حياة في يوم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا طاهر أحمد

 حياة في يوم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا طاهر أحمد

أجرى الحديث سوزان رافن (Susan Raven)، مع المصور ستيفن هايد (Stephen Hyde)، من مجلة (Sunday Times)، الصادرة في لندن يوم 6، 8، 1989.

“حضرة مرزا طاهر أحمد (خليفة الجماعة الإسلامية الأحمدية، التي بلغ عددها 15 مليونا، وهي طائفة إسلامية قوية، تؤمن بتوحيد البشر سلميا) مولود في شرق بنجاب. والده مزارع أنجب 13 ولدا و 9 بنات من بضع زوجات. درس في جامعة بنجاب، وفي مدرسة الدراسات الشرقية الأفريقية بلندن. اشتغل في خدمة الجماعة منذ نشأته حتى صار الخليفة عام 1982. قدم إلى بريطانيا عام 1984، السنة التي أصدر فيها الجنرال ضياء الحق أمره العسكري المضاد للإسلام. يعيش في سوثفيلدز بجوار أول مسجد أنشئ في لندن.. مع زوجته السيدة آصفة، وبناته وزوج ابنته، أما ابنته الأخرى فتقيم مع زوجها وأولادها في مسكن يواجه المسجد عبر الشارع. وللخليفة ستة أحفاد”.

  • استيقظت هذا الصباح في الساعة الثانية قبل الفجر. في شهر رمضان تقصر أوقات نومنا، لكن تحسّين أنها لا تقصر بما يكفي للتعبد. عندما أنهض من النوم أتوضأ، وأرتدي عباءتي الكشميرية الفضفاضة، ثم أُصلي في ركوع وسجود متجها إلى مكة المكرمة. وفي حوالي الساعة الثالثة أوقظ زوجتي وبناتي ليصلين منفردات.
  • أعد طعام فطوري بنفسي، وكلنا يفعل ذلك. تناولت اليوم قطعة من الخبز مع عجة بيض وشيء من الزبادي البيتي. ثم أجلس عادة لاحتساء قدح من القهوة التي أطحنها وأجهزها بيدي من خليط من كينيا وجنوب أمريكا. بعد 20 دقيقة أستعد للنزول إلى المسجد، فأتوضأ مرة ثانية: بغسل اليدين، والمضمضة والاستنشاق والاستنثار، ثم غسل الوجه واليدين حتى المرفقين، ومسح الرأس حتى مؤخرة العنق مع دفع الإصبع في ثنيات الأذن. هذا الهدوء يحدث إحساسا مهدئا يساعد على التركيز، ثم أغسل القدمين، وإذا كنت أرتدي الجورب فأكتفي بمسح رمزي على القدمين. وأخيرا أضع قدمي في الخفين، وعمامتي على رأسي، وهي تكون ملفوفة جاهزة.. وتبقى هكذا ثلاثة أو أربعة أيام، ولقد حللتها الآن لخلعها. كان من عادتي أيضا أن أحتفظ برباط عنقي مربوطا جاهزا، وذلك يوفر كثيرا من الوقت، وكان زملائي الطلاب يتفكهون معي لهذا السبب.

*  تبدأ صلاة الصبح في المسجد دائما بعد الفجر بعشرين دقيقة. هناك صلاة جماعية وصلاة شخصية لكل ما تريد أن تلتمسه من الله تعالى. والصلوات الشخصية تختلف من يوم ليوم. كما أنه ينتظر مني أن أصلي وأدعو للجماعة كلها. تأتيني رسائل من جميع أنجاء العالم، وأحيانا تكون القائمة طويلة. كنا منذ 15 عاما نقدر بعشرة ملايين في 80 بلدا. الآن يتعذر الوقوف على العدد بدقة ولكن نتواجد في 120 بلدا.

