إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يفتتح مسجدًا جديدًا في سكَنثورب

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يفتتح مسجدًا جديدًا في سكَنثورب

يسر الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تعلن أنه في 17/06/2023، افتتح إمامها، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، مسجد بيت السلام في سكَنثورب في المملكة المتحدة.

وفور وصوله، افتتح حضرته المسجد رسميًا بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية ثم أمّ الحاضرين بالدعاء الصامت قبل إمامة صلاتي الظهر والعصر في المسجد الجديد.

بعد ذلك بوقتٍ قصير، أقيم حفل استقبال خاص بمناسبة افتتاح المسجد حضره أكثر من 60 من كبار الشخصيات والضيوف وذلك في مبنى المسجد.

كان أبرز ما في الحدث، الخطاب الرئيس الذي ألقاه حضرة ميرزا مسرور أحمد، وقد سلط خلاله الضوء على تعاليم الإسلام حول السلام وذكر أن المسجد سيظهر “روح المحبة والسلام والأخوة” في الإسلام.

وأعرب حضرته عن تقديره لانفتاح المجتمع المحلي والسلطات التي سمحت للجماعة الإسلامية الأحمدية ببناء المسجد ثم حضروا هذا الحدث.

 وقال الخليفة إنه غالبًا ما يتم تصوير الإسلام على أنه دين تطرف، في حين أنه لا يوجد ما هو أبعد عن الحقيقة من ذلك.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد، متحدثًا عن هذه المخاوف:

“قد يخشى بعضكم (أعضاء المجتمع المحلي) من أن افتتاح هذا المسجد سيكتب فصلًا جديدًا من تاريخ التطرف في مجتمعكم المحلي. كونوا مطمئنين في هذا الصدد، حيث لا يوجد شيء أبعد عن الحقيقة من ذلك، فتعاليم الإسلام تتعارض تمامًا مع جميع أشكال التطرف والإرهاب. ويرفض الإسلام كافة أشكال العنف، ويعلم السلام والوئام، ويريد للناس من جميع المعتقدات والأديان أن يعيشوا بمحبة وبروح من التسامح المتبادل والرحمة. وهو يدعو أعضاء المجتمع إلى التوحد كبشر، بغض النظر عن اختلافاتهم، وذلك لهدف مشترك هو إحلال السلام والأمن للبشرية جمعاء”.

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد حول كيف أن المسجد يبرز مبادئ الإسلام الجميلة:

“فيما يتعلق بأهداف المساجد، ذكر مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية (عليه السلام) ذات مرة أنه إذا رغب المرء في التعريف بالإسلام في أي بلدة أو مكان، فعليه بناء مسجد في تلك المنطقة. كان يقصد بهذا أنه إذا تم بناء مسجد، فإن غير المسلمين سيرون بشكل طبيعي تعاليم الإسلام وسيدركون كيف أنه يعزز روح المحبة والسلام والأخوة بين جميع الناس. سوف يرون بأم أعينهم أننا كمسلمين كما أننا ملزمون بأداء حقوق الله تعالى، فإن تعاليم الإسلام تتطلب منا أيضًا أداء حقوق البشر والسعي لتحقيق ما هو أفضل لجميع الناس، بغض النظر عن دينهم أو معتقداتهم”.

وتابع حضرته الحديث مثبتًا من الأدبيات الإسلامية أن صورة الإسلام التي خلقها المتطرفون تتعارض تمامًا مع تعاليمه الفعلية، وذكر أن الهدف من بناء المساجد هو إحلال السلام.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“أينما شيد المسلمون المساجد، فإنها تُبنى لمحاكاة الأهداف الحقيقية لبيت الله الأول، الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهي أقدس الأماكن في الإسلام. تنص الآية 98 من سورة آل عمران في القرآن الكريم على أن من يدخل بيت الله الحرام “كَانَ آمِنًا” – أي أن المسلم الحقيقي عند دخوله المسجد يدخل وهو نفسه في حالة سلام ويكون ضامنًا لسلام وأمن الاخرين.”

ولتسليط الضوء أكثر على تعاليم الإسلام التي ترفض كافة أشكال التطرف، اقتبس حضرته الآية 64 من سورة الفرقان من القرآن الكريم التي تقول:

“وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا”

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد في شرح الآية:

“عُلّم المسلمون أنه لا ينبغي ادخار أي جهد في الحفاظ على سلام المجتمع – لدرجة أن القرآن يأمر المسلمين بالابتعاد عند مواجهة الاستفزاز الشديد، وإلقاء تحية السلام على الجهلة والمسيئين الذين يتحدثون بقسوة أو يسعون إلى المواجهة. في الأساس، يأمر الإسلام المسلمين بإظهار أقصى درجات ضبط النفس في جميع الأوقات ويعلم أن قوة الشخصية الحقيقية لا تكمن في الرد على هجمات الكراهية أو الخطاب العدواني بطريقة مماثلة، بل من خلال إظهار الصبر ودعم سلام المجتمع”.

وذكر حضرته أنه على الرغم من أن المسلمين الأوائل قد شاركوا في المعارك، إلا أنها كانت حروبًا دفاعية خيضت في ظروف قصوى من أجل “إحلال السلام، ودعم حقوق الإنسان، ولضمان سيادة حرية المعتقد والضمير في المجتمع”.

