حقيقة نبي الإسلام وشريعته كما لا يريدونك  أن تراها

حقيقة نبي الإسلام وشريعته كما لا يريدونك  أن تراها

رفيق حياة

  • فهل شهد أي من الأغيار لصالح نبي الإسلام وشريعته؟
  • وما مظاهر تفوق الشريعة الإسلامية وصلاحيتها للتطبيق كما ندعي؟

 ____

هذا المقال.. لماذا؟!

تمس الحاجة إلى مثل هذا الموضوع بين الفينة والأخرى، لا سيما في ظل الزخم الدعائي المناهض لكل ما هو إسلامي، والذي يسعى لترويج صورة مغايرة للواقع للشريعة الإسلامية، بزعم أنها في كفة واحدة مع مظاهر التطرف والقمع  كحركات مثل طالبان وداعش وأشباههما. فهذا المقال محاولة يبذلها مسلم غير منتم إلى أي من بؤر التطرف المذكورة، يبرز فيها ما يحاول المغرضون طمسه من حقيقة نبي الإسلام ﷺ وشريعته الناصعة. وهذا المقال استلال بتصرف من خطاب ألقي في الجلسة السنوية للجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة، تحت عنوان: «حكومة الرسول ﷺ منارة للقيادات اليوم في تأسيس السلام والمجتمع المزدهر.»(1)

شهادات غير مجروحة

قد لا تفيد شهادة الولد لأبيه، أو شهادات الأقربين في كثير من الأحوال، فهي تعد شهادات مجروحة لوجود الصلة أو المصلحة، أما أن يشهد للمرء من يقف منه موقف الحياد، فهذا حسن، والأحسن منه أن يشهد له من يقف منه موقف الخصومة والعداء، وقد اشتهر في الأدب العربي أن يُمدح المرء بمدح خصومه إياه، حتى صار الأمر مضرب المثل، نحو ما جاء في بيت شعر للشاعر العباسي السَّريُّ بن أحمد الكندي، والمعروف بالسَّريِّ الرَّفَّاء، حيث قال:

أحوال مجدك في العلو سواء

يومٌ أغرُّ وشيمةٌ غرّاءُ

.

وشمائلٌ شهِد العدو بفضلها

والفضل ما شهدت به الأعداء(2)

فما أن نعود إلى أصل موضوعنا حتى نجد أن شخصية النبي محمد ﷺ هي الشخصية الحائزة على حصة الأسد على مدى التاريخ الإنساني من هذا النوع من الشهادات، أي شهادات الخصوم، بل والخصوم الذين لجُّوا في خصومتهم إلى حد العداء أحيانا. وعلى سبيل المثال لا الحصر، لدينا شهادة المستشرق الإسكتلندي السير وليم موير الذي درس حياة النبي ﷺ بتفصيل دقيق، وكتب كتاب «حياة محمد»، وفيه يصف شخصية النبي ﷺ بالكلمات التالية:

“إن محمدًا نبي المسلمين لُقِّبَ بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمدًا أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمدًا في طليعة الرسل ومفكري العالم. من صفات محمد الجديرة بالذكر: الرقة والاحترام اللتان كان يعامل بهما أصحابه بمن فيهم أقلهم شأنًا؛ فالسماحة والتواضع والرأفة والرقة تغلغلت في نفسه، ورسّخت محبته عند كل من حوله.” (3)

تأسيس دولة القانون

ليس مهما كثيرا مقدار تحمل المرء للأذى، بل الأهم كيف سيتصرف حين تسنح له الفرصة للعقاب، فغير خاف على القريب والبعيد كليهما ما تعرض له نبينا محمد ﷺ من إيذاء وعذاب طال أصحابه وأهل بيته، بل طاله هو شخصيا. يقول المستشرق البريطاني المعروف وليم مونتغمري وات، أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة إدنبرة: «إن استعداد هذا الرجل (محمد ﷺ) لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدا مُدّع، افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فُعل بمحمد.»(4) فلما تمكن له الأمر، كان بإمكانه القصاص من كل من آذوه، وكان له الحق في ذلك، ولكن.. يا لعجيب صنيعه!! فعندما مُنح القوة والسلطة استخدمها لخلق مجتمع تحكمه العدالة والسلام. لقد تم ذلك من خلال سن قوانين حكمٍ عادلة ومفصلة.

قال ﷺ: «مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاحْتَجَبَ عَنْ أُولِي الضَّعَفَةِ وَالْحَاجَةِ احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.»(5)

دستور المدينة

إن المصدر الأساس للشريعة الإسلامية هو القرآن الكريم والسنة والإجماع والقياس. وإذا نظرنا إلى عناصر الفقه الإسلامي والحكومة الإسلامية فإنها تقع تحت ثلاث فئات: الشورى والدستور والقبول وهذا هو حجر الأساس الرئيس لما يصفه الكثيرون اليوم باسم الحكومة الديمقراطية، فكل هذه العناصر الثلاثة يمكن تلخيصها من خلال ميثاق المدينة.

