إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي خطبة الجمعة من ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي خطبة الجمعة من ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية

في 14/10/2022، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، خطبة الجمعة من مسجد بيت الرحمن في سيلفر سبرينغ بولاية ميريلاند ضمن جولته التاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية.

حضر أكثر من 5500 مصلّ صلاة الجمعة. وخلال الخطبة، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“لقد أخبرنا المسيح الموعود u عن بدء الخلافة بعده، وليس هو فحسب بل إن النبي r أيضا قد أنبأ عن استمرار الخلافة إلى يوم القيامة بعد مجيء المسيح والمهدي، وإن الخلافة الأحمدية نظام يمثل استمرارًا لطريق المسيح الموعود u، وإنه نظام لاستمرار قرارات ذلك الحكم العدل. كل أحمدي يتعهد بالارتباط بالخلافة وطاعتها، بالتالي أصبح من واجب كل أحمدي الارتباط بالخلافة وتحقيق عهد الطاعة معها وإلا فستبقى بيعته ناقصة.”

وذكر حضرته أن على المسلمين الأحمديين الذين هاجروا إلى أمريكا ووجدوا الأمان والملجأ فيها التأكد من أنهم وأجيالهم القادمة لن يحيدوا عن اتباع دينهم بإخلاص.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد متحدثًا عن الحالة الجيوسياسية الحالية للعالم:

“غيوم الحرب المرعبة تحلق فوق رؤوسنا. لقد أدلى الرئيس الأميركي بالأمس بيانا قال فيه إنه إذا استخدم الرئيس الروسي أسلحة نووية فستظهر ردة الفعل من الجانب الآخر أيضا. ونتيجة لهذه الحرب العالمية النووية سيحل الدمار في العالم كله. فلا يظننّ الساكنون في هذه البلاد الذين جاؤوا إلى هنا مهاجرين أنهم في مأمن هنا، بل الحق أنه ليس هناك مكان آمن في العالم. حين تثور عقول قادة هذه القوى العظيمة لا يبالون بشيء، ففي هذه الظروف إنه من واجب الأحمديين أن يدعوا ويخلصوا عباداتهم لله”.

 وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

إن إيمان الأحمديين وتعلقهم بالله وأدعيتهم هي التي يمكن أن تُنجي العالم من الدمار، فادعوا الله تعالى مُنشئين مواساة الخلق في قلوبكم، وفهّموا الناسَ، كل في دائرته، أنهم إذا لم يتوجهوا لأداء حقوق الله وحقوق العباد فيمكن أن تتحول هذه الدنيا الجميلة إلى خراب، وعلى كل أحمدي أن يؤدي واجبه مع وضع هذا الأمر في الاعتبار”.

وفي معرض حديثه عن تاريخ مسجد بيت الرحمن، ذكر الخليفة أنه في يوم الجمعة هذا يحتفل المسجد بالذكرى الثامنة والعشرين لافتتاحه.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“يجب أن يفحص الأحمديون القدامى المقيمون هنا والجدد أيضا لأي مدى أحرزوا التقدم في الروحانية. ولأي حد بذلوا المساعي لأداء حق هذا المسجد؟ نسأل الله تعالى أن يبقي هذا المسجد عامرًا بالمصلين لعقود وقرون، ويبقى محفوظًا من كل آفة مادية. تذكَّروا أننا لن نتمكن من أداء حقه إلا ببذل الجهود لعمرانه دوما”.

 

افتتاح مسجد بيت القيوم في فورت وورث:

قبل هذا بأسبوع، وبالتحديد يوم الجمعة 7 أكتوبر، سافر حضرة الخليفة إلى فورت وورث لافتتاح مسجد بيت القيوم.

بعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانًا بافتتاح المسجد، قام الخليفة بغرس شجرة، ثم تفقد المبنى. وقبل صلاتي المغرب والعشاء، أتيحت الفرصة لأبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية للقاء حضرته، وخلال اللقاء أكد الخليفة على أهمية زيادة حضور الصلاة في المسجد.

الوصول إلى مسجد بيت الرحمن بولاية ميريلاند:

ظهيرة يوم الأحد 9 أكتوبر بالتوقيت المحلي، غادر الخليفة مسجد بيت الإكرام واستقل طائرة من مطار دالاس فورت وورث الدولي، ليصل إلى مطار بالتيمور واشنطن الدولي بعد العصر، ثم توجه مباشرة إلى مسجد بيت الرحمن في سيلفر سبرينغ.

