خطاب حضرة أمير المؤمنين في مجلس الشورى للجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة

خطاب حضرة أمير المؤمنين في مجلس الشورى للجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة

ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، خطابًا ملهمًا للإيمان في مجلس الشورى الوطني للجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة، بتاريخ  16/06/2019

مؤسسة مجلس الشورى هي الهيئة الاستشارية الرئيسية التي أسستها الجماعة الإسلامية الأحمدية لمناقشة الاقتراحات التي من شأنها تحسين وتعزيز أعمال الجماعة في نشر التعاليم السلمية والحقيقية للإسلام.

بعد وصوله إلى مسجد بيت الفتوح في لندن، ألقى حضرة الخليفة ميرزا مسرور أحمد كلمة أمام مجلس الشورى الذي استمر اجتماعه لمدة يومين. وأكد حضرته في خطابه على أهمية التقوى ووضع مخافة الله في القلوب في جميع الأوقات. كما أكد على حقيقة أن النجاح الحقيقي ليس مبنيًا على قوة خطابة الإنسان أو بلاغته. قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“مهما كانت قدرة المرء الخَطابية ومهما كانت بلاغة لغته، فإن هذا لن يكون وسيلة لنجاحه في هذه الحياة ولا في الآخرة، بل إن مفتاح النجاح والانتصار في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة هو إقراره بـ “ربُّنا الله” وأن يعيش حياته وفقًا لهذا المبدأ الأساسي”.

ذكّر حضرة ميرزا مسرور أحمد مندوبي الشورى بأن القيمة الحقيقية للمرء تقاس بعلاقته بالله وأن المساعدة الإلهية هي مفتاح نجاح الجماعة الإسلامية الأحمدية، حيث قال:

“حتى اليوم حيث تضم جماعتنا ملايين الأعضاء في جميع أنحاء العالم، فإن الحقيقة تبقى أننا نمثل نسبة صغيرة جدًا من مسلمي العالم. وبالمقارنة مع إجمالي سكان العالم، فإن أبناء جماعتنا هم مجرد قطرة ماء في محيط”.

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

“هناك شيء واحد يميزنا ويمكننا أن نفخر به، وهو أننا سمعنا نداء منادي هذا العصر، وعند سماعه، أعلنّا “سمعنا وأطعنا”، ودخلنا جماعته المباركة… هذا هو أساسنا، وهذه هي هويتنا وهذه قيمتنا الحقيقية.”

“اعقدوا العزم وكونوا جاهزين في جميع الأوقات للتضحية بوقتكم وثروتكم وحياتكم من أجل الإسلام، وتأكدوا من عدم وجود أي أثر للمصالح الشخصية أو الغرور في أيٍ من قراراتكم أو نواياكم، ويجب ألا تكونوا مدفوعين أبدًا برغبة الحصول على مديح الآخرين”.

كما أكد حضرة ميرزا مسرور أحمد على ضرورة تركيز المندوبين على التقوى في جميع الظروف، حيث قال:

“إذا أتيحت لنا الفرصة لتقديم تجاربنا أو وجهات نظرنا، فعلينا ضمان أن تستنفد مخافة الله كل ذرة من ذرات كياننا ونحن نتحدث.. يجب أن تسيطر خشية الله على ألسنتنا… وأن تحكم خشية الله على قلوبنا.. ويجب أن تسيطر خشية الله على كل اقتراحٍ وبيانٍ لنا”

كما لفت حضرته انتباه المندوبين نحو نعمة الخلافة، والتي من خلالها تتحد الجماعة على يدٍ واحدة، حيث قال:

“إذا كان الآخرون في العالم اليوم يحترموننا ويدركون أهميتنا الحقيقية، فذلك يرجع فقط إلى حقيقة أنهم يستطيعون أن يروا أننا جماعة موحدة نقف معًا في جميع الأوقات وفي جميع الظروف على يد خليفة المسيح”.

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

إنهم يقدّرون حقيقة أننا نجاهد بجدية لنشر تعاليم الإسلام الحقيقية، والتي هي تعاليم السلام والمحبة والإنسانية، في جميع أنحاء العالم”.

وشدد حضرة ميرزا مسرور أحمد على أهمية الحفاظ على الإخلاص وعدم السعي وراء تحقيق المصالح الذاتية عند التداول واتخاذ القرارات في مجلس الشورى.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“اعقدوا العزم وكونوا جاهزين في جميع الأوقات للتضحية بوقتكم وثروتكم وحياتكم من أجل الإسلام، وتأكدوا من عدم وجود أي أثر للمصالح الشخصية أو الغرور في أيٍ من قراراتكم أو نواياكم، ويجب ألا تكونوا مدفوعين أبدًا برغبة الحصول على مديح الآخرين”.

ومتابعًا في موضوع خشية الله وضرورة الالتزام بالتقوى، أوضح حضرته أيضًا أن هذا يجب أن يكون المبدأ الرئيس في جميع الأمور، بما في ذلك عند إعداد الميزانية السنوية للجماعة، حيث قال في شرح هذا للمندوبين:

“قبل كل شيء، عند إعداد الميزانية أو تخصيص الموارد، من الضرورة بمكان أن تظل مخافة الله في مقدمة تفكيركم. إذا تم تقديم المقترحات مع مراعاة مخافة الله، وتم تخصيص المال وفقًا لتعليمات خليفة المسيح، فمن المؤكد أن الله تعالى سيبارك موارد جماعتنا المحدودة. هذا ما أظهره تاريخنا دائمًا ولا يزال الحال كذلك اليوم”

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد، موضحًا الأمور التي يجب أن تغطيها ميزانية الجماعة الإسلامية الأحمدية:

“يجب استخدام مواردنا المحدودة في التبليغ والتربية، ونشر أدبياتنا، وبناء المساجد الجديدة. ينبغي أن تستخدم لمساعدة الفقراء والمحتاجين. ويجب استخدامها لتوفير التعليم للذين لا يملكون إمكانية الوصول إليه. ويجب استخدامها لتمويل العلاج الطبي للمحرومين والمعوزين. ويجب استخدامها للمساعدة في تغذية وتنشئة الأطفال الضعفاء كالأيتام.”

كما أشار حضرة مرزا مسرور أحمد إلى مختلف أشكال المعارضة التي تواجهها الجماعة الإسلامية الأحمدية في جميع أنحاء العالم، لكنه أوضح أنه على الرغم من ذلك، تواصل الجماعة الإسلامية الأحمدية جهودها ونموها بعون الله، حيث قال:

“يتخذ خصومنا جميع التدابير الممكنة من أجل عرقلة تقدم جماعتنا. ففي البلدان الإسلامية، يتم على أساس يومي وضع المخططات وتُبذل الجهود الجبارة لإحباط نمو جماعتنا. ومع ذلك، وعلى الرغم من مساعيهم القاسية والظالمة، فإن الله عز وجل يمنحنا النجاح المستمر”.

وفي خطابه، سلط حضرته الضوء على أهمية أن تحافظ وفود الشورى على أعلى مثال في الأخلاق وأن يكونوا قدوة ومصدر إلهام لأبناء الجماعة الآخرين. واختتم حضرة مرزا مسرور أحمد خطابه بالدعاء:

“آمل وأدعو أن تظل خشية الله راسخة في قلوبكم، وأن تتحملوا جميع مسؤولياتكم بجديةٍ وتفان. اسعوا جاهدين للوفاء بالتزاماتكم بصفتكم مجلس الشورى. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يمنحكم القدرة على القيام بذلك. آمين.”

وانتهى الحدث بالدعاء الصامت الذي أمّه حضرته.

Share via
تابعونا على الفايس بوك