قد لا تفيد شهادة الولد لأبيه، أو شهادات الأقربين في كثير من الأحوال، فهي تعد شهادات مجروحة لوجود الصلة أو المصلحة، أما أن يشهد للمرء من يقف منه موقف الحياد، فهذا حسن، والأحسن منه أن يشهد له من يقف منه موقف الخصومة والعداء، وقد اشتهر في الأدب العربي أن يُمدح المرء بمدح خصومه إياه، حتى صار الأمر مضرب المثل

وكقائد، حكم النبي ﷺ الجزيرة العربية كلها ورسم مستقبلها كأمة راسخة. كان العرب قبله قبائل ليس لهم قائد مركزي أو حكومة. وكان المبدأ الأهم في ميثاق المدينة هو أن النبي ﷺ حاكم المدينة بموافقة وإجماع مواطنيها. بعد هجرته من مكة إلى يثرب عام 622م، أصبح للنبي ﷺ تأثير كبير وبهذا التأثير وضع دستور المدينة. لقد كان هذا الدستور بيانًا يمنح الحرية الدينية لجميع سكان المدينة.

تألف ميثاق المدينة من سبع وخمسين مادة تحافظ من خلالها الدولة على حقوق وواجبات وامتيازات مواطنيها والعكس صحيح، إضافة إلى حقوق وواجبات المواطنين تجاه بعضهم بعضا، على سبيل المثال، تحدد المادة الثلاثون حقوق المتعاقدين فتنص على:

«إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين.»(6)

وقد تم منح الأقليات اليهودية والمسيحية الحقوق من خلال العهود والوثائق والاتفاقيات المشتركة لخلق جوٍ صحي من أجل التقدم الروحي والمادي لأبناء الأديان المختلفة التي تعيش تحت الحكم الإسلامي. تؤسس المادة الأولى من الدستور لمفهوم «الأمة الواحدة» فالناس من جميع الأديان، مسلمين ونصارى ويهود، مواطنون محميون في المدينة بغض النظر عن دينهم وعرقهم وأصلهم وهم أحرار في ممارسة دينهم كما يشاؤون. لقد وضع الميثاق حدًا للعصبية القبلية حيث جُمعت القبائل العربية تحت نظام حكم واحد. لقد وضع الميثاق للجميع وأوجب معاملة عادلة مع غير المسلمين، ومحى هذا الميثاق التاريخي مظاهر التفاوت والظلم الاجتماعي، لقد كان هذا الميثاق أول ميثاق لحقوق الإنسان في التاريخ الموثق ووضع أساس قانون الحكم المستخدم اليوم من قبل جميع الأمم المتقدمة.

كما تؤصِّل المادة التاسعة والثلاثون من دستور المدينة المنورة لمؤسسة الشورى التي تسعى إلى المشاركة والشمولية في الحكم: “يجب عليهم (أي أطراف الميثاق) السعي إلى التشاور والمشورة المتبادلة.” (7) وتم إضفاء الطابع الرسمي على الموافقة في شكل  البيعة وكانت هذه مؤسسة مهمة سعت إلى إضفاء الطابع الرسمي على موافقة المحكومين. في تلك الأيام كان إذا فشل الحاكم في الحصول على موافقة أبناء المجتمع من خلال البيعة فلم يكن يتم إضفاء الشرعية الكاملة على سلطته.

لقد تم اختيار الخلفاء الراشدين الأربعة بطرق مختلفة، بما في ذلك من خلال التشاور المفتوح مع جماعة المؤمنين. يشير هذا إلى أن الفكر السياسي الإسلامي المبكر كان منفتحًا على العديد من الممارسات.

وقد تم منح الأقليات اليهودية والمسيحية الحقوق من خلال العهود والوثائق والاتفاقيات المشتركة لخلق جوٍ صحي من أجل التقدم الروحي والمادي لأبناء الأديان المختلفة التي تعيش تحت الحكم الإسلامي. تؤسس المادة الأولى من الدستور لمفهوم «الأمة الواحدة» فالناس من جميع الأديان، مسلمين ونصارى ويهود، مواطنون محميون في المدينة بغض النظر عن دينهم وعرقهم وأصلهم وهم أحرار في ممارسة دينهم كما يشاؤون

الإسلام منذ فجره الأول ومعاملة غير المسلمين

لقد كان رسول الله ﷺ في الواقع يقبل جميع الأديان، روي أنه ذات مرة زار المدينة وفد مسيحي من نجران وأصر النبي ﷺ عليهم لكي يبقوا في المسجد النبوي وأذن لهم بالصلاة فيه على طريقتهم الخاصة. لا يوجد مثال في التاريخ أعطى فيه أحد من أصحاب النفوذ حماية أفضل من تلك التي أعطيت لوفد نجران. لقد أعطاهم الأمان على حياتهم ودينهم وممتلكاتهم وقال أيضا إنه لن يتم التدخل في دينهم وشرائعهم ولا يجوز إخراج أسقف أو راهب ولا أن تدمر صورة أو صليب وأن لهم من حقوق مثل ما عليهم من واجبات.