وعند وصوله إلى المسجد، كان باستقباله أكثر من ألفي مسلم أحمدي من الرجال والنساء والأطفال والذين كانوا ينتظرون وصوله بفارغ الصبر.

تفقد دار الضيافة وبيت الخدام:

يوم الإثنين العاشر من أكتوبر، تفقد الخليفة دار الضيافة الجديد للجماعة الإسلامية الأحمدية والمجاور لمسجد بيت الرحمن.

كما افتتح بيت الخدام الذي سيكون مقر مجلس خدام الأحمدية بالولايات المتحدة الأمريكية.

لقاءات مع المسلمين الأحمديين:

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، عقد الخليفة لقاءات جماعية مع المسلمين الأحمديين، حيث أتيحت لهم الفرصة للتحدث إلى حضرته وطلب دعائه وتوجيهاته.

وخلال الجولة، وبصرف النظر عن اللقاءات الجماعية مع المسلمين الأحمديين، التقى حضرته بمئات المسلمين الأحمديين ضمن لقاءات شخصية وعائلية.

لقاء مع المبايعين الجدد:

ويوم الثلاثاء، التقى حضرة الخليفة بالمبايعين الجدد الذين انضموا حديثًا إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية.

وخلال اللقاء، تحدث حضرته إلى 46 مبايع ومبايعة، ونصحهم بضرورة تلاوة القرآن الكريم بانتظام وفهم معانيه، وأن عليهم على وجه الخصوص تعلم سورة الفاتحة لأهميتها في أداء الصلوات الخمس.

البيعة:

وخلال لقاء المبايعين الجدد يوم الثلاثاء، ذكر أحد الحاضرين أنه لم ينضم بعد إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية ولكنه يرغب في أخذ البيعة الآن، ولذلك طلب من الخليفة أن يتشرف بالبيعة على يده.

وفي اليوم التالي، يوم الأربعاء، بعد صلاتي الظهر والعصر، أمّ حضرة الخليفة مراسم البيعة. واستطاع جميع الحاضرين في المسجد الانضمام إلى السلسلة البشرية التي تفضي إلى يد خليفة الجماعة الإسلامية الأحمدية لأخذ البيعة.

تفقد مجمع مسرور الدولي للبثّ الفضائي:

وفي اليوم نفسه، زار حضرته مجمع إم تي إيه الدولية والذي يضم محطة للبثّ الفضائي يتم من خلالها بث قنوات إم تي إيه الإقليمية عبر الأقمار الصناعية إلى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية.

درس مع الواقفات الجدد:

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، عقد الخليفة لقاءً مع الواقفات الجدد البالغات من العمر 12 عامًا فما فوق، حيث أتيحت الفرصة للحاضرات لطرح الأسئلة حول مجموعة من القضايا المعاصرة.

وسألت إحداهن حضرته كيف يرى تطور الحرب الروسية الأوكرانية؟

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“المسألة لا تتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية فقط، فيبدو أن هذه الحرب ستنتشر خارج حدود روسيا وأوكرانيا وسيتورط فيها العالم كله. إذا انضم العالم كله إلى هذه الحرب، فعندئذ آمل أن يدرك الكثير من الناس ويبدأوا بالتفكير لماذا حدثت؟! لن يكون هناك سوى عدد قليل جدا من الناس ليفكروا “ماذا حدث”؟ والذين سينجون.. آمل أنهم سيبحثوا عن خالقهم، وعن الخير والصلاح، وعن الدين الصحيح. وفي ذلك الوقت سيكون من واجب الأحمديين رجالًا ونساءً أن يرشدوهم إلى الصراط المستقيم، ويقولوا لهم إنكم قد رأيتم نتيجة اللهاث وراء الرغبات الدنيوية والله يقول إن عليكم اتباع أوامري وتعليماتي وطاعة تعاليمي؛ وتطبيق ما أقوله وأن تؤمنوا بي إيمانًا راسخًا. ثم إذا استمروا في نكران ذلك، فستأتي كارثة أخرى تدمر العالم كله. ولا يمكننا معرفة ماذا سيحدث، لذا يجب أن ندعو ونعدّ أنفسنا لنشر الرسالة الحقيقية للدين و[نفكر] كيف يمكننا تقريب الناس من خالقهم.”

