- ما أدلة الاتهام التي يتذرع بها المدعون بهذا الزعم؟
- ما أدلة براءة المسلمين التي يسوقها المفكرون والمستشرقون المنصفون؟
- من هو المرتكب الحقيقي لهذه الفعلة النكراء يا ترى؟
___
يحفل تاريخ الفتح الإسلامي لمصر بالكثير من الأحداث والتطورات التي اختلف حولها المؤرخون، وكان من بين هذه القضايا التي حاول بعضهم استغلالها لاتهام المسلمين بالهمجية والعنف، هي الزعم بأن العرب هم من أحرقوا مكتبة الإسكندرية وقضوا على مؤلفاتها التي لا تقدر بثمن.
سرد أدلة الاتهام
أول من وجه هذا الاتهام ونسب الحريق إلى عمرو بن العاص، هو المؤرخ والرحالة عبد اللطيف البغدادي الذي زار مصر في عام 595 هـ، حيث أورد الحديث عن حرق المكتبة بشكل عرضي في كتابه «الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهَدة والحوادث المعايَنة بأرض مصر»، فبالرجوع إلى نص الكتاب، يذكر البغدادي القصة بشكل عرضي خلال وصفه لمدينة الإسكندرية وعمود السواري، حيث يقول في الفصل الرابع من كتابه:
وقد ذكر الوزير جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى عام 646هـ) في كتابه أخبار الحكماء نفس القصة التي ذكرها ابن النديم بعد أن أضاف إليها أن عمراً بن العاص لما سمع من ألفاظه الفلسفية وحججه المنطقية التي لم يكن للعرب بها أنسة لازمه وكان لا يكاد يفارقه، وأنه نظراً لهذه الدالة التي كانت ليحيى على عمرو طلب منه ذات يوم تسلم بعض ما في خزائن الإسكندرية من كتب لينتفع بها. ولما كتب عمرو إلى الخليفة يستأذنه أمره الخليفة بإحراق ما في الإسكندرية من كتب.(2)
ومما يُقال أن المؤرخ ابن العبري (المتوفى سنة 685هـ) في إحدى طبعات كتابه «مختصر تاريخ الدول» والمنشورة في أوكسانيا عام 1663م ذكر أن ابن العاص بعدما تلقى رد الخليفة، قام بتفريق الكتب على حمامات الإسكندرية البالغة أربعة آلاف حمام، وأحرقها في مواقدها، وظلت مشتعلة فيها قرابة ستة أشهر متواصلة!(3)، بيد أننا بالاطلاع على طبعات أخرى من كتاب ابن العبري لا نجد للقول السالف أثرا(4). كذلك فإن العديد من المؤرخين والمستشرقين المعاصرين يرفضون هذه الرواية ويعتبرونها أسطورة أو خرافة لا أساس لها من الصحة.
عرض أدلة البراءة
إنَّ المؤرخ الذي يغرق بين الكتب فاحصاً مفكراً باحثاً عن الحقيقة، ويمعن إمعاناً دقيقاً بالنصوص التي يقرؤها، ويتفكر ويتدبر ما بين السطور لن يقف عند أدلة الاتهام السالفة التي لا تخرج عن قيل ويقال وما شاكل ذلك، بل سيتبين له أنه العديد من الأدلة، التي تكشف بطلان هذا الاتهام، وتؤكد براءة المسلمين من حرق المكتبة، التي كانت أهم منبر علمي وحضاري في العالم القديم برمته، ويقصدها العلماء والمفكرون من مختلف بقاع الأرض، وهي الأدلة التي نستعرضها في السطور التالية:
أول أدلة براءة المسلمين من تهمة حرق مكتبة الإسكندرية هو دليل توثيقي، حيث إن هذا الاتهام لم يظهر إلا بعد الفتح بأكثر من ستة قرون، ولم يذكر المؤرخون المعاصرون أو القريبون من زمن الفتح هذا الأمر، ويستوي في ذلك المسلمون وغير المسلمين.
وكان أول من ذكر واقعة الحرق، كما أسلفنا، هو عبد اللطيف البغدادي، الذي عاش بين القرنين السادس والسابع الهجريين، كما أن كتابه كما يظهر من عنوانه، كتاب رحلات ومشاهدات، وليس كتابا متخصصا في التاريخ والأخبار، وبالتالي لا يعتد به في المسائل التاريخية، ناهيك عن الشائكة منها.
وإذا قلنا بأن امتناع المؤرخين المسلمين الذين عاصروا الفتح عن ذكر هذه الحادثة له ما يبرره، وهو أن ذكرها مما يسيء إلى تاريخهم، فما الذي منع المؤرخين المسيحيين من ذكرها إذن؟! وقد كان منهم من هو شديد التعصب ضد المسلمين مثل «يوحنا النقيوسي» الذي كان واحدا من أكثر المؤرخين قربا من زمن الفتح وأحداثه، وقد أفاض في الحديث عن الإسكندرية ولم يتحدث عن مكتبتها أبدا.