يقول النبي ﷺ في حديث في سنن أبي داوود:

ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ.

صلح الحديبية، معاهدة سلام حقيقية

كانت الرؤية الإستراتيجية للنبي الكريم ﷺ واضحة أثناء معاهدة صلح الحديبية عندما صاغ اتفاقية مع مشركي مكة، كانت هذه المعاهدة بمثابة معاهدة دولية، ومن أقرها كان الرسول الكريم محمد ﷺ. تمت المصادقة عليها في آذار (مارس) 628 م، وهي معاهدة سلام بين أهل مكة والمدينة. في ذلك الوقت شعر أغلب المسلمين بخيبة أمل كبيرة، غير أن تلك المعاهدة نفسها كانت أول الطريق إلى فتح مكة.

كانت هذه المعاهدة بمثابة منارة للمعاهدات الدولية الحديثة وكانت حدثا تاريخيا. على الرغم من أنها كانت اتفاقية قصيرة جدًا، تتألف من أربع مواد فقط، إلا أنها سرعان ما أصبحت معاهدة محورية ذات تأثير بعيد المدى استمر نسيجها في تشكيل العلاقات الدولية والتأثير فيها حتى يومنا هذا.

كان الرسول الكريم ﷺ مسؤولاً عن مختلف المعاهدات والدساتير التي أرست التلاحم السلمي بين القبائل وشعب الجزيرة العربية في ذلك الوقت. كفل الإسلام الحقوق الكاملة للسكان غير المسلمين ومنحهم كامل الحقوق المدنية من خلال شريعة القرآن الكريم.

النبي ﷺ في مواقف ثلاثة

هناك ثلاثة مشاهد من سيرة الرسول ﷺ كسياسي: الهجرة من مكة إلى المدينة، وغزوة بني المصطلق، وفتح مكة. ولمشهدين من هذه الثلاثة أهمية كبيرة، إنهما مشهدا الهجرة إلى المدينة المنورة وفتح مكة.

أُعلنت المدينة المنورة عاصمة للدولة الإسلامية وتم تعيين ولاة في مختلف أنحاء الأراضي الإسلامية. كان الشرط المعياري للتعيين هو أن على المسؤول أن يعرف طبيعة العمل، وتكفلت الحكومة بإبلاغ المسؤول المعين حديثًا بطبيعة الوظيفة والمسؤولية فيما يتعلق باتخاذ أي قرار وفقًا للقرآن والسنة.

وبصفته رئيس الدولة، لم يُقِم النبي ﷺ لصلة القرابة أو العلاقات الاجتماعية أدنى وزن عند تعيين هؤلاء الولاة، لقد وضع ﷺ أسوةً ومعيارًا يجب اتباعه في المستقبل. تَتَّبِعُ الدول القومية المعاصرة نفس معايير الإدارة التي مارسها النبي ﷺ خلال فترة حكمه. وفي مثل هذه التعيينات، اعتاد ﷺ استشارة أصحابه والتحقق من شخصية المسؤول قبل إعلان تعيينه أو مسؤوليته.

توزيع الثروة، والعدالة الاقتصادية كما ينبغي أن تكون

كان النبي ﷺ يدرك احتياجات الفقراء وتفاوت الثروة. فوضع تشريع «الزكاة» الذي يمكن تشبيهه بنظام ضريبي معاصر، حيث يتم توزيع الثروة المكتسبة على الفقراء والمحتاجين وتُفرض الضرائب على الأغنياء وتُدخر للفقراء. وهذا يعني أن الاقتصاد السياسي كان يقوم على العدالة الاقتصادية وقانون المساواة. لقد حسّن النبي ﷺ عمليًا نوعية حياة الطبقة الفقيرة من خلال إنفاق المال عليهم بطريقة لم يمتهن بها شرفهم واحترامهم في المجتمع.

لقد كان ﷺ  بحق خير مثال على الكرم والرأفة وقد ورد في البخاري أنه ﷺ كان يرعى قطيع غنمه فاقترب منه رجل. وكان يدرك جيدًا كرم رسول الله ﷺ، ولكي يجرب حظه طلب من الرسول ﷺ أن يعطيه قطيع غنمه الكامل فأعطاه له ﷺ كله فعاد الرجل إلى قومه بالبشارة قائلاً:

«يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ.»(8)

 

محمد منقذا للبشرية من وجهة نظر مسيحي

لقد ترك محمد ﷺ إرثًا دائمًا يعترف به اليوم المفكرون الدينيون والعلمانيون. فهو لم يُعرف بأنه رجل متواضع ذي شخصيته نموذجية فحسب، بل برز أيضًا كرئيس سياسي عادل.