وذكرت إحدى الحاضرات أن المسلمين الأحمديين يشعرون بالحزن عندما يغادر الخليفة مكانًا بعد زيارته. وسألت كيف يشعر حضرته بعد المغادرة؟

فأجاب حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد بمنتهى المحبة:

“إذا انتابتكم مشاعر الحزن بعد مغادرتي، فإني أشعر بنفس الأحاسيس أيضا. هذا ما يحدث. ولكن بعد فترة من الوقت ستنسون أنني أتيت إلى هنا وغادرت أما أنا فلن أنساكم أبدًا. أنا أدعو لكم دائما. هذه هي الطريقة التي تحدث بها الأمور ويجب أن نتصرف بنفس الطريقة.. فالشخص الذي يأتي إلى بلدتك أو مدينتك أو إلى أي مكان ما في العالم، لا بد أن يعود، فيجب أن ندعو دائمًا له ولبعضنا بعضا. وبهذه الطريقة يمكننا أن نقوي علاقتنا ببعضنا، هذا ما يجب أن تقوموا به وما يجب علي القيام به أيضًا”

وسألت إحدى الواقفات عن الجهود التي يمكن بذلها لمكافحة تغير المناخ؟ فأجاب حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

“يجب زراعة المزيد من الأشجار. يجب أن لا تستخدموا السيارة إلا عند الحاجة الماسة إليها وليس للذهاب إلى مطعم برغر قريب، أو للسفر مسافة مائة ياردة. لا تلوثوا الجو وحاولوا تقليل انبعاثات الكربون وازرعوا المزيد من الأشجار. ويجب أن يزرع كل واقف جديد ما لا يقل عن عشرة أشجار في السنة، وبذلك ستتمكنون من زراعة آلاف الأشجار التي ستساعد [في حل المشكلة] أيضًا. وكذلك أفهِموا الناس واجعلوهم يدركون واجباتهم. وحاولوا أن تعظوهم فيما يتعلق بتغير المناخ وتأثيرات الاحتباس الحراري. فهذه هي الطريقة التي يمكنكم بها مساعدة بلدكم وجيرانكم ومدنكم”

لقاء مع الواقفين الجدد:

بعد لقاء الواقفات، حظي الواقفون الجدد ممن تبلغ أعمارهم 12 سنة فما فوق بشرف لقاء الخليفة.

سأل أحد الواقفين حضرته كيف بقي مرتبطًا بالخلافة عندما كان بعيدًا ماديًا عن سلفه من الخلفاء بسبب وجوده في غانا أو باكستان، بينما كان خليفة الوقت يقيم في بلد آخر؟

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“لقد نشأت في مثل هذه الأجواء حيث تعلمت أنه لا توجد حياة روحية بدون الخلافة. عندما وقفت حياتي، وذهبت إلى إفريقيا. كنت أكتب إلى حضرة خليفة المسيح الثالث ثم إلى حضرة خليفة المسيح الرابع. كما كنت أدعو لنفسي أن أبقى دائمًا على علاقة وثيقة بالخلافة وأن لا أقوم أبدًا بأي شيء قد يزعج خليفة الوقت. وبهذه الطريقة تقوت علاقتي مع الخلافة. وعليكم أيضا اتباع نفس الطريقة.. حاولوا إنشاء علاقة شخصية مع خليفة المسيح وادعوا له يوميًا في صلواتكم. وادعوا لأنفسكم كذلك أن يقويكم الله عز وجل في الإيمان، وفي علاقتكم مع الخليفة”.

كما سأل أحد الحاضرين عما إذا كانت الفيضانات الأخيرة في باكستان عقابًا من الله تعالى بسبب اضطهادهم للمسلمين الأحمديين في البلاد؟

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

“ليس فقط اضطهاد المسلمين الأحمديين في باكستان. لقد قاموا بعدد كبير من الأفعال الخاطئة حتى بدأ قادتهم السياسيون وملاليهم بالقول إن هذا الفيضان وكل الفوضى في البلاد والاضطراب السياسي عقاب من الله تعالى. لكنهم لا يريدون أن يدركوا أن السبب في ذلك هو عاداتهم وأفعالهم السيئة وقتلهم الأبرياء. لذلك، أرى أن هذا قد يكون أحد الأسباب”.

Share via
تابعونا على الفايس بوك