إضافة إلى ما تقدَّم فقد زعم من اتهم المسلمين بحرق مكتبة الإسكندرية، أن المسلمين اعتادوا حرق الكتب عند فتحهم للبلدان، واستندوا في ذلك إلى رواية أوردها المؤرخ العثماني حاجي خليفة (توفي 1067هـ) قال فيها بأن المسلمين لما افتتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها وتنفيلها للمسلمين فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء فإن يكن ما فيها هُدًى فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه وإن يكن ضلالا، فقد كفانا الله تعالى، فطرحوها في الماء أو في النار(5).. وهذه الرواية المكذوبة لم يذكرها إلا حاجي خليفة، وهو مؤرخ متأخر كثيرا عن زمن الفتح، فلا يؤخذ بكلامه، ولا يعول عليه في المسائل التاريخية المتقدمة، لأنه توفي بعد فتح المسلمين لبلاد فارس بما يزيد على ألف عام، ولو أن المسلمين أحرقوا هذه الكتب لذكر ذلك الرواة والمؤرخون المعاصرون لزمن الفتح.
إنَّ المؤرخ الذي يغرق بين الكتب فاحصاً مفكراً باحثاً عن الحقيقة، ويمعن إمعاناً دقيقاً بالنصوص التي يقرؤها، ويتفكر ويتدبر ما بين السطور لن يقف عند أدلة الاتهام السالفة التي لا تخرج عن قيل ويقال وما شاكل ذلك، بل سيتبين له أنه العديد من الأدلة، التي تكشف بطلان هذا الاتهام، وتؤكد براءة المسلمين من حرق المكتبة، التي كانت أهم منبر علمي وحضاري في العالم القديم برمته، ويقصدها العلماء والمفكرون من مختلف بقاع الأرض
نقد رواية ابن العبري
بالعودة إلى رواية ابن العبري وإيلاؤها مزيدا من التأمل، سنجدها أشبه بالخرافة، فقد ذكر فيها أن كتب المكتبة وزعت على أربعة آلاف حمام، وأنها ظلت تستخدم وقودا لتسخين المياه لمدة ستة أشهر، وهذا غير معقول، فالمخطوطات التي ادّعي أنها أحرقت تبلغ 700 ألف كتاب، ولو وزّّعنا هذا العدد على عدد الحمامات، لبلغ نصيب كل حمام 175 كتابا، وهذا العدد لا يكفي لإيقاد حمام عدة أيام لا ستة أشهر كاملة، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن كثيرا من الكتب كانت مكتوبة على الجلد وهو لا يصلح للوقود أصلا.
ولو أن عمرُو بن العاص قصد تدمير المكتبة، لأحرقها في الحال وفي مكانها، ولم يتكلف مشقة نقلها، ثم إن نقلها إلى الحمامات يجعلها تحت رحمة أصحاب الحمامات لمدة ستة أشهر، وهذه المدة كافية لمن يريد الحصول على شيء منها، وخاصة يوحنا النحوي، أن يأخذ منها ما يشاء بمقابل أو بدون مقابل، ثم كيف يأبى عمرو أن يعطي هذه الكتب صديقه يوحنا النحوي ثم يعطيها لأصحاب الحمامات في المدينة؟!
غاية ما يمكن قوله أن المكتبة لم يكن لها وجود في زمن الفتح الإسلامي..
حقيقة الأمر.. من المتهم الحقيقي؟!
