الأطباء موقفو الحياة من ألمانيا يلتقون أمير المؤمنين أيده الله
في 15/01/2022 عقد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد اجتماعًا افتراضيًا عبر الإنترنت مع الأطباء وأطباء الأسنان من الواقفين ناو من ألمانيا.
ترأس حضرته الاجتماع من استوديو إم تي إيه الدولي في إسلام أباد في تيلفورد، في حين انضم 17 طبيبًا و6 طبيبات وطلاب السنة الأخيرة في الطب، إلى الاجتماع افتراضيًا من مجمع بيت السبوح في فرانكفورت، المقر الوطني للجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا.
بعد تلاوة من القرآن الكريم، أتيحت الفرصة لجميع الأطباء وطلاب الطب الواقفين ناو للتحدث إلى حضرة الخليفة وطرح الأسئلة وطلب توجيهاته فيما يخص حياتهم المهنية.
طلب أحد الأطباء نصيحة الخليفة حول كيفية المساهمة في تحسين الخدمات الطبية المتاحة للناس في إفريقيا؟
فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“هذا هو الدور الذي يجب أن تقوم به، فاجمع المال واستخدمه لمساعدة الفقراء. ويجب أن يكون هناك أطباء يسافرون طواعية إلى الخارج ويضحون بوقتهم لمعالجة الناس كجزء من الوقف المؤقت”.
وقال حضرته إن على جمعية الأطباء المسلمين الأحمديين تقييم الوضع في مختلف البلدان الأفريقية ووضع الخطط من أجل مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس.
وسأل رئيس جمعية الأطباء المسلمين الأحمديين حضرته كيف يمكنهم توعية المسلمين الأحمديين في ألمانيا حول الأمور الطبية؟
فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد ناصحًا إياهم حول أهمية تبديد المعلومات الكاذبة عن لقاحات كورونا:
“لا يزال الكثير من الناس يعتقدون أن وباء كورونا ليس خطيرًا فلا يرتدون الأقنعة، ولا يحصلون على اللقاح ولا يظهرون الكثير من الاهتمام في هذا الصدد. فإذا كانوا لا يريدون أخذ اللقاح، فعليهم على الأقل اتخاذ التدابير الأخرى مثل ارتداء الكِمامات ووضع الفكس في أنوفهم – وهو ما وجدته يعمل بشكل فعال. ويمكنهم أيضًا تناول أدوية العلاج بالمثل إذا كانوا يؤمنون به. ولكن ما الذي يمكن فعله أكثر أو قوله لأولئك الذين يقولون إنه لن يحدث لهم شيء ولا يتخذون أي تدابير وقائية؟ بالنسبة لمن هم أقل تعليما أو غير مبالين في هذا الصدد فيجب أن تقوم بحملة منسقة لنشر الوعي بينهم”.
وذكر مشارك آخر أن بعض الناس يعتقدون بأن مشاكل الصحة النفسية ناتجة عن ضعفٍ في الإيمان.
فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد موضحًا خطأ مثل هذه العقلية:
“هذه طريقة خاطئة جدًا لتقييم الأمر. ومن قال هذا فهو مخطئ… ولا علاقة لذلك بضعف الإيمان… فلأمراض الصحة النفسية أسباب وظروف مختلفة. في بعض الأحيان حتى لو لم يكن الشخص ضعيف الإيمان فإنه قد يتعرض لسوء المعاملة من قبل من حوله بحيث يصبح مريضًا نفسيًا وهذا أمر خارج عن إرادته. لذا فإن المريض لا حول له ولا قوة. وبالتالي فالقول بأن مثل هذا الشخص ضعيف الإيمان أمر خاطئ “.
وسألت إحدى النساء الحاضرات حضرته كيف يمكنها تهيئة أطفالها بشكل أفضل لأية صعوبات قد يواجهونها إذا ما تم إرسالها وزوجها بصفتهما واقفين للحياة لخدمة الفقراء في إفريقيا. كما سألت حضرته عما إذا كان أطفاله قد واجهوا أي صعوبات في الاستقرار في إفريقيا خلال السنوات التي قضاها هناك كواقف للحياة لخدمة الدين؟
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“ولد أحد أطفالي هناك وكان الآخر بعمر ثمانية أو عشرة أشهر فقط عندما ذهبنا إلى هناك. وبالتالي فقد نشأا هناك ولم يكن الأمر أن عليهما “الاعتياد على الحياة هناك”. ومهما كان الطعام المتاح فقد جعلناهما يعتادان عليه. وجعلنا طفلينا يعتادان على الحياة الصعبة التي عشناها هناك، وهكذا كبرا على ذلك. فكل هذا يتوقف على طريقة تفكيرك. وهناك العديد من المرافق المتوفرة الآن في أفريقيا. لقد كانت الظروف في أيامنا مختلفة تمامًا. في هذه الأيام [في إفريقيا] يمكنك العثور على العديد من وسائل الراحة التي تجدينها هنا أو يمكنك طلبها من هنا. لذا فهي ليست مشكلة كبيرة”.
واستفسرت إحدى عضوات لجنة إماء الله، وهي زوجة داعية، من حضرته عن مسؤوليات زوجة واقف الحياة.
فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“زوجة واقف الحياة هي أيضًا واقفة للحياة. إذا كان زوجها داعية فعليها مساعدته. يجب أن تحاول تحسين روحانياتها وأخلاقها وتعليمها الديني أيضًا حتى تتمكن من تدريب النساء الأخريات أخلاقيا وروحانيا. فمثلما تقع على عاتق الداعية الأحمدي مسؤولية تحسين نفسه، كذلك تقع على عاتق زوجته مسؤولية محاولة تحسين نفسها. وإذا كان زوجها طبيبًا، فيجب على زوجة الطبيب أن تضحي أيضًا. إذا كان الطبيب يقضي وقتًا إضافيًا في المستشفى أو في عيادة الجماعة الإسلامية الأحمدية، فيجب على زوجته أن تكون عونًا له. ولا ينبغي لها أن تؤنبه على بقائه في المستشفى وقتًا إضافيًا. لذلك يجب أن تتحلى بالصبر. وإذا كان لديها أطفال، فعليها أن تركز أكثر على تربيتهم وتجعلهم يدركون أنهم أطفال مسلمون أحمديون وأنهم أبناء واقفين ولذا ينبغي تربيتهم وفقًا لذلك”.
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
“عليك تقييم حالتك الأخلاقية والروحية. وفي المنزل يمكنك تحسين معرفتك الدينية والروحية. عدا عن ذلك، عليك التواصل مع السكان المحليين. على سبيل المثال، إذا ذهبت إلى إفريقيا فتواصلي مع الناس هناك وقربي الناس إليك، واقضِ الوقت معهم وتواصلي معهم. يجب أن يشعروا بأنهم بشر وأنك تعاملينهم مثل غيرهم من البشر. عامليهم كأنداد لك فلا ينبغي أن يشعروا أن “غير الأفارقة قد جاءوا إلى هنا ويعاملوننا بطريقة مختلفة”. فهذه هي الصفات التي يجب أن تتبناها زوجة واقف الحياة.. ينبغي أن تكون جزءا من الناس وعليها مساعدة زوجها، وأن تقوم بتنشئة أطفالها جيدا وأن تصبح أيضًا نموذجًا تحتذي به الأخريات”.