اقتبس حضرته وشرح الآيات 40-41 من سورة الحج في القرآن الكريم، حيث سُمح للمسلمين الأوائل بالدفاع عن أنفسهم بعد سنوات من الاضطهاد المستمر:

“أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”

شرح حضرة ميرزا مسرور أحمد هاتين الآيتين قائلًا:

“يعلن الله تعالى أن الإذن بالقتال قد مُنح للمسلمين الأوائل لأنهم كانوا يتعرضون بلا رحمة للهجوم من قبل أناس لم يسعوا فقط إلى تدمير الإسلام ولكن كانت لديهم أجندة أوسع لتدمير مؤسسة الدين نفسه. لقد كان هدفهم الراسخ هو وضع حد لجميع أشكال الحرية الدينية. وبالتالي، فإن الإذن بشن حرب دفاعية لم يُمنح فقط لحماية المسلمين أو الدين الإسلامي. بل أمر الله تعالى المسلمين بحماية أماكن العبادة لجميع الأديان، سواء كانت معابد أو كنائس أو كنس أو غير ذلك”.

وقال حضرته إن بعض العلماء غير المسلمين الذين أجروا أبحاثًا جادة في التاريخ الإسلامي المبكر قد اعترفوا بأن رسالة الإسلام هي رسالة السلام والوحدة.

ونقل حضرته عن الأكاديمي الأمريكي، الدكتور كريغ كونسيداين، الذي كتب كتاب “أهل الكتاب: لقاء النبي محمد مع المسيحيين”، والذي جاء فيه:

“أنشأ محمد والمؤمنون من المسلمين الأوائل أمة تأسست على حضارة تدعم حقوق الأقليات وتقوم على التفاعل بين الثقافات، وعلى حرية الضمير والدين والتعبير، والحوار بين الأديان، والاعتماد المتبادل على الغير والتعددية الدينية.”

وتابع حضرته حديثه عن أن أسباب حروب العصر الحديث كلها سياسية، وأينما استخدم اسم الإسلام، فهو للمصالح الخاصة فقط.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

اليوم، لم تعد الحروب الدينية قائمة. بل إن الصراعات التي نلاحظها اليوم ذات طبيعة جيوسياسية. إذا كان المسلمون أو الدول الإسلامية تلعب فيها أي دور، فهذا لتحقيق طموحاتهم السياسية ومصالحهم الخاصة وهم ليسوا مدفوعين من دينهم… بالإضافة إلى ذلك، من الخطأ الإيحاء بأن الصراع يقتصر على الدول الإسلامية. العالم غير الإسلامي منخرط أيضًا في الحروب، كما نرى بوضوح في أوكرانيا. ومن ثم، كما قلت، فإن الحروب الدائرة اليوم هي لأهداف إقليمية أو سياسية، وسيكون من الظلم تمامًا ربطها بأي دين أو معتقدات دينية”.

وتابع حضرته حديثه عن كيف أن تعاليم الإسلام السلمية تلهم الجماعة الإسلامية الأحمدية لمحاولة تخفيف المآسي في العالم.

وضرب حضرته مثالاً على كيفية قيام الجماعة الإسلامية الأحمدية ببذل الجهود لتوفير المياه في الأماكن التي لا يسهل الوصول إليها.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“بالعيش هنا في الغرب، من المستحيل فهم الوضع الرهيب في تلك الدول النامية حيث من الشائع أن يمشي الناس لأميال كل يوم لملء الدلاء بالماء لاستخدامهم اليومي… عندما يسافر متطوعونا إلى تلك الأماكن البعيدة ويتحدون وعورة الأراضي ويقومون بتركيب مضخات المياه أو حفر الآبار فيها، فإن سعادة السكان المحليين وابتهاجهم يفوق الوصف. من المحال أن يفهم الذين يعيشون في العالم المتقدم الشعور بالفرح الجامح الذي ينتابهم. إن وجود مياه نظيفة تتدفق من الصنبور على عتبة منزلهم هو تجربة حقيقية لتغيير حياة هؤلاء الأشخاص. إذا رأيت ذلك بأم عينيك، فيمكنك عندها فقط البدء في فهم مشاعرهم وسعادتهم”.

وقال حضرته إن مثل هذه الخدمات تقدم للناس بغض النظر عن عقيدتهم، وذلك بموجب التعاليم الإسلامية.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“جهودنا مستمدة ومستوحاة من تعاليم الإسلام ويتم تقديمها من أجل الإنسانية وصالحها فقط. نحن نعتبر أعباء أضعف أفراد المجتمع أعباءنا الخاصة وأنه من واجبنا تقديم المساعدة والراحة لجميع المحتاجين أو المستضعفين. باختصار، تعاليم الإسلام تلزمنا بالعيش بسلام والتعايش مع الآخرين”.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد في ختام كلمته:

“سمي هذا المسجد باسم “مسجد بيت السلام”، وهو ما يعني حرفيًا “دار السلام”. ووفقًا لهذا الاسم، فإنني على ثقة من أن المسلمين الأحمديين المحليين يرعون السلام والمحبة في المجتمع ويلتزمون بقوانين البلاد ويتفوقون في خدمة مجتمعهم والمجتمع الأوسع. إن شاء الله، سوف يعكسون إلى الأبد تعاليم الإسلام الحقيقية”.

قبل إلقاء الخطاب الرئيس، ألقى أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في المنطقة، الدكتور مظفر أحمد وثلاثة ضيوف آخرين الكلمات مهنئين الجماعة الإسلامية الأحمدية بافتتاح المسجد الجديد.

كان من بين المتحدثين الضيوف هولي مومبي كروفت، عضوة البرلمان عن سكَنثورب  ومارتن جون فيكرز، عضو البرلمان عن كليثوربس والمستشارة جانيت لونغ كيك، عمدة مجلس شمال لينكولنشاير.

Share via
تابعونا على الفايس بوك