هناك أقوال لمؤرخين مبكرين توثق الحادثة، منها أن الكتب التي حوتها المكتبة أتلفتها النيران، ربما عرضا ودون قصد، في عام 48 ق.م، عندما هاجم يوليوس قيصر الإسكندرية. فقد روى المؤرخ «إليانوس مارسيلينوس» أن مكتبة الإسكندرية قد أصابها التلف التام عندما حاصر يوليوس قيصر المدينة، وتصدى له المصريون، فأعطى أوامره بإحراق جانب كبير من سفن أسطوله خشية أن يقع في أيدي المصريين، إلا أن الرياح جعلت النيران تمتد إلى قلب مدينة الإسكندرية، فالتهمت جزءا كبيرا من مكتبتها. وتفصيل ذلك أن حريق أسطول يوليوس قيصر (47ق. م) التهم الكثير من كتب المكتبة حيث بلغ عددها حوالي 400 ألف لفافة موجودة بالمخازن والذي يعتبر أول تخريب غير مقصود للمكتبة، وحاول يوليوس قيصر تعويض هذه الخسارة بإهداء الملكة كليوباترا 200 ألف مخطوطة من مكتبة برغامس سنة (41ق. م). فانتعشت المكتبة جزئيًا مرة أخرى.(6)
ثم زاد من خراب المكتبة وقضى على البقية الباقية منها قبل الفتح الإسلامي للإسكندرية، العداء الذي نشب بين المسيحيين وأتباع الديانة المصرية القديمة في تلك المدينة سنة 391م، إذ أشعل المسيحيون في ذلك الوقت موجة مناهضة لما دعوه بالوثنية، أُحرقت خلالها كمية كبيرة من كتب مكتبة الإسكندرية باعتبارها من مخلفات الوثنية حسب زعمِ المسيحيين.(7)
إضافة إلى ما سبق فقد أثبتت أبحاثٌ قام بها عدد من المؤرخين ومن بينهم «بتلر» صاحب كتاب «فتح العرب لمصر» أن يوحنا النحوي الذي نسب إليه ابن العبري أنه التقى بعمرو بن العاص وكلمه في شأن الكتب، مات قبل الفتح الإسلامي لمصر بثلاثين أو أربعين سنة، وهذا كاف لهدم رواية ابن العبري من أساسها.
فرضية جائزة
إذا فرضنا جدلا أن هذه المكتبة كانت موجودة عندما عقد المقوقس مع المسلمين صلح الإسكندرية، لقام الروم بنقلها إلى القسطنطينية، ولم يتركوها تقع في يد المسلمين، فقد نص في عقد الصلح على هدنة مدتها أحد عشر شهرا، يباح للروم فيها أن ينقلوا إلى بلادهم ما شاءوا من المتاع والأموال، ومن المستبعد أن يترك الروم هذه الكتب القيمة ولا يقومون بنقلها، إن لم يكن لقيمتها العلمية فلقيمتها المادية، لاسيما وأنهم كان لديهم من الوقت ما يمكنهم من نقل مكتبات لا مكتبة واحدة.
لا شكَّ أنَّ المقصود بهذه التهمة هو تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والإساءة إلى عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص رضي الله عنهما لما اشتُهرا بتقواهما وورعهما وحكمتهما في إدارة شؤون الرعية، فقد منع عمرو بن العاص أعوانه اليعاقبة أن ينتقموا من خصومهم الملكانيين، وخالف ما جرت عليه عادة الفاتحين من أقدم الأزمنة فأعلن حرية العبادة لجميع أهل المدينة
شهادات مستشرقين مرموقين
كثير من المستشرقين المنصفين الذين التزموا الحياد والتجرد، ورفضوا هذه المزاعم وردوا عليها، أمثال غوستاف لوبون في كتابه «حضارة العرب» فقد نفى هذه التهمة وقال بأنها مجرد خرافة، ويقول في هذا الصدد: «وأما إحراق مكتبة الإسكندرية المزعوم، فمن الأعمال الهمجية التي تأباها عادات العرب والمسلمين، والتي تجعل المرء يتساءل: كيف جازت هذه القصة على بعض العلماء الأعلام زمنا طويلا؟ وهذه القصة دحضت في زماننا فلا نرى أن نعود إلى البحث فيها، ولا شيء أسهل من أن نثبت بما لدينا من الأدلة الواضحة، أن المسيحيين هم الذين أحرقوا الكتب التي كانوا يعتبرونها شركية في مكتبة الإسكندرية قبل الفتح العربي مثلما هدموا التماثيل ولم يبق منها ما يحرق».
كما ذكر «ستانلي لين بول» في كتابه الهام «تاريخ مصر في العصور الوسطى»، إن عملية فتح المسلمين للإسكندرية، لم تشهد أي دمار أو نهب من قبل العرب، وليس هناك أية إشارة على ذلك في أي من المراجع المبكرة)8)، فمنذ استسلام المدينة المشروط لم يكن من المسموح السلب أو أخذ الغنائم، ويسجل يوحنا النقيوسي أن عمرًا بن العاص لم يأخذ شيئا من الكنائس ولم ينزل بها أي أذى من أعمال سلب أو غنيمة، بل على العكس قام بحمايتها في كل مكان، ويقر بذلك كل من فوت وهوبلر في كتابهما “ارتكابات الإفرنج”، حيث يقولان: “الدين الإسلامي لا يبيح إحراق الكتب”(9)
فيتبين لنا من كل ما سبق أن قصة تدمير مكتبة الإسكندرية وتوزيع الكتب على الحمامات، لم يتسن العثور عليها في أي من المصادر المبكرة، فضلا عن أنها ليست مذكورة من قبل أي كاتب يوناني، كما أنها متناقضة مع رواية يوحنا النقيوسي عن سياسة الحماية التي اتبعها عمرو بن العاص.