  • عقب صلاة الفجر مباشرة أخرج كل يوم للسير النشيط لمسافة خمسة أميال، مرتديا حلة الجري وحذاء التدريب وقلنسوة خفيفة بدلا من العمامة. وأستحم بعد ذلك إذا توفر بعض الوقت، ولكن حمام الجمعة ضرورة لازمة. أملأ دلوًا بالماء الدافئ وأصبه على بدني، لأني أكره الجلوس وغمر البدن في نفس الماء.
  • كنت ألعب الاسكواش إلى ما قبل عامين، لكن بعض أعضاء الجماعة أحسوا بالقلق من مخاطر اللعب.. كأن يصيبني المضرب أو أصطدم بالجدار، وخشى البعض على قلبي. استشرت أخصائيا في القلب، فقال لا بأس من اللعب أبدا على أن أتوقف عند تسارع النفس. أتعشم ألا يكون توقفي عن ممارسة الاسكواش نهائيا.. كنت ألعب بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية، وكان أول درس لي على يد اللاعب الأعظم هاشم خان.
  • في رمضان أفضل دراسة القرآن الكريم أكثر من المعتاد. وأخصص وقتا للصلاة أطول كثيرا من سائر الأيام. وهذا بالطبع على حساب أوقات الراحة والنوم لأن العمل المكتبي المعتاد مستمر. في هذه الأيام أنزل إلى مكتبي في الساعة الثامنة صباحا. ولكن أبدأ العمل في غرفتي قبل ذلك بكثير.. فإني أحمل معي دائما حقيبة للبريد عندما أصعد مساء إلى غرفتي. يصل بريدي اليومي إلى ألف رسالة، وأقله 300 رسالة. لي سكرتير خاص واحد، أما هيئة المكتب والسيدات فهم جميعا متطوعون يعملون ليساعدوني في مهامي اليومية. في باكستان كان يساعدني 100 من المكتبيين، والآن سمح لي باصطحاب 24 من أفراد أسرتي وهيئة مكتبي. عندي قسم صيني، وبنغالي، وروسي، وأفريقي، وأوردي، وإنجليزي، وأحيانا ألماني وتركي وفرنسي وهولندي. أدون ردودا موجزة على بعض الخطابات، وأصنف في مجموعات وتقوم هيئة المكتب بكتابة الردود.
  • إلى جانب ذلك لدي بريد رسمي عن الأنشطة اليومية للجماعة، حول المسائل المالية والتربوية وغيرها. ولي مواعيد لقاءات يومية مع الزائرين القادمين من الخارج ومع الأسر المحلية. أخصص وقتا سخيا لهذه اللقاءات، ولمقابلاتي مع هيئة مكتبي.
  • أسافر رسميا لمدة ثلاثة أشهر في العام. تصحبني زوجتي عادة، وبناتي من حين لآخر. هذه هي هوايتي الحقيقية عندما تكون معي أسرتي في رحلاتي. لقد زرت 30 بلدا من 120 تتواجد فيها الجماعة.
  • لا تزال رئيسة التنظيم النسائي العالمي في الجماعة إحدى أمهاتي. لقد توفيت والدتي عندما كنت في الرابعة عشر من العمر، ولكن نشأنا على اعتبار كل زوجات أبي أمهات لنا. كان والدي يتزوج أحيانا بعد وفاة زوجته، وأحيانا لم يفعل. كان له في بعض الأوقات أربع زوجات، وأحيانا ثلاث أو اثنتان. كان يحتاج الزوجات لرعاية التنظيمات النسائية.
  • كنت طالبا ضعيفا جدا. لم يقبلني معهد الدراسات الشرقية والأفريقية إلا لأن المستر رالف تيرنر عميد المدرسة كان رقيق الحاشية نحو والدي. كان أبي يريدني أن أتعلم عن الغرب، فأخذت الإشارة منه وتناسيت دراستي، وأقمت صداقات، ورحلت كثيرا إلى اسكتلندا وإيرلندا وأوربا. وبالطبع رسبت في الامتحانات الدراسية، ولم أحصل على درجات جيدة إلا في علم الصوتيات!
  • طعام الغداء يكون حوالي الساعة الثانية. أتناوله عادة مع زوجتي وواحدة أو اثنتين من بناتي. عندي طباخ من باكستان مقيم بتصريح من الحكومة البريطانية. من حين لآخر نتناول طعاما إنجليزيا، أفضل منه اللحم البقري المشوي، والسمك على الطريقة الإنجليزية. نعم، السمك ورقائق البطاطس. أحب أن أطهو بنفسي، فهذه هوايتي.
  • لي غفوتان قصيرتان في اليوم: الأول فيما بين السادسة والنصف والسابعة، والثانية نصف ساعة بعد الظهر. بداخلي جهاز تنبيه فطري يوقظني عندما أريد ذلك. تبدأ حياتي الثانية عندما يغادر الناس مكاتبهم ويأتون إلى المسجد. ولكنها تنتهي عند وقت الصلاة الآخرة، ويسجو الليل، عندئذ أعود إلى بيتي.
  • طعام العشاء ما بين الثامنة والعاشرة تبعا لغروب الشمس. يكون البيت عادة مكتظا بالضيوف. أحيانا نكون أكثر من عشرين، ولو كانت الأسرة وحدها مع زوجتي وبناتي وأحفادي نكون على الأقل أربعة عشر. في الغالب أكون في بيتي مساء. أشاهد نشرة أخبار العاشرة وبرامج المناقشة حولها. عندما كنت صغيرا اهتممت بالروايات التاريخية لــ “شرلوك هولمز” في دروس الترجمة، والآن أهتم بالمجلات العلمية.
  • أحيانا أعود من المسجد في الحادية أو الثانية عشرة. عند عودتي أتناول مشروبا. الكحول محرمة تحريما قطعيا. اكتشفت أخيرا تحضيرا صينيا يسمى “لبن الصويا”. ثم أصلي صلاة خاصة أخيرة قبل النوم. أستغرق في النوم عندما يسقط الكتاب الذي أقرأه من يدي على صدري. ينبهني الضوء فأطفئه وأنام.
Share via
تابعونا على الفايس بوك