الطالبات المسلمات الأحمديات في ألمانيا يلتقين أمير المؤمنين أيده الله

الطالبات المسلمات الأحمديات في ألمانيا يلتقين أمير المؤمنين أيده الله

في 28/11/2021 عقد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد اجتماعًا افتراضيًا عبر الإنترنت مع الطالبات الأحمديات العضوات في لجنة إماء الله في ألمانيا.

ترأس حضرته الاجتماع من مكتبه في إسلام أباد في تيلفورد، في حين انضمت إليه أكثر من 400 طالبة من طالبات التعليم العالي من مجمع بيت السبوح في فرانكفورت، المقر الوطني للجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا.

بعد جلسة رسمية بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، أتيحت الفرصة للطالبات لطرح مجموعة من الأسئلة على حضرة الخليفة تتعلق بدينهن وقضاياهن المعاصرة.

سألت إحدى الطالبات ما الذي يجب فعله إذا لم يتفق الوالدان على وقف حياة طفلهما ضمن مخطط الوقف ناو؟

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“من الضروري أن يتفق الوالدان تمامًا قبل أن يوقفا طفلهما ضمن مخطط الوقف ناو. وإلا فإن هذا سيخلق صراعًا في المنزل وسيكون له تأثيرٌ سلبي على تنشئة الأطفال. وإذا كان لأحد الوالدين رغبة قوية في وقف حياة طفلهما، فعليهما أن يعملا على تربيته بطريقة تجعله عندما يكبر يقرر بنفسه أن يوقف حياته لخدمة الدين. إن مجرد الحصول على لقب الوقف ناو والقول بأنكن كرستن حياة أطفالكن ضمن الوقف ناو لا يفيد إذا لم ينتبه الطفل لدراسته وصلاته، وما لم يركز على العبادة والبحث عن المعرفة الدينية بل يقضي وقته في التسكع في الخارج ومصادقة من لا يتمتع بالأخلاق الجيدة أو ليس لديه ارتباط بالدين”.

كما أوضح حضرته أن الطفل يقضي معظم الوقت مع والديه، وبالتالي لا ينبغي أن يترك الوالدان أمر تنشئة أبنائهما الدينية والأخلاقية للجماعة الإسلامية الأحمدية ويتخليا عن مسؤولياتهما الشخصية. بل عليهما الانتباه لتعليم أبنائهما الديني والدنيوي.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

 

“كما قلت، إذا كان الوالدان لا يتفقان على وقف طفلهما ضمن مخطط الوقف ناو، فمن كان لديه منهما الرغبة في أن يكون الطفل وقف ناو، عليه أن يقوم بتربيته بطريقة يكبر فيها ليصبح زهرة جميلة ومصدرًا لرائحة روحانية زكية وذخرًا يعود بالنفع على الجماعة الإسلامية الأحمدية بحيث ينمو ويصبح قادرًا على القيام بكل هذا وعندها سيكرس حياته بنفسه لخدمة الدين”.

واستفسرت إحدى الحاضرات عن المنظور الإسلامي لدور رعاية الأطفال الذين يسيئ أهاليهم معاملتهم.

فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“إذا تم إرسال الطفل إلى مركز الرعاية، فهذا خطأ الأهل دائمًا. لماذا يقسون على أبنائهم؟ إنهم يرتكبون المعصية وسيُسألون أمام الله تعالى. لقد منَّ الله تعالى عليهم بالأولاد، وعليهم تربيتهم وتنشئتهم بالطريقة الصحيحة، وحمايتهم بأفضل طريقة ممكنة. يجب أن يربوا أطفالهم بالحب والرعاية… لقد ذكرت في مناسبات عديدة أنه يجب أن تكونوا علاقة صداقة وثيقة مع أطفالكم، وأن تتحلوا بالصبر، وتستمعوا إلى ما يقولونه، وتجيبوا على أسئلتهم ولا تسيئوا معاملتهم بأي شكل من الأشكال. وإلا سيضل الأطفال الطريق”.

