويقولون: خرجوا يشربون السويق.

على أية حال، يُضحّى في سبيل الله يوم عيد الأضحى وبعده ليومين آخرين بملايين الحيوانات في العالم الإسلامي بأكمله، وبهذه الطريقة يتم إحياء ذكرى تلك التضحية العظيمة بين المسلمين التي قدّمها إبراهيم وإسماعيل والسيدة هاجر عليهم السلام، والتي كانت حياة النبي الكريم أفضل مثال لها، ومن خلالها يتم تنبيه كل مسلم أن يكون على استعداد للتضحية -في سبيل ربه ومولاه- بحياته وماله وبكل ما له.

أول عيد أضحى في الإسلام

لقد تزامن رجوع المسلمين من غزوة السويق في السنة الثانية للهجرة، مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى الأول، فصلى النبي صلاة العيد. خرج النبي من المدينة مع أصحابه في العاشر من ذي الحجة، وصلى العيد جماعة ونحر هناك بيده المباركة.

وفي رواية: حلّ عيد الأضحى لما رجع النبي من غزوة بني قينقاع إلى المدينة. ضحى رسول الله ومن استطاع من أصحابه في يوم العاشر من ذي الحجة. خرج بالناس إلى المصلى وقد صلى رسول الله بالناس في المدينة. ثم ذبح بالمصلى بيده المباركة شاتين وقيل ذبح شاة واحدة.

وأورد الطبري رواية عن جابر بن عبد الله يقول فيها: «لما رجعنا من بنى قينقاع ضحينا في ذى الحجة صبيحة عشر، وكان أول أضحى رآه المسلمون، وذبحنا في بني سلمة فعددت في بني سلمة سبع عشرة أضحية.»(7).

أما في سيرة خاتم النبيين فقد أورد مرزا بشير أحمد بهذا الخصوص ما يلي: في شهر ذي الحجة من العام نفسه، شُرِّعَ العيد الإسلامي الثاني، أي عيد الأضحى، والذي يحتفل به المسلمون في العاشر من شهر ذي الحجة في جميع أنحاء العالم. وفي هذا العيد، الذي هو العيد الحقيقي لكل مسلم صادق، يجب -إضافة إلى أداء الصلاة- أن يُقدِّم أضحية ويوزع لحمها على أحبابه وأقاربه وأصدقائه وجيرانه وغيرهم من الناس ويأكل منها أيضا(8).

يكتب حضرة مرزا بشير أحمد بعض التفاصيل لمثل هذه الأمور حتى نتعلم خلال ذلك بعض المسائل الدينية الأساسية. وكان هذا الأمر آنف الذكر يتعلق بتوزيع لحوم الأضاحي.

على أية حال، يُضحّى في سبيل الله يوم عيد الأضحى وبعده ليومين آخرين بملايين الحيوانات في العالم الإسلامي بأكمله، وبهذه الطريقة يتم إحياء ذكرى تلك التضحية العظيمة بين المسلمين التي قدّمها إبراهيم وإسماعيل والسيدة هاجر عليهم السلام، والتي كانت حياة النبي الكريم أفضل مثال لها، ومن خلالها يتم تنبيه كل مسلم أن يكون على استعداد للتضحية -في سبيل ربه ومولاه- بحياته وماله وبكل ما له. يُحتفل بهذا العيد أيضا، مثل عيد الفطر، عند إتمام عبادة إسلامية عظيمة وهي الحج.

 

زواج علي وفاطمة (رضي الله عنهما)

لقد تم زواج فاطمة رضي الله عنها في العام الثاني الهجري، تقدّم علي إلى النبي للزواج من فاطمة فقبله النبي بكل سرور.

عن أنس قال: بعد ذلك خطب أبو بكر وعمر إلى النبي ابنته، فسكت ولم يجب أحدهما.

ولكن يتضح من الروايات أن أول من طلبها هو أبو بكر وعمر ثم طلبها علي.

على أية حال عن علي قال: أتيت النبي وقلت: تُزوّجني فاطمة؟ قال : وما عندك لمهرها؟ قلت: فرسي ودرعي. قال: أما فرسك فلا بد لك منه، وأما درعك فبعْه، فبعتُها بأربعمائة وثمانين درهما ودبّرت مبلغًا للمهر.

ووفق إحدى الروايات باع عليّ درعه لعثمان رضي الله عنهما فأدى له عثمان ثمنه ثم ردّ عليه درعه أيضا. يقول علي فأتيت النبي بتلك الدراهم فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال يا بلال أبغِنا بها طيبا، وأمر بعض الناس أن يجهزوها، فجُعل لها سرير ووسادة من أدم حشوُها ليفٌ. (يمكن المهر على هذا النحو أيضا. يرى البعض أن الزواج قد تمّ فلا داعي الآن لأداء المهر، ولكن المثال الذي نلاحظه هنا هو أن نفقات الزواج قد تمّت من المهر نفسه.) وفي رواية قال النبي عند تزويج فاطمة من علي: إن الله تعالى أمرني به.

