-
- "حتى لو تركك كل الناس سأبقى بجانبك وأواجه كل المعادين وأكرس وقتي وأنكب على إكمال الرسالة..". هذه الكلمات صدرت عن ابن المسيح الموعود (عليه السلام) صاحب التسعة عشر ربيعا وهو جالس على فراش أبيه الذي يستقبل وجه ربه في السادس والعشرين من شهر آيار (مايو) لعام 1908م.
- وبذلك تحققت نبوءة الرسول الكريم محمد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عندما أخبر عن المهدي: "يتزوج ويولد له" وهذا يعني أن المسيح الموعود والمهدي المعهود سيكون له زواج ذو طبيعة خاصة ومن خلاله سيهبه الله أولادا يكونون له عون في حمل تلك المهمة المكلف بها.
- ولد الخليفة الثاني حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد في قاديان في الثاني عشر من كانون الثاني (يناير) عام 1889م حسب بشارات تلقاها حضرة والده قبل ولادته. تلقى الخليفة الثاني تعليمه في المدرسة الابتدائية الداخلية ومن ثم المدرسة العليا لتعليم الإسلام عند إطلاقها.
- دام عهد خلافته المبارك منذ عام 1914م حتى عام 1965م. قاد حضرته الجماعة الإسلامية الأحمدية واتخذ خطوات واسعة نلخصها فيما يلي:
- نشر الإسلام: أسس حضرته نظاما محكما لنشر تعاليم الإسلام داخل البلاد وخارجها وأبدى رغبته بوجود رجال يتقنون لغات متعددة من أجل سهولة نشر الإسلام ولذلك الهدف أسس هيئة دعوة التبليغ في العام 1919م و المدرسة الإسلامية الأحمدية ومن خلالهما سعى لتأمين بعثات تبشيرية إسلامية مما أدى إلى افتتاح مراكز تبشيرية في 46 بلد إسلامي في ذلك الوقت.
- الفهم القرآني: لقد صرح حضرته في كتاب (التفسير الكبير – المجلد السادس 6 الصفحة 483) بأن معظم العلوم والحقائق القرآنية قد أحاط بها عن طريق الإلهام وأن الله تعالى وهبه روحا معرفية وموسوعية وفهما عميقا للقرآن الكريم وموهبة الإقناع، وقد تحدى الكثيرين في ذلك إلا أن أحداً لم يستطع أن يقف أمامه. وقد اعترف بذلك زعيم إسلامي بارز وهو (مولوي ظفر علي خان) المحرر في صحيفة (Zamindar) اليومية في مدينة لاهور ورغم أن قلمه كان شديد المرارة اتجاه الجماعة الإسلامية الأحمدية قال ما ترجمته: "اسمعوا بآذان مفتوحة، أنتم وشركاؤكم لن تستطيعوا الصمود أمام ميرزا محمود حتى يوم القيامة. إن ميرزا محمود يملك القرآن معه، وعنده معرفة قرآنية عميقة، فماذا لديكم أنتم؟..أنتم لم تقرؤوا القرآن حتى في المنام." (Ek Khofnak Saazish الصفحة 196).
- ترجمة وطباعة معاني القرآن الكريم في عدة لغات:سعى حضرته إلى توجيه الجماعة للعمل على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى عدة لغات هامة في العالم حتى يتزود هؤلاء الذين لا يعرفون العربية بحكمة وعظمة هذا الكتاب السماوي وأكمل هذا العمل الخليفة الثالث والخليفة الرابع (رحمهما الله رحمة واسعة).
- إنشاء المساجد في البلدان الغربية: إن هدف الجماعة الإسلامية الأحمدية الرئيس هو نشر تعاليم الرسول الأعظم وتطبيقها، وقيادة الإنسانية نحو السمو الروحي، لذلك عملت الجماعة على إقامة المساجد وسعت لأن تكون المساجد مركزا تنويريا للعلوم الروحية والتدريب الديني. وفي عهد حضرته بنيت العديد من المساجد في في العديد من البلدان.
- التدريب الروحي للجماعة: حرص حضرته على العديد من العوامل التي تغرس الشخصية الروحية وتثمر روافد روحية ومن هذه العوامل:
- أكد على النظام الروحي للخلافة على أسس متينة وصرح قائلاً: الخلافة هي مركز وصدر النور السماوي فتمسكوا بها.
- أقام هيئات مستقلة في الجماعة الإسلامية الأحمدية وهي:
- هيئة أنصار الله للرجال فوق ال40 سنة .
- هيئة خدام الأحمدية للشباب تحت ال40 .
- هيئة أطفال الأحمدية للذكور تحت ال15 سنة.
- هيئة للجنة إماء الله للسيدات فوق ال 15 سنة.
- هيئة ناصرات الأحمدية للفتيات تحت ال 15 سنة.
- تعبئة الجماعة من أجل التضحيات: لقد خطط الخليفة الثاني وأعاد تنظيم الهيكل المالي للجماعة بوضع خطط أولية متنوعة مما يشجع على المساهمة والتبرعات ومنها:
- صندوق التحريك الجديد: الذي كان له الفضل الأكبر في إرسال البعثات التبشيرية في بلاد بعيدة وتمويلها بالشكل الذي تستطيع فيه تأسيس المساجد والمستشفيات والمدارس.
- صندوق الوقف الجديد: وهدفه إرسال المعلمين والمبشرين بعد إعدادهم إعدادا روحيا وعلميا إلى مناطق متعددة داخل وخارج الهند.
- زياراته التفقدية:رغم مشاغل الخليفة الثاني وحمل المسؤوليات، إلا انه زار أوروبا مرتين.المرة الأولى في عام 1924 ليشارك في مؤتمر الأديان ويفتتح مسجد "بيت الفضل" في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) مع 11 مرافقـا. ثم زيارة سريعة إلى دمشق وفلسطين ومصر. وقد عبر إيطاليا وفرنسا ليصل إلى إنكلترا. وأما زيارته لإنكلترا فقد كان لها صدى إعلامي. وظهرت صوره في الصحف تقديرا لمكانته..
- زيارته الثانية كانت في نيسان (إبريل) 1955م وخلالها زار دمشق وبيروت وجنيف وزيوريخ وهامبورغ, وصل لندن للعلاج من محاولة فاشلة لاغتياله حيث عانى من مرض معين. لكن رغم ألمه فتح عدة بعثات في أوروبا.
- كان حضرته حازماً حليماً، قائداً جريئاً، خطيباً بليغاً، ومفسراً مبدعا، وتحت قيادته انتشرت الجماعة الإسلامية الأحمدية في مختلف بقاع العالم بسرعة فائقة. بقي حضرته في منصب الخلافة حوالي اثنتين وخمسين سنة كانت حافلة بجلائل الأعمال. وقد لقي ربه في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1965م.