كما أشار حضرة الخليفة إلى أن دور الرعاية الاجتماعية لا يمكنها تلبية التنشئة الدينية والأخلاقية المناسبة للأطفال الذين تحت رعايتهم، وبالتالي يقومون بتربيتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة. وقال إن على الجماعة الإسلامية الأحمدية تقييم ما إذا كان من الممكن فتح دور رعاية للأطفال المسلمين الأحمديين الذين أسيء معاملتهم من قبل والديهم حتى يتم الاعتناء باحتياجاتهم الدينية والدنيوية بمحبة، وبمجرد حل المشاكل، يمكن إعادة الأطفال إلى أسرهم.

كما طلبت سائلة أخرى النصيحة حول الطريقة الصحيحة للتفكير في عرض الزواج؟

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“لقد وضع الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) لهذا قاعدة عامة وقال: “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا” وما نراه في مجتمع اليوم أن الشاب يبحث عن الفتاة الجميلة والفتاة تبحث عن الشاب الجميل أو الأشياء الثلاثة الأولى، إلا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد بين أن هذه الجوانب الثلاثة دنيوية وأن ما يجب أن تنظروا إليه هو أخلاق الإنسان ودينه”.

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

“عندما يبحث الشاب عن زوجة، فعليه أن يعطي الأولوية لأخلاق الفتاة ودينها، وكذلك يجب أن تعطي الفتاة الأولوية لذلك. كثيرا ما أقول للرجال أن هذا التعليم ليس للنساء فقط. بل يجب أن يتمتع الرجال أنفسهم بمعايير أخلاقية عالية وأن يتصرفوا وفقًا لتعاليمهم الدينية. إذا كان الشاب نفسه غير متدين فكيف سيجد فتاة متدينة وكيف سينصب اهتمامه على إيجاد فتاة متدينة؟ وهكذا، ففي هذه الجملة الواحدة، أرشد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الرجال والنساء على حد سواء إلى ضرورة إعطاء الأولوية للدين فوق الأمور الدنيوية عندما يتعلق الأمر باختيار شريك الحياة”

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد موضحًا أكثر:

“هذا هو السبب في أنه يقال أنه عندما يدعو الإنسان لإيجاد الشريك، فيجب أن يدعو من أجل التوفيق. وللحصول على الشريك المتدين والخلوق والمثقف، والذي يهتم به، ويعامله بلطف، ويكون جديرًا بالثقة. ويجب أن يدعو أن لا يخدعه أحد… فعند الدعاء، يجب الدعاء بالطريقة الصحيحة، بحيث لا يقتصر الدعاء على الحصول على الشريك الغني أو حسن المنظر، بل أن يعيننا الله تعالى بتوفيقه، حتى ننال كافة أشكال الخير”.

وطرح سؤال آخر يتعلق بما يجب تدريسه في المدارس كجزء من الدراسات الإسلامية؟ فسلط حضرة الخليفة الضوء على هذا الموضوع، وشدد على وجوب تدريس الجوانب المشتركة بين الطوائف المختلفة وعدم الخوض في الخلافات الصغيرة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“الأشياء المشتركة هي التعاليم الرئيسية والواضحة للقرآن الكريم. الإيمان بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلزامي، وكذلك الإيمان بالأحاديث الثابتة عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك العديد من الأمور المشتركة بين مختلف طوئف الناس. فيجب التركيز على تلك القواسم المشتركة. لسنا بحاجة إلى الخوض في الأمور المثيرة للجدل والمدارس الفكرية المتعارضة – حيث توجد الاختلافات…”

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

“لا داعي للخوض في الخلافات الفقهية بين المذاهب. هذه نقاشات منفصلة [لما ينبغي تدريسه في المدارس]. نعم، يمكن القول أن إحدى المدارس الفكرية تؤمن بهذا والأخرى تؤمن بأمر آخر. ومع ذلك، فإن التعاليم الأساسية واحدة: أن الله واحد، والنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خاتم الأنبياء، والقرآن الكريم آخر الكتب “.

Share via
تابعونا على الفايس بوك