وبعد أن ودّع النبي فاطمة قال لعلي: إذا أتتْك فلا تحدثْ شيئا حتى آتيك، فجاءت فاطمة مع أم أيمن فقعدت في جانب البيت، وأنا في جانب، فجاء النبي فقال: أَهَهُنَا أخي؟ فقالت أم أيمن أخوك؟ وقد زوجته ابنتك؟ فقال: نعم. (لأنه لم يكن عليٌّ أخًا حقيقيا للنبي وكان بالإمكان أن يتزوج مثل هذا الأخ من بنت أخيه غير الشقيق)

فدخل النبي وقال لفاطمة: ائتيني بماء، فقامت إلى قدح في البيت، فجعلت فيه ماءً فأتته به فأخذ منه بفيه، فمج فيه ثم قال لها: قومي، فقامت وتقدّمت نحوه، فنضح عليها وعلى رأسها ثم قال داعيًا لها:

اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال لها: أدبري فأدبرتْ فصب بين كتفيها، ثم عمِل العمل نفسه مع علي أيضا ثم قال له: ادخل بأهلك بسم الله والبركة(9).

كذلك هناك رواية عن علي قال: توضأ النبي في إناء ثم نضح الماء على علي وفاطمة رضي الله عنهما، وقال: اللهم بارك فيهما وبارك لهما في شملهما.

رُوِي عن عائشة وأُمِّ سلمة رضي الله عنهما؛ قالتا: أمرَنا رسول الله أَنْ نُجَهِّزَ فاطمةَ حَتى نُدْخلها على عليٍّ، فعمدنا إلى البيت، فَفَرَشناه ترابا لينًا مِنْ أعراض البطحاء، ثم حشونا مرفقتين ليفًا، فنفشناه بأيدينا، ثم أطعمنا تمرًا وزبيبًا وسقينا ماءً عذبًا، وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب، ويعلق عليه السقاء، فما رأينا عُرْسا أحسن من عرس فاطمة.

وكان طعام الوليمة من التمر والشعير والأَقط والحَيْس، والحيس طعام يحضَّر من التمر والأقط والسمن.

عن أسماء بنت عُميس قالت: ما رأينا في ذلك الوقت وليمة أحسن من هذه الوليمة. فهذا العرس والوليمة مثال للبساطة.

ورد في سيرة خاتم النبيين تفصيل عن زواج فاطمة من علي رضي الله عنهما، فأود أن أذكره أيضا لأن فيه أمور إضافية، وبيانها ضروري.

فقد ورد فيه: كانت فاطمة أصغر أولاد النبي من بطن السيدة خديجة، وكان النبي يحبّ فاطمة أكثر من جميع أولاده، وكانت هي بسبب خصالها وصفاتها الذاتية جديرة بهذا الحب الخاص. فكانت لها كفاءات.

كان عمرها خمس عشرة سنة تقريبا حين كان الخطاب يتهافتون عليها، إذ خطبها أولا سيدُنا أبو بكر لكن رسول الله اعتذر ثم خطبها سيدنا عمر فرُفض طلبُه أيضا، وبعد ذلك أحس كلا الصالحَين أن رسول الله يريد أن يزوِّجها عليًّا فحثَّاه على أن يطلب من النبي يد فاطمة رضي الله عنها. وعلي الذي كان غالبا يريد ذلك سلفا لكنه كان صامتا استحياءً، جاء إلى النبي فورا وقدم طلبه. وفي الطرف الآخر كان النبي قد تلقَّى إشارة في الوحي أن يزوج فاطمة عليًّا رضي الله عنهما. فلما قدم علي طلبَه قال له النبي : لقد تلقيت الإشارة إلى ذلك من الله من قبل، ثم سأل السيدة فاطمةَ فصمتتْ حياء، وكان ذلك أسلوبا لإظهار الموافقة. فجمع النبيُّ جماعة من الأنصار والمهاجرين فأعلن قران فاطمة بعلي رضي الله عنهما، وكان ذلك في بداية السنة الثانية من الهجرة أو وسطها. ثم بعد معركة بدر تم العرس في ذي الحجة من السنة الثانية غالبا، حيث نادى النبيُّ عليًّا وسأله: هل عندك شيء للمهر؟  فقال علي : يا رسول الله ليس عندي شيء. فقال له النبي : أين الدرع الذي أعطيتُك من مغانم بدر؟ فقال علي هو عندي. فقال له النبي ائت به، فباعه بأربعمائة وثمانين درهما، فهيأ النبي من هذا المبلغ نفقات العرس. أما جهاز العرس الذي قدمه النبيُّ لفاطمة فكان يحتوي على رداء وفراش من أدم حشوه ليف، وقِربة، وفي رواية ذُكرت الرحى أيضا. فلما تيسرت هذه الأشياء فكَّر في البيت، فكان علي على أغلب الظن يقيم إلى ذلك الوقت مع النبي في حجرة من المسجد، وبعد العرس كان من الضروري أن يكون له بيتٌ يسكن فيه مع أهله. فقال النبي لعلي أن يبحث عن بيت يقيم فيه مع أهله، فدبر علي سكنا مؤقتا انتقلت إليه فاطمة رضي الله عنها بعد العرس. ثم في اليوم نفسه ذهب النبي إلى بيتهما وطلب شيئا من الماء ودعا عليه ثم رشَّه على فاطمة وعلي قائلا: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما نسلهما. وقد ذكرت لكم ذلك سابقا.

وهذا الدعاء يجب أن يردده والدا العروسين، ففي العصر الحاضر ظتحدث المشاكل بين الزوجين بعد العرس وهي في تزايد مستمر، وسببها تزايد حب الدنيا فقط، وقلة الاهتمام بالدين وأوامرِ الله ، فإذا آثر الزوجان الدين على الدنيا ودعوَا الله وأدى الوالدان أيضا دورهما هكذا فيمكن أن تنجح الزيجات. باختصار هذا الدعاء يعني يا إلهي، بارك في العلاقات بينهما، وبارك في علاقاتهما مع الآخرين وبارك في نسلهما. ثم ترك العروسين وعاد إلى مبيته. بعد ذلك ذات يوم حين ذهب النبي إلى بيت فاطمة قالت له: إن لحارثة بن النعمان الأنصاري بيوتا كثيرة فقل له أن يخلي لنا بيتا منها، لننتقل إليه ونعيش قريبا منك. فقال لها قد أخلى من أجلنا بيوتا كثيرة من قبل، وأستحيي من أن أطلب منه أكثر. فلما علِم بذلك حارثة جاء إلى حضرته فورا وقال له: إن كل ما لي لحضرتك، والله يا رسول الله إن ما تقبله مني يسرّني أكثرَ مما يبقى عندي. ثم أصرّ ذلك الصحابي المخلص على أن يخلي أحد بيوته وقدّمه للنبي ، فانتقل إليه علي وفاطمة رضي الله عنهما.

كان سيدنا علي وفاطمة رضي الله عنهما يتحليان بالزهد والقناعة رغم فقرهما وضيق يدهما، فقد ورد في الحديث

عن عَلِيٍّ أَنَّ فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ (إلى النبي ) فَلَمْ تَجِدْهُ، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا بقصدها. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ. فَجَاءَ النَّبِيُّ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَى مَكَانِكُمَا، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا؛ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ(10).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ تَسْأَلُهُ خَادِمًا وَشَكَتْ الْعَمَلَ، فَقَالَ: مَا أَلْفَيْتِيهِ عِنْدَنَا (أي لن تجِديه عندي)، قالَ: أَلَا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ؛ تُسَبِّحِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، حِينَ تَأْخُذِينَ مَضْجَعَكِ(11).

في سياق بيان سيرة النبي قد ذكر حضرة المصلح الموعود هذه الواقعة نقلاً عن البخاري وقال:

إن فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِن الرَّحَى، وفي هذه الفترة أَتَى النَّبِيَّ سَبْيٌ، فَأتت فاطمةُ النبيَّ فَلَمْ تَجِدْهُ في البيت، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ وأَخْبَرَتْهَا عن قصدها ورجعتْ. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا. تقول فاطمة: فَجَاءَ النَّبِيُّ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَلما رأيته أردت أن أقوم ولكنه قال: عَلَى مَكَانِكُمَا. فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي. فلما جلس قال أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا؛ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ(12).