يقول الكاتب المسرحي والناقد والناشط السياسي الأيرلندي جورج برنارد شو (1856-1950) ما يلي:

«إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمَّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.»(9)

لقد ظل نبينا ﷺ طوال حياته مؤيدا حرية التعبير لأن هذه الحرية هي التي أعطت الإسلام الفرصة لنشر رسالته السلمية، وهذه الحرية نفسها هي التي تسمح للمسلمين في جميع أنحاء أوروبا بممارسة دينهم والتبشير به دون أي عائق. ولكن للأسف قد شوه متعصبو العصر الحديث قصص مواساة ورأفة النبي ﷺ.

 

صاحب مبادرة السلام العالمي

في سعيه لتحقيق السلام العالمي، كتب النبي ﷺ الرسائل إلى ملوك وحكام الولايات وأمراء ذلك العصر، يدعوهم فيها إلى قبول الإسلام  كرسالة عالمية، وأوضح في مراسلاته أنه لا يسعى إلى أي ثروة أو سلطة دولة، بل يريد إعادة الناس إلى أول اتصال بين الله والبشر. تم اتباع هذا التقليد من قبل المسيح الموعود، سيدنا مرزا غلام أحمد ومؤخرًا من قبل إمامنا الحبيب، حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله تعالى بنصره العزيز). فخلال خطابه في مؤتمر عقد في الولايات المتحدة عام 2012، تحدث أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) عن صفات نبينا محمد ﷺ وذكر على وجه الخصوص حبه للإنسانية، فقال:

“لقد كاد رسول الله ﷺ أن يبخع نفسه رغبةً في خدمة الإنسانية والوفاء بحقوقها لدرجة أنه كان طوال حياته مستعدًا دائمًا لهذه القضية. حتى بعد أن أصبح نبيًا لله، وهي مسؤولية كبيرة وأعظم مهمة يمكن تخيلها، قال إنه إذا استدعاه أحدهم، سواء أكان مسلمًا أم غير مسلم، في أي وقت لمهمة فيها خدمة الإنسانية، فإنه بالتأكيد سيفعل ذلك وينضم إليه في جهوده لخدمة البشرية.»(10)

من الجيد أن نختتم هذا الوصف لنبينا الكريم الحبيب بكلام المسيح الموعود الخادم الصادق للنبي الكريم ﷺ حيث يقول:

«بما أن النبي ﷺ كان أفضل الأنبياء كلهم وأعلاهم وأكملهم وأرفعهم وأجلاهم وأصفاهم في كافة مقتضيات الطهارة الباطنية وانشراح الصدر والعصمة والحياء والصدق والصفاء والتوكل والوفاء وحب الله، لذا فقد عطّره الله بعطور الكمالات الفريدة أكثر من غيره. والصدر والقلب اللذان كانا أكثرَ رحابةً وطهارةً وبراءةً وتعشقًا من صدور وقلوب الأولين والآخرين، استحقا بجدارة أن ينزل عليهما وحيٌ أقوى وأكمل وأرفع من وحي الأولين والآخرين جميعا، ليكون مرآةً جدّ صافيةٍ وواسعةٍ لانعكاس الصفات الإلهية.»

الهوامش:

  1. رفيق أحمد حياة، حكومة الرسول صلى الله عليه وسلم منارة للقيادات اليوم في تأسيس السلام والمجتمع المزدهر
  2. السَّريُّ بن أحمد الكندي، «ديوان شعر السري الرفاء»، تقديم وشرح: كرم البستاني، ط1، ص16، دار صادر، بيروت، 1996م
  3. وليم موير، حياة محمد
  4. وليم مونتغمري وات، محمد في مكة، ترجمة: شعبان بركات، المكتبة العصرية، صيدا، لبنان، 1952م
  5. (مسند أحمد, كتاب مسند الأنصار رضي الله عنهم)
  6. راجع: عبد الحافظ عبد محمد الكبيسي، الدراسة التأريخية للجانب الإداري والعقدي في صحيفة المدينة، مجلة مداد الآداب الصادرة عن كلية الآداب بالجامعة العراقية، العدد7، ص326-356
  7. راجع: المرجع السابق
  8. أخرجه مسلم (2312)
  9. George Bernard Shaw, Muhammad, the saviour of humanity, The Light Magazine, January 24, 1933
  10. مرزا مسرور أحمد، )لم أعثر على النص الأصلي)
تابعونا على الفايس بوك
Share via
Share via