ما الغاية من إلصاق تهمة حريق مكتبة الإسكندرية بالمسلمين؟
لا شكَّ أنَّ المقصود بهذه التهمة هو تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والإساءة إلى عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص رضي الله عنهما لما اشتُهرا بتقواهما وورعهما وحكمتهما في إدارة شؤون الرعية، فقد منع عمرو بن العاص أعوانه اليعاقبة أن ينتقموا من خصومهم الملكانيين، وخالف ما جرت عليه عادة الفاتحين من أقدم الأزمنة فأعلن حرية العبادة لجميع أهل المدينة.(10)
على عكس “تيودوس” أحد قياصرة الرومان ارتأى لجهله وتعصبه أن لا يبقى في الإمبراطورية الرومانية التنصير المسيحي وأن تلغى سائر الأديان والمذاهب فاستولى على المعابد وضبط عقاراتها ونفائسها وقامت قيامة الرهبان وحملوا الحملات المنكرة على المعابد والمصانع وهدموها وعاثوا بما فيها جملة. (11)
ومن المعروف تاريخيا اختلاف وسائل التبشير الإسلامية في المدن والقرى عن وسائل تنصير الدين المسيحي، فإذا ما تم إلصاق تلك التهمة بالمسلمين وصدَّقها التاريخ فحينئذ يتساوى بالميزان الخلفاء والصحابة المسلمون مع الأساقفة والبطاركة …وغيرهم كالأسقف (أو البطريرك تيوفيل الذي كان يرمي إلى إبادة الوثنية في أبرشيته.(12)
إضافة إلى ماسبق، إنَّ المصريين الذين كانوا يعيشون في الإسكندرية كانوا يدينون بديانات أخرى غير المسيحية، ولأنَّ حادثة الإحراق هذه اصطبغت بالصبغة التاريخية فإنها ستحمل بين طياتها فتيل إشعال نار لا تنطفئ، إنها نار الكراهية والحقد ضد المسلمين، وبذلك تظل هذه النار تتأجج في صدور المصريين ومن حولهم، وتستمر هذه النار بالتوقد يتوارثها ويتذكرها الأبناء والأحفاد ، وكيف لا ؟ لقد فقدوا كتبهم التي آمنوا بها، والتي احتوت طقوسهم ودياناتهم ومعتقداتهم.
الحكم بالبراءة
تشهد الوقائع التاريخية في القرون الأولى للإسلام، أن المسلمين كانوا بناة حضارة وحافظوا على تراث الحضارات القديمة، وأقبلوا على نقل كتبها في شتى الميادين إلى اللغة العربية، فلولاهم لضاع الكثير من فلسفة اليونان وعلومهم، كما أنهم درسوا ثقافة الفرس والهنود، ونشطت لديهم حركة الترجمة والتأليف، وشجع حكامهم عليها، هذا إلى جانب إقامتهم للجامعات والمعاهد العلمية والمكتبات في بغداد والقاهرة وقرطبة وغيرها من مدن العالم الإسلامي، وأمة بهذه المثابة من حب العلم والشغف، لا يمكن أن تقدم على حرق مكتبة وتدميرها.
الهوامش:
- عبد اللطيف البغدادي، الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهَدة والحوادث المعايَنة بأرض مصر، ط1، ص28، مطبعة وادي النيل، القاهرة، 6821هـ.
- جواد علي، يحيى النحوي، مجلة الرسالة، عدد 453، 9/3/2491م.
- عوني محمد العلوي، من الذي أحرق مكتبة الإسكندرية؟، صحيفة دنيا الوطن، بتاريخ 82 ديسمبر 5002م.
- راجع: ابن العبري، تاريخ مختصر الدول، تحقيق: أنطون صالحاني اليسوعي، ط3، دار الشرق، بيروت، 2991م.
- حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج1، ص976، وكالة المعارف، إسطنبول،1491
- بيشوي فخري، حريق مكتبة الأسكندرية بين الظالم والمظلوم، مشروع الكنوز القبطية، مقال بتاريخ: 11 أكتوبر 9102
- زيغريد هونكه، شمس العرب تسطع على الغرب
- ستانلي لين بول، تاريخ مصر في العصور الوسطى، الطبعة 6، ترجمة: أحمد سالم، الدار المصرية اللبنانية.
- مجلة المقتبس (64/ 74، بترقيم المكتبة الشاملة آليا)
- قصة الحضارة 31/ 262)
- مجلة المقتبس (3/ 3، بترقيم المكتبة الشاملة آليا)
- مجلة المقتبس (13/ 25، بترقيم الشاملة آليا)