 يقول حضرة المصلح الموعود: يتبين من هذه الواقعة أن النبي كان شديد الحذر في تقسيم الأموال حتى إن فاطمة كانت بحاجة إلى خادم وكانت الرحى تؤذي يديها ولكنه مع ذلك لم يعطها خادما، بل حثّها على الدعاء ووجهها إلى الله تعالى. كان بوسع النبي أن يعطيها خادما إن أراد، لأن الأموال التي تأتيه كانت للتوزيع على الصحابة وكان لعليّ فيها حقٌّ وكانت فاطمة رضي الله عنها أيضا تستحقّها، ولكنه كان حريصا على تلك الأموال ولم يُرد أن يعطيها أقاربه وذويه، إذ كان من الممكن أن يستنتج الناس من ذلك استنتاجا خاطئا في المستقبل، ويستبيح الملوك أموال الناس. (ولكن من سوء الحظ أن ملوك المسلمين في هذه الأيام يجيزون الاستيلاء على أموال الناس) فمِن باب الحذر لم يعط النبي فاطمةَ رضي الله عنها أيا من الخدام والجواري اللواتي جيء بهن عنده للتوزيع على المسلمين.

ولا يغيبن عن البال أن الأموال التي قد جعل الله تعالى فيها نصيبا للنبي ولأقاربه كان ينفقها على نفسه ويعطيها أقاربه أيضا، ولكنه ما كان يستخدم شيئا أبدا ما لم يحدَّد نصيبه فيها، كما لم يكن يعطيه حتى لأقرب أقاربه أيضا. هل يمكن الإتيان بنظير ملِكٍ من ملوك العالم يحافظ على بيت المال إلى هذا القدر؟ إذا أمكن العثور على أي نظير له فإنما يوجد بيْنَ خدامه فقط، ولا يمكن للأديان الأخرى أن تقدم نظيرا في هذا المجال أبدا. والباقي فيما بعد إن شاء الله.

عن عَلِيٍّ أَنَّ فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ (إلى النبي ) فَلَمْ تَجِدْهُ، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا بقصدها. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ. فَجَاءَ النَّبِيُّ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَى مَكَانِكُمَا، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا؛ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ(10).

حال العالم تستلزم دعاءنا

والآن أود أن أحثكم على الدعاء ثانيةً بخصوص أوضاع العالم. لقد بدأ الآن بعض الذين يكتبون في الصحف في العالم الغربي بل في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ويقولون: إن الانتقام له حدوده، ويجب على أميريكا وعلى بلاد الغرب أن تلعب دورها في الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل ويجب أن تسعى للصلح ووقف القتال. ويستدرك هؤلاء الكُتَّاب أيضا فيقولون: ولكن يبدو أن هؤلاء يأبون إلا إيقاد هذه الحرب بدلاً من إيقافها. كذلك نُشر أمس خبر مفاده أن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية الأميركية قد استقال، وعلل استقالته قائلا: لقد طفح الكيل الآن. يُصبّ على الفلسطينيين الأبرياء ظلم عظيم وعلى القوى الكبرى أن تنظر إلى ذلك.

وهذا يعني أنه يوجد بين هؤلاء القوم أيضا أناس شرفاء. كذلك نجد في بعض وسائل الإعلام في بعض الأحيان أن بعض الربيين اليهود أيضا يتكلمون لصالح الفلسطينيين رافعين أصواتهم ضد هذا الظلم.

وقال وزير الخارجية الروسي في تصريح له: لو استمرت هذه البلاد في سلوكها هذا فإن هذه الحرب سوف تنتشر في المنطقة كلها.

بل أرى أنها ستنتشر في العالم. فعليهم أن يرجعوا إلى الصواب. كما قلت من قبل يجب على الدول الإسلامية أن تتحد وترفع صوتا موحدا. يقال إن في العالم حوالي 53 أو 54 بلدا إسلاميا، ولو أنها رفعت صوتا موحدا لاكتسب قوة كبيرة وكان له تأثير كبير، وإلا فلا تأثير في صوت أو صوتين يرتفعان من هنا أو هناك. هذا هو السبيل لإرساء الأمن والسلام وإنهاء الحرب. لذا على البلاد الإسلامية أن تلعب دورها الفعال في إنقاذ العالم من الدمار. وفقها الله تعالى لذلك.

ولكن لا بد لنا من التركيز على الأدعية. نسأل الله تعالى أن ينهي هذه الحرب، ويحفظ الفلسطينيين الأبرياء المظلومين، ويحميهم من المزيد من الظلم، ويقضي على الظلم حيثما كان في العالم. وفقنا الله تعالى للدعوات.

الهوامش:

  1. الهيثمي، مجمع الزوائد
  2. صحيح مسلم
  3. ابن كثير، البداية والنهاية
  4. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، غزوة السويق
  5. مرزا بشير أحمد ، سيرة خاتم النبيين
  6. ابن هشام، السيرة النبوية
  7. تاريخ الطبري
  8. مرزا بشير أحمد ، سيرة خاتم النبيين
  9. عبد القادر المجلسي، كتاب نزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار
  10. صحيح مسلم، كِتَابُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ
  11. صحيح مسلم
  12. صحيح البخاري
Share via
تابعونا على الفايس بوك