إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الدورة التدريبية العالمية لدار القضاء

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الدورة التدريبية العالمية لدار القضاء

دار القضاء في الجماعة الإسلامية الأحمدية تحتفل بمرور 100 عام على تأسيسهاي 20/01/2019، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد الخطاب الختامي في الدورة التدريبية العالمية لدار القضاء في الجماعة الإسلامية الأحمدية بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسها.

حضر هذه الدورة التي عقدت يومي 19-20 يناير/كانون الثاني في مسجد بيت الفتوح في جنوب غرب لندن 114 مندوبًا من 15 دولة.

وخلال كلمته، لفت حضرة الخليفة انتباه الحاضرين نحو الوفاء بمسؤولياتهم كقضاة وفقا لمعايير العدل والصدق بموجب قوانين القرآن الكريم والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

ومعبرًا عن سعادته لمرور 100 عام على تأسيس دار القضاء، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:”لقد مضى بفضل الله تعالى 100 عام على تأسيس دار القضاء في الجماعة الإسلامية الأحمدية. ولقد اجتمعنا اليوم هنا لنشكر الله تعالى أنه مكّننا من إدارة هذه المؤسسة لمئة سنة ووفقنا لنكون جزءًا منها ونخدم فيها”.ثم تابع قائلًا:”لا شك أن مرور مئة سنة على إقامة نظام دار القضاء لهو فضلٌ من الله تعالى ولكن لا يمكن أن ينال أحد نصيبًا من هذا الفضل ما لم يؤدِّ واجبه المفوض إليه وفق أحكام الله تعالى”في معرض حديثه عن ثقل مسؤولية القضاة، بيّن حضرة ميرزا مسرور أحمد أن التمسك بأهداب العدالة أمرٌ بالغ الأهمية ويجب أخذ جميع القضايا على محمل الجد حيث قال:”ينبغي أن نتذكر دومًا أن مسؤولية القاضي كبيرة جدًّا، وعليه أن يقضي في كل أمر بعد تفكير كثير وفق مستويات العدل العليا وبعد تسخير جميع كفاءاته وقدراته مراعيًا مقتضيات العقل أيضا… يجب دراسة جميع القضايا كما ينبغي وعدم النظر إلى أية قضية بنظرة سطحية”وتوضيحًا لمعايير العدالة التي بيّنها الإسلام، اقتبس حضرته الآية التاسعة من سورة المائدة من القرآن الكريم التي تقول:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”وقال حضرته إن هذه الآية تحتوي على توجيهات تفصيلية وتحث الناس على أن يُبقوا في أذهانهم أنّ الله تعالى مطّلعٌ على ما في قلوبهم، لذا ينبغي على القضاة، على وجه الخصوص، إصدار أحكامهم وآرائهم بإخلاصٍ كامل وأن يحافظوا على أعلى معايير النزاهة والعدالة في جميع الأوقاتوقال أيضًا إن القرآن الكريم يأمرنا باتباع أعلى معايير العدالة بحيث يجب أن يكون المرء على استعداد للإدلاء بشهادته ضد نفسه أو أقاربه من أجل تأييد الحقيقة.متحدثًا عن مستوى التقوى التي يجب على القضاة السعي لتحقيقها، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

“يجب أن يختبر القاضي نفسه على محك أنه إذا كان هو بنفسه فريقا في القضية أو كان في مكان أحد الفريقين فهل سيشهد على نفسه؟ أي هل سيصدُق القول ويقول قولا سديدا؟”

وقال حضرته إن مقتضيات العدالة تتطلب من أعضاء دار القضاء أن يتقوا الله، كما من الضروري أن يقوم كل قاضٍ بتحليل وقائع كل حالة بعناية وأن يدعو الله بصدق قبل التوصل إلى أي قرار.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:”إن مستوى قضاتنا لا يقتصر على معرفة القانون والشريعة أو على كونهم ذوي رأيٍ سديد بل الشرط الأكبر لهم هو التحلي بالتقوى. ولهذا الغرض يجب أن تكون لهم علاقة بالله تعالى ويجب أن يدعوا بوجهٍ خاص كلما جلسوا لسماع قضية أو لكتابة حُكم”. كما ذكر حضرته أنه ينبغي الاستماع في كل قضية إلى كلا الطرفين دون تحيز، ويجب منحهما الوقت الكافي والاهتمام، كما يجب تنظيم دورات منتظمة لتجديد المعلومات على المستوى الوطني من أجل مراجعة مسؤوليات أعضاء دار القضاء مثل كيفية التعامل مع القضايا بدون تحيز وكيفية صياغة القرارات.في ختام كلمته، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:”أدعو الله تعالى أن يوفقكم جميعا لأداء مسؤوليتكم محققين مقتضيات العدالة، وأن يوفقكم لتستفيدوا مما سمعتم وتناقشتم فيما بينكم في هذا البرنامج”.

واختتم الحدث بالدعاء الصامت الذي أمّه حضرته، تلاه تقديم العشاء والتقاط الصور مع جميع الوفود.

Share via
تابعونا